فريق عمل مغاربي-أوروبي للتعامل مع ظاهرة "الحراقة" أعلن قادة عشر دول أوروبية ومغاربية حضروا قمة مجموعة (5+5) في مالطا تشكيل فريق عمل للتعامل مع مشكلة الهجرة غير الشرعية من إفريقيا إلى القارة الأوروبية، ولم يتضمن البيان الختامي الذي صدر عن القمة، أي إشارة للتدخل العسكري، بالمقابل ركز البيان على المساعي المبذولة لمعالجة الأوضاع عبر الحوار السياسي، وحمل البيان عبارات تأييد للجهود الرامية لإيجاد حل سريع يحفظ سلامته الإقليمية ووحدته الوطنية وسيادته مالي. حذر الوزير الأول، عبد المالك سلال من تداعيات أي تدخل عسكري في شمال مالي، وقال سلال في تصريح على هامش قمة مالطا للحوار المغاربي-الأوروبي التي اختتمت أشغالها أمس، بان التدخل العسكري في شمال مالي "سيزيد من تعقيد الأوضاع هناك"، موضحا بان الجزائر تطالب بدعم السلطات المالية حتى تتمكن من تجاوز الأزمة، مشيرا بان الملف سيطرح قريبا على مجلس الأمن لمناقشته والبحث في الخيارات المتاحة لإنهاء الأزمة. واستبعد قادة دول وحكومات مجموعة الحوار الاورو-مغاربي، في ختام اجتماعهم بمالطا، الخيار العسكري لحل الأزمة في مالي، ولم يتضمن البيان الختامي الذي صدر عن القمة، أي إشارة للتدخل العسكري، بالمقابل ركز البيان على المساعي المبذولة لمعالجة الأوضاع عبر الحوار السياسي، وحمل البيان عبارات تأييد للجهود الرامية لإيجاد حل سريع يحفظ سلامته الإقليمية ووحدته الوطنية وسيادته مالي. ووجهت القمة، دعوة للتعاون من اجل إيجاد حل سريع للازمة ومعالجة الآثار السلبية على استقرار وامن المنطقة، وأعربت دول الحوار في مجموعة "الخمسة زائد خمسة" عن قلقها إزاء حالة عدم الاستقرار وانعدام الأمن في مالي، وخاصة في الشمال، واثنت على عمل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وجهود الوساطة التي تقوم بها دول المجموعة الاقتصادية لغرب إفريقيا، من أجل التوصل إلى حل شامل للأزمة في مالي. وأعربوا عن "دعمهم" الإستراتيجية الإقليمية التي وضعتها دول منطقة الساحل التي تهدف "لبناء منطقة آمنة، على أساس الوحدة الترابية للدول والسيادة، وعلى المسؤولية الفردية والجماعية في مكافحة الإرهاب في المنطقة". وأكدت القمة، على ضرورة مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية تهدد أمن واستقرار المنطقة. و وصف وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي، المناقشات بين أعضاء مجموعة ال5+5 بالهادئة و الصريحة، وأكد مدلسي، أن رؤساء دول وحكومات الحوار لبلدان غرب المتوسط 5+5 المجتمعين يوم الجمعة بمالطا أعربوا عن عزمهم على مكافحة ظاهرة الإرهاب. و فيما يخص الوضع في مالي أشار الوزير إلى أن الدول العضوة في حوار مجموعة ال5+5 أعربوا عن إرادتهم في مساعدة حكومة مالي إلى غاية تمكنها من ضمان أمن و وحدة مالي. كما قررت مجموعة ال5+5 تعزيز الملف المتعلق بالأمن الغذائي و التعاون في مجال النقل و البيئة و التكوين في شتى الميادين. مكافحة "الحراقة" على رأس الأولويات وأكد قادة الدول العشر المطلة على المتوسط ضرورة التصدي "للأسباب العميقة" للهجرة غير الشرعية والتعاون "الفعال" في ذلك. وأكد البيان الختامي للقمة "أن إدارة تدفق المهاجرين لا يمكن أن تتم فقط