متى نستوعب الدروس ونستخلص العبر منتخبنا الوطني كان أول من حضر كما كان أول من غادر، وبين الحضور والمغادرة كانت هناك لقاءات ودية وأخرى رسمية، كشفت عن وجود نواة لمنتخب مستقبلي، رغم رحيل «الكوادر» التي صنعت الحدث في أم درمان، وفي كان 2010 ومونديال بلد العم مانديلا. مقابلات الخضر جاءت متباينة من ناحية المردود والنتائج، ما يؤكد فشل الناخب الوطني حليلوزيتش في تسيير المرحلة الانتقالية وإعادة تشكيل المجموعة، حيث بدا من خلال عدم الاستقرار على تشكيلة أساسية بعد أكثر من 17 شهرا من العمل، وعدم الاستقرار كذلك على رسم تكتيكي يتناسب والإمكانيات الحقيقية لأشباله، وكأنه مازال يتحسس الطريق أو أنه في بداية مرحلة البناء، ناسيا أو متناسيا بأن الجزائر عن طريق الهيئة المسؤولة عن المنظومة الكروية (الفاف)، وفرت له كل المطالب وشروط العمل التي يحلم بها مدربون عالميون، ويكفي التدليل على ذلك بالتربص الذي أقامه في فرنسا بمشاركة لاعبين اثنين فقط، في سابقة لم يشهدها تاريخ الكرة المستديرة، وذلك حتى لا يتحجج بنقص الإمكانيات، كما تم تدعيم التشكيلة بخيرة اللاعبين الذين ينشطون في أقوى الأندية والدوريات الأوروبية، والذين حاولت فرنسا الاستفادة من خدماتهم، على غرار فيغولي و بلفوضيل ... الإقصاء أصبح واقعا حتى ولو أن الرزنامة ما تزال تتضمن مقابلة أمام نجوم كوت ديفوار، وقبل ذلك يبقى السؤال المطروح هو هل سنستوعب الدروس ونستخلص العبر، أم أننا سنستعجل التغيير- كما جرت العادة-، ونطالب حليلوزيتش بالرحيل كما كان الحال عليه مع الشيخ سعدان، لنعود بمنتخبنا إلى نقطة الصفر من جديد؟. حقيقة كلنا تحت الصدمة ولم نتمكن من هضم مثل هذا الإقصاء المر، لكن كل عاشق للخضر والألوان الوطنية، مقتنع ويدرك في قرارة نفسه بأن منتخبنا كان الأفضل من الناحية الفنية في هذه النهائيات القارية، وهذا باعتراف المنافسين، أهل الاختصاص والمتتبعين. فهل يعقل أن نعود إلى نقطة الصفر، ونحدث ثورة جديدة في التعداد والعارضة الفنية، ونحن على بعد أقل من شهرين من تصفيات مونديال البرازيل 2014؟. لا أعتقد بأن هذا سيرضي حتى أكثر المناصرين «شوفينية»، كما أنه لا يخدم المنتخب الذي يبقى بحاجة إلى تدعيم نوعي، وقليل من الخبرة في مثل هذا المستوى لكثير من عناصره الشابة، ليبقى حليلوزيتش وأشباله مطالبين بالاستدراك، وتعويض نكسة جنوب إفريقيا بضمان تأشير المرور والمشاركة في أكبر بطولة عالمية «المونديال».