الحل يمر عبر الجزائر ومن دونها ستجد فرنسا نفسها تقاتل الفراغ انتقد الوزير الأول الفرنسي السابق دومينيك دوفيلبان تدخل قوات بلاده في مالي بحجة ملاحقة الإرهاب، واعتبر وجود قوات فرنسية بالمنطقة عملا يساهم في تعفين الوضع وتغذية النزعات الانفصالية وتقوية شوكة الجهاديين، ورافع من أجل تبنى المقاربة التي اعتمدتها الجزائر لحل النزاع عبر مسار تفاوضي يسمح باستقطاب المتمردين الطوارق لعزل التنظيمات الإرهابية في المنطقة، وقال دوفيلبان، أنه من دون دعم الجزائر، فان فرنسا ستجد نفسها "تقاتل في فراغ". بدأت أصوات بعض الساسة الفرنسيين الرافضين لخيار الحرب في مالي بالبروز، موجهين انتقادات للطريقة التي اعتمدت عليها باريس لحسم قرارها بالتدخل العسكري في مالي، وعلى رأسهم رئيس الوزراء ووزير الخارجية السابق، دومينيك دوفليبان، الذي انتقد بشكل صريح التدخل العسكري الفرنسي في مالي، وقال بأن "الإجماع على خوض الحرب والتسرع الواضح، والحجج القديمة بخوض حرب ضد الإرهاب تثير المخاوف". وقال دوفيلبان في مقال نشره في صحيفة "لو جورنال دو ديمنش" أمس تحت عنوان " لا الحرب ليست فرنسا" وأضاف بان الحروب لا "تمكن من بناء دول قوية وديموقراطية" بل على العكس من ذلك فهي تغذى الطائفية والنزعة الانفصالية، والدول الفاشلة والقبضة الحديدة للميليشيات المسلحة، وأضاف، بان هذه الحروب لم تنجح في هزم الإرهاب المنتشر في المنطقة، بل على العكس من ذلك فهي تضفى مزيدا من الشرعية للتيارات المتشددة الأكثر تطرفا وراديكالية. وأوضح دوفليبان الذي كان من أشد المعارضين للحملة العسكرية الأمريكية على العراق، بان فرنسا ستجد نفسها "تقاتل في فراغ" بسبب غياب دعم إقليمي قوي، وعدم قدرة دول غرب إفريقيا على مواكبة العملية العسكرية، في وقت ترفض الجزائر المشاركة في أي عمل عسكري، واعتبر بان "العملية السياسية وحدها الكفيلة بإحلال السلام في مالي. " واعتبر المسؤول الفرنسي السابق، أن معالجة الأزمة تستدعي خلق ديناميكية وطنية لإعادة بناء الدولة المالية، إضافة إلى "الديناميكية الجهوية من خلال تجنيد الفاعلين الرئيسيين في المنطقة وهما الجزائر والمجموعة الاقتصادية في غرب إفريقيا لإرساء دعائم صلبة تسمح بضمان استقرار منطقة الساحل، ودعا إلى مرافقة هذه الجهود، بإطلاق مساعي سياسية تفاوضية لاستقطاب الطوارق وعزل الجماعات الإرهابية. أنيس نواري