بوسائل المراقبة". وأضاف البيان أن السيطرة على مشكلة الهجرة السرية "تتطلب تحركا يتم التشاور بشأنه للتصدي للأسباب العميقة للهجرة مع إرساء تضامن فعال وسريع وملموس". واتفقت دول الحوار الاورو مغاربي، بتأسيس فريق عمل مشترك بين الدول العشر لمكافحة الهجرة غير الشرعية، وأعلن الرئيس التونسي منصف المرزوقي، أمس عقب انتهاء الأشغال، أن مقترح تأسيس فريق عمل مشترك بين دول مجموعة الحوار الخمسة زائد خمسة، لقي قبول الدول المشاركة. وقال المرزوقي، أن الغرض من إنشاء هذا الفريق، هو تجميع قدرات الدول المعنية بشكل عاجل لمواجهة الهجرة غير الشرعية. وأضاف المرزوقي، بان ملف الهجرة غير الشرعية "يجب أن يكون على رأس الأولويات"، وقال بان الدول مطالبة بوقف أفواج المهاجرين والمآسي التي تعيشها عائلاتهم، مشيرا بان العديد منهم يموتون غرقا في البحر قبل الوصول إلى الضفة الأخرى للمتوسطي، وقال بان المهمة لا يجب أن تأخذ طابعا عسكريا، بل يتوجب أن تبقى في إطارها الإنساني، وقال بان بلاده ستحتضن قريبا اجتماعا لوزراء الدول العشر للمكلفين بملفات الأمن والهجرة والقضايا الإنسانية، للاتفاق حول التفاصيل التقنية حول تشكيل الوحدة المشتركة للتدخل. اتفاق جزائري-فرنسي حول دعم سلطات باماكو وكانت للوزير الأول عدة لقاءات مع مسؤولين أوروبيين، على هامش قمة مجموعة (5+5) على رأسهم الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، ولم تتسرب أي معلومات بشأن مضمون هذه المحادثات، التي تعد الأولى من نوعها التي تجمع مسؤول جزائري بالرئيس الفرنسي منذ انتخابه في ماي الماضي. وقال مصدر دبلوماسي فرنسي، أن المقابلة دامت 20 دقيقة، بحيث جدد عبد المالك سلال، الدعوة التي وجهها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لنظيره الفرنسي لزيارة الجزائر، مشيرا بأنه لم يتم التطرق إلى موعد هذه الزيارة التي من المقرر أن تكون شهر ديسمبر المقبل. وتم التطرق لملف الساحل والوضع في مالي، وتحدث الدبلوماسي الفرنسي، عن وجود " تقارب في وجهات النظر حول مسألة مكافحة الإرهاب والحاجة إلى مساعدة مالي لاستعادة سيادتها"، رافض الخوف في الخلافات بين البلدين حول الحاجة إلى تدخل عسكري في شمال مالي. كما برز اتفاق بين الطرفين الفرنسي والجزائري، على ضرورة تشجيع الحوار السياسي بين فرقاء الأزمة المالية، وخاصة مع الأطراف التي ترفض الإرهاب، وخاصة المتمردين الطوارق. وبحسب الدبلوماسي الفرنسي، فان الوزير الأول عبد المالك سلال، تطرق إلى التهديدات الأمنية،و شدد على أهمية تأمين الحدود لمنع تسلل الإرهابيين، وقال بان الجزائر اتخذت تدابير لحماية حدودها، كما تحدث عن نشاط عصابات التهريب على الحدود وبالأخص عصابات تهريب المخدرات. كما تحادث الوزير الأول عبد المالك سلال مع رئيس المفوضية الأوروبية جوزي مانويل باروزو. وصرح رئيس المفوضية الأوروبية أن الإتحاد الأوروبي يشجع الجزائر على مواصلة مسار الإصلاحات. و قال باروسو عقب المحادثات "لقد شجعت الجزائر على مواصلة الإصلاحات الجارية التي من شأنها ضمان الاستقرار و الازدهار لأصدقائنا الجزائريين". و أوضح في هذا الصدد "لقد أعربنا أيضا عن إرادتنا في تعزيز التعاون بين الإتحاد الأوروبي و الجزائر".