تنصيب أربعة مجالس بلدية وسط إحتجاجات و تعزيزات أمنية مشددة جاء اليوم ما قبل الأخير لتنصيب المجالس الشعبية البلدية بقسنطينة في صالح حزب جبهة التحرير الوطني الذي رفع رصيد بلدياته إلى أربع بلديات بعد أن هزم الأرندي بحامة بوزيان و استفاد من صراع قديم متجدد بين ميرين سابقين بعين سمارة ، كما تم اتخاذ احتياطات أمنية بالبلديات الموصوفة بالساخنة . عمليات التنصيب تمت وسط تعزيزات أمنية مشددة، حيث تم في ساعة مبكرة من يوم الخميس نشر قوة بمختلف مداخل مدينة ابن باديس وفي محيط البلدية ما حال دون تجدد عملية غلق البلدية بعد أن هدد مناضلون بالأفلان ومواطنون بمنع عملية التنصيب، القوة منعت اقتراب المعترضين من موكب السلطات ومن البلدية أين تمت تزكية زفزيزف عبد الله لعهدة رابعة تحت راية الأرندي، والغريب أن كتلة الارندي زكت المرشح رغم أن مناضليها هم من حركوا تلك الاحتجاجات وطالبوا بمير آخر لاعتراضهم على شخص متصدر القائمة حزب الأرندي حيث أعلن التزكية محافظ الأفلان وممثل الكتلة ببلدية اقتسم الحزبان مقاعدها الخمسة عشر. ببلدية عين اعبيد حدثت مفاجأة للأرندي بعد أن خسر النزال مع قائمة شابة تنتمي لحزب الحرية والعدالة بفارق صوت واحد بعد أن تمكنت تلك القائمة من ربط تحالفات مع باقي الأحزاب، ما أفقد رضوان المير السابق رضوان أحمد عبد العالي منصبه الذي كان من نصيب بومنجل فوزي شاب عمره 42 سنة وهو أستاذ في علم الاجتماع ، مدينة عين اعبيد عاشت على وقع احتفالات واجهها مناصرو المير السابق بالهتاف. أما ببلدية عين اسمارة فقد كانت الأجواء أكثر توترا داخل قاعة التنصيب وخارجها وبدت المدينة مقسمة بين الموالين لمرشح التحالف الوطني الجمهوري، وهو المير السابق عباز عبد الوهاب، ومتصدر قائمة الحركة الشعبية الجزائرية نوري زبير، وهو أيضا مير سابق، حيث كانت بين الرجلين خلافات ألقت بظلالها على عملية انتخاب رئيس البلدية الجديد، حيث طعن عباز عبد الوهاب بصفته المرشح الوحيد في الدور الأول في وكالة قدمها صهره المنتمي لقائمة الحركة الشعبية الجزائرية متحدثا عن ضغوطات على الرجل، ما جعل مدير التنظيم والشؤون العامة يسجل الطعن، لكن الوالي قال بأن ذلك لا يمنع من مواصلة العملية، وكما كان متوقعا داخل القاعة لم يحز المرشح سوى 8 أصوات لم تتح له الرئاسة ما أدى إلى إقرار دور ثان جاء لصالح حزب جبهة التحرير الوطني، كون الخصم أعلن تزكيته لمرشح الأفلان حتى قبل بدء التصويت، فيما قررت كتلة التحالف الوطني الجمهوري تعلن انسحابها تماما وأعلن أعضاؤها السبعة مغادرة القاعة لكن الوالي أمرهم بالبقاء، لتجري الانتخابات دونهم ويفوز بها بوخالفة محمد الصغير 65 سنة وهو مهندس خبير. النتيجة كانت سببا في حالة من الغضب اجتاحت الشارع حركها مؤيدو عباز الذين تحدثوا عن خيانة بينما كان الموالون لخصه ولجبهة التحرير الوطني يهتفون بتحالف الحزب، وكاد الأمر أن يتحول إلى أحداث لولا التدخل الفعال لمصالح الأمن والدرك الذين انتشروا بقوة، حيث حاول محتجون منع موكب الوالي من المغادرة ومنهم من استلقى بالطريق لمنع السيارات من المرور. عملية تنصيب المجلس البلدي بحامة بوزيان تمت في ظروف جد متوترة بين منتخبي الأفلان و الأرندي وبين المتعاطفين معهم في الشارع، حيث اصطف المواطنون بالآلاف على الأرصفة بداية من الصباح في انتظار لصالح من ستؤول البلدية، بعد أيام من التجاذبات والصراعات التي كانت لها تأثيراتها على الشارع وسط إشاعات غذت حالة الغليان التي لاحظناها أمس، وقد تمت إعادة عملية الانتخاب الذي دخله مرشحان وهما فيلالي عبد الرحمان رئيس البلدية السابق و متصدر قائمة الأرندي و عتروس إسماعيل عن حزب الأفلان، حيث وجه احد مرشحي الأرندي ملاحظة حول قيام مير بني حميدان بعملية جمع أوراق التصويت من المنتمين لحزب الأفلان، ما كان سببا في طرد الوالي للمير الذي نصب منذ ثلاثة أيام وأمر بإعادة العملية، ليوجه نفس العضو الملاحظة ذاتها لكن إستمر التصويت وسط ترقب حبس الأنفاس قبل أن يعرف رئيس البلدية الجديد وهو عتروس إسماعيل طبيب نفسي يبلغ من العمر 37 سنة، لتعلوا الهتافات قبل رفع الجلسة ويخرج المير المنهزم لمناصريه يطالبهم بضبط النفس وعدم القيام بأية أعمال شغب وسط حضور مكثف لعناصر الأمن الوطني . وبهذا تكون جبهة التحرير الوطني قد حازت خمسة مجالس منها أربعة مجالس بلدية مقابل أربعة للأرندي في انتظار ما ستسفر عنه عمليتي الانتخاب ببلديتي قسنطينة والخروب اليوم.