ربما شكلت النجاحات المتكررة التي تحققها الروائية الجزائرية أحلام مستغانمي في كل مرّة تصدر فيها رواية جديدة تحقق مبيعات خيالية في المشرق و المغرب هاجسا حقيقيا بالنسبة لروائيي الجيل الجديد في الجزائر نظرا لما تمثله هذه النجاحات بالنسبة لهم من قيمة مادية و معنوية يحلم بعضهم في أن يحقق بعضا منها. و لذلك، فهي على غرار كونها أصبحت الشجرة التي تغطي غابة الرواية بالنسبة لهم بصورة ما، فإنها تمثل الأيقونة الضالة التي تزرع الاختلاف بين الروائيين حول أحقية رواياتها و خاصة الأخيرة ( الأسود يليق بك) بكل هذا النجاح، فيقارنون رواياتها بروايات بعض أسماء الجيل الجديد أو غيرها من الروايات في ما يشبه النقاش الحاد الذي ينشأ في الساحة الأدبية في كل مرّة تقترب فيه مواعيد الجوائز الأدبية المعروفة. بقلم:عبد القادر رابحي و رغم ذلك، فإنه لا أحد ينكر أن جيلا جديدا من الروائيين الجزائريين آخذ طريقه إلى التميّز و إلى السبق و ربما إلى تجاوز الجيل السابق من الروائيين من حيث الكتابة و التجريب و تأصيل المخيال السردي في المدونة الروائية الجزائرية المعاصرة. و على غرار كون هذا الأمر مشروعا و طبيعيّا بالنظر إلى طموح الروائيين الجدد و محاولتهم الانفلات من الوصاية الأبوية التي يرونها في مواقف بعض روائيي السبعينيات على الرغم من خروجهم جميعا من معطف الجيل المؤسس، فإنه يعدّ ضروريