عرب و أفارقة و كندي و فرنسي لمحاربة الجزائر في صحرائها؟ بدأت المعلومات تبرز إلى السطح عن هوية و نوعية العناصر الإرهابية التي قامت بالهجوم على منشأة تقنتورين للغاز في إن أميناس بالجنوب ، فقد ذكر وزير الاتصال محمد السعيد بلعيد أمس أن “المجموعة الإرهابية تضم أفرادا من ست جنسيات مختلفة على الأقل". الإرهابيون الذين ينشطون تحت أوامر مختار بلمختار و عددهم 32 شخصا تم القضاء عليهم في نهاية المطاف جميعهم يشكلون لفيفا أجنبيا في شكل عصابة دموية تجند في صفوفها العديد من الناس “من مختلف البلدان العربية و الإفريقية و غير الإفريقية" حسب وزير الاتصال نفسه، و كانت المعلومات الأولى أشارت أن المجموعة التي هاجمت موقع كبريات شركات النفط العالمية “سوناطراك" و “بريتيش بتروليوم" و “ستات أويل" في تيقنتورين يقودها الإرهابي عبد الرحمان النيجري و هو من النيجر جنده بلمختار ليكون الذراع الأيمن لعملياته و أوكل إليه قيادة الكتيبة الجديدة التي أنشأها مطلع شهر ديسمبر الماضي التي سماها “الموقعون بالدماء". و قد كان عبد الرحمان النيجري نفسه صاحب شريط سمعي للخاطفين تم بثه عبر مواقع التواصل الاجتماعي و تناقلته وكالات الأنباء حول تلغيم المجموعة الإرهابية لمصنع تيقنتورين و وضع الأحزمة الناسفة في أعناق الرهائن. من بين عناصر المجموعة تونسيون و ليبيون و موريتانيون و مصريون و من دولتي النيجر و مالي المجاورتين و هؤلاء جميعهم كانوا يعملون لصالح جماعة بلمختار المتعددة الجنسيات، في سبيل بسط سيطرة “الملثمين" و “الموقعون بالدماء" على مناطق نفوذ واسعة في الصحراء على حساب مختلف التنظيمات و الجماعات المحلية و الاقليمية. لكون الحرب الدائرة في منطقة الساحل بين الجماعات الإرهابية نفسها أكثر شراسة و بين قادتها تنافس شديد على الزعامة و الريادة و اقتطاع أماكن للسيطرة و خطف الاجانب و الابتزاز و المقايضة. لكن اللافت في العملية الأخيرة للإرهابيين أن بلمختار وجد من بين الإرهابيين الذين يقتحمون منشأة “بريتيش بتروليوم" في إن أميناس من يحملون الجنسيتين الفرنسية و الكندية، و قد أفادت شهادات ناجين من الجحيم في تيقنتورين أن واحدا من الإرهابيين كان يتكلم الإنكليزية بطلاقة و لا شك انه العنصر الكندي في المجموعة و قد خاطب هذا الأخير مجموعة من الرهائن البريطانيين من بين 107 رهائن أجانب من جنسيات شتى بلغتهم و طلب منهم و هو يصرخ فتح الأبواب باللغة الإنكليزية و بلكنة أمريكا الشمالية. مثل تعدد جنسيات الإرهابيين تعددت أسلحتهم و قد كشفت العملية عن تسليح متطور و جيد لجماعة بلمختار التي تمتلك صواريخ محمولة على الأكتاف و قذائف “أربي جي" و مختلف أنواع المتفجرات و القنابل و كذا وسائل الاتصال المتطورة الحديثة و المتناسبة مع طبيعة النشاط في الصحراء و قد تمكنت القوات الخاصة للجيش الوطني من تحييد مفعول تلك الترسانة الحربية التي كانت بيد الإرهابيين الدوليين و منعهم من استعمالها بطريقة كانت تهدد حياة أكثر من 792 رهينة من الجزائريين و الأجانب، و قد استغل الإرهابيون الأسلحة الخفيفة التي كانوا يحملونها للإجهاز على آخر الرهائن بين ايديهم حينما أيقنوا أنه لا مفر من المواجهة مع عناصر الجيش الوطني و أن مطالبهم و تهديداتهم لم يكن لها تأثير، و كانت العملية بالمفهوم الحقيقي انتحارية أول ضحاياها منفذوها. ع.شابي