أرشح الجزائر للتتويج بكأس إفريقيا وخبرة حليلوزيتش ستكون فاصلة كشف مدرب المنتخب البوسني سافات سوزيتش عن إعجابه بالمهارات الفنية الفردية التي يمتلكها اللاعبون الجزائريون، و أكد بأن سمعة الكرة الجزائرية تمتد إلى كل بقاع العالم، سيما بعد المشاركة في مونديال الأخير بجنوب إفريقيا، الأمر الذي دفعه إلى حد الجزم بأن الخضر سيدخلون نهائيات كأس أمم إفريقيا القادمة في ثوب أحد أكبر المرشحين للتتويج باللقب القاري. سوزيتش و في حوار خص به النصر على هامش الندوة الصحفية التي نشطها سهرة الأربعاء الفارط أشار إلى أن المباراة الودية التي خاضها فريقه بالجزائر لم تكن مقياسا يمكنه من الوقوف على المستوى الحالي للمنتخب الجزائري، لكنه إعترف بأن المعلومات التي بحوزته جمعها من خلال متابعته لبعض مباريات الخضر بحكم إشراف صديقه حليلوزيتش على منتخب الجزائر، و قد تحدث النجم السابق لنادي باريس سان جيرمان الفرنسي عن أمور أخرى نقف عندها في هذا الحوار. في البداية ما تقييمكم لمستوى المقابلة الودية، خاصة و أن مشكل الأرضية طرح بحدة؟ الحقيقة أن هذه المباراة ليست مقياسا للوقوف على مستوى اي لاعب أو منتخب، لأن الظروف التي جرت فيها لا تسمح بالممارسة الكروية، و شخصيا لم أكن أتصور أن تتدهور حالة الأرضية بتلك الطريقة، حيث أننا قدمنا إلى الجزائر على أمل تقديم لقاء في المستوى، و معاينة التشكيلة التي يشرف صديقي " فاهيد " على تدريبها، إلا أن الأمور لم تكن بالشكل الذي كنا نتمناه، ومع ذلك فإن الفوز كان مهما لنا، لأننا كنا نبحث عن انتصار نختم به مشوارنا للسنة الحالية. و ماذا عن المنتخب الجزائري؟ كما سبق و أن قلت فإن الأرضية منعت اللاعبين من تقديم مردود جيد، لكن على العموم يمكن القول بأن المنتخب الجزائري منافس جدير بالإحترام و التقدير، و قد أظهر لاعبوه مؤهلات بدنية هائلة، بدليل أنهم واصلوا المقابلة بريتم متصاعد رغم ثقل أرضية الميدان، كما أن المهارات الفردية العالية ظهرت واضحة، بتواجد لاعبين في خط وسط الميدان يحسنون صنع اللعب بالاعتماد على التمريرات القصيرة، و هي طريقتي المفضلة في بناء العمل، لأنني أرفض تماما فكرة اللعب المباشر و الكرات الطويلة صوب مرمى الخصم، و الطريقة التي إنتهجها المنتخب الجزائري جعلتنا نلمس وجود عناصر جاهزة فنيا و تكتيكيا. و ما هي النصائح التي يمكنكم أن تقدمونها لحليلوزيتش بعد هذه المواجهة؟ نصيحتي ليست لصديقي " فاهيد " بل لكل الجزائريين، و هي أن هزيمتكم أمام البوسنة ليست معيارا للوقوف على مدى إستعداد منتخبكم، لأن موعد " الكان " قريب، و المنتخب شرع في التحضير، و حليلوزيتش كان يراهن على هذا اللقاء لضبط العديد من الأمور، لكنني أؤكد لكم و دون مبالغة بأنكم تمتلكون لاعبين مهاريين، باستطاعتهم صنع قوة المنتخب، هذا بالإضافة إلى وجود مدرب محنك يعرف جيدا كيف يتعامل مع الوضعيات التي يمر بها، و هي معطيات تجعلني أتفاءل بمستقبل المنتخب الجزائري. هذا التفاؤل يأتي قبل نحو شهرين من موعد " الكان " فهل لديكم نظرة عن هذه المنافسة؟ شخصيا لست من المتتبعين للكرة الإفريقية، و كل ما أعرفه عنها معطيات سطحية تتعلق بخيرة اللاعبين الذين ينشطون في أكبر النوادي الأوروبية، لكن و من خلال المستوى الذي بلغه المنتخب الجزائري فإنني لن أتردد في ترشيحه للتنافس على اللقب القاري، سيما و أن حليلوزيتش له خبرة كبيرة في القارة الإفريقية، و يعرف جيدا خبايا الكرة فيها. لكن الجزائر ستلعب الدور الأول في مجموعة صعبة؟ لقد علمت خلال الفترة القصيرة التي قضيتها في بلدكم بأنكم ستواجهون منتخبات كوت ديفوار، تونس و الطوغو، و أنا لا أعرف إطلاقا مستوى هذه المنتخبات، بإستثناء المنتخب الإيفواري الذي سبق لحليلوزيتش تدريبه، و كل ما أعلمه عن هذا المنتخب هو وجود لاعبين بارزين في صفوفه أمثال دروغبا، توريه، جيرفينهيو و غيرهم، لكن ذلك لا يعدم حظوظ المنتخب الجزائري في التأهل إلى الدور الثاني، لأن أصعب محطة في مثل هذه التظاهرات هو الدور الأول، والجزائر يمكن القول أنها محظوظة، كونها ستلاقي كوت ديفوار في نفس المجموعة، مما يعني بأنها لن تتبارى مجددا مع هذا المنتخب القوي في تلك الدورة إلا في حال تأهلهما سويا إلى النهائي. ما هو إنطباعكم بعد الزيارة التي قادت منتخبكم إلى الجزائر؟ تمنينا أن تقام المقابلة الودية في ظروف أحسن، خاصة أرضية الميدان، لأنني أرفض مثل هذه الوضعيات، و قد أجبرت على الطلب من عناصري الإعتماد على الكرات الطويلة بصفة إستثنائية و لأول مرة، لكن بالنسبة لنا فقد كان حضورنا إلى الجزائر من أجل لعب لقاء ودي قوي من جهة، و تلبية الدعوة التي تلقيناها من إبن بلدنا حليلوزيتش من جهة أخرى، و قد حظينا بإستقبال حار من طرف مسؤولي الإتحاد و الجماهير على حد سواء، و المقابلة كانت مفيدة أكثر للمنتخب الجزائري، كونه سيلعب نهائيات " الكان " بعد شهرين، بينما سنستأنف نحن تصفيات المونديال في مارس القادم، و كل أملي هو نجاح المنتخبين الجزائري و البوسني في التأهل سويا إلى البرازيل، على أن نلتقي مجددا هناك في ثاني حوار كروي بيننا، لأن فكرة إقامة مباراة العودة في ساراييفو غير مطروحة إطلاقا.