تنسيق جزائري مصري لمواجهة تهريب الأسلحة من ليبيا أطلق رئيس مجلس الوزراء المصري هاشم قنديل تصريحات متفائلة بخصوص زيارته للجزائر موضحا أنه يراهن على إعادة الدفء والحميمة للعلاقات المتميزة بين البلدين والتي تمتد جذورها إلى أعماق التاريخ. وقال هشام قنديل في تصريحات للصحفيين عقب وصوله إلى مطار الجزائر الدولي على رأس وفد وزاري رفيع المستوى أنه يحمل رسالة من الرئيس محمد مرسى والشعب المصري إلى الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة وإلى الحكومة والشعب الجزائري الشقيق للتهنئة بالذكرى الخمسين لاستقلال الجزائر بعد ثورة سقط فيها مليون ونصف مليون شهيد ..مشيدا في نفس الوقت بالدور الجزائري المساند لمصر في حرب 1973. وأضاف أن مباحثاته مع كبار المسؤولين الجزائريين ستتناول بحث كافة مجالات التعاون بين البلدين في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية . مبرزا بأنه جاء للجزائر على الخصوص "لإعادة الدفء والمحبة للعلاقات التاريخية والأزلية التي تجمع البلدين". وشدد بالمناسبة على وجود "تنسيق" بين الجانبين في المجالات السياسية والأمنية و الاقتصادية و ان المهم بالنسبة لنا هو "التقارب". وستسمح زيارة رئيس مجلس وزراء مصر الى الجزائر التي تدوم ثلاثة أيام بإجراء حسب مصادر رسمية مصرية تقييم شامل للتعاون الثنائي بين البلدين و دراسة السبل الكفيلة بتعميقه و تنويعه في العديد من المجالات وفقا للإرادة السامية لقائدي البلدين. كما تشكل الزيارة فرصة لتبادل وجهات النظر والتشاور و التنسيق حول المسائل المتعلقة بالوطن العربي و كذا مختلف القضايا الإقليمية و الدولية ذات الاهتمام المشترك.. وأجرى المسؤول المصري بعد وصوله سلسلة اولى مع المباحثات مع الوزير الاول عبد المالك سلال، على ان تتبع لاحقا بمحدثات موسعة لأعضاء في الحكومتين . و من جهة اخرى اعلن السفير المصري بالجزائر عزالدين فهمي عن مشروع اتفاق للتنسيق بين البلدين لمكافحة ظاهرة تهريب الأسلحة من ليبيا لكلا البلدين حيث وصلت بعض هذه الأسلحة إلى أيدي الإرهابيين في سيناء وكذلك نفس الأمر في الجزائر. وأبلغ الدبلوماسي المصري، و هو مختص في المسائل الأمنية في الخارجية المصرية قبل تحويله للجزائر قبل سنتين، أن اللجنة العليا المشتركة بين البلدين سوف يجتمع في القاهرة أوائل العام القادم لبحث مشروع الاتفاق الذي يتضمن تبادل المعلومات والرؤى لمكافحة الإرهاب الذي يؤثر سلبا على الأمن القومي لكلا البلدين . وأشار السفير المصري إلى أن وزير الخارجية محمد كامل عمرو أتفق خلال زيارته للجزائر في نوفمبر الماضي على بدء حوار استراتيجي يعقد بالتناوب بين العاصمتين وعقد لجنة المتابعة الوزارية للأعداد لعقد اللجنة العليا التي لم تجتمع منذ عام 2008. وأكد فهمي، أن زيارة رئيس الوزراء الدكتور هشام قنديل للجزائر سوف تفتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين بما لديهما من إمكانيات واعدة وبما يؤسس لتعاون مشترك بينهما في مختلف المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية بالإضافة إلى إقامة مشروعات زراعية تساهم فيها مصر بتزويد الجزائر بالعمال الزراعيين في ضوء توفر الأراضي والمياه بالجزائر وكذلك التعاون في مجال البنية التحتية خاصة في مجال التشييد والبناء. ولفت السفير إلى أن هناك توجهات داخل الجزائر يتبناها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لزيادة البعثات التعليمية والدينية إلى الأزهر الشريف في مصر لتعليم الدعاة الجزائريين المنهج الوسطى للإسلام ..مضيفا أن الرئيس بوتفليقة قرر زيادة التمويل الممنوح لوزارة التعليم الجزائرية المخصص للبعثات التعليمية إلى الأزهر للحصول على درجتي الماجستير والدكتوراه إضافة إلى رغبة الرئيس بوتفليقة في الاستفادة من علماء الأزهر الشريف في جانب الفتوى .وطالب السفير بإزالة بعض العقبات البيروقراطية في مصر التي تحول دون نجاح هذا المشروع، موضحا أن العام الماضي تقدم 40 طالبا جزائريا للحصول على منح من الأزهر إلا أنه لم ينجح منهم الا اثنين فقط، مؤيدا بهذا الخصوص ما صدر في وقت سابق عن وزير الشؤونالدينية بوعلام غلام الله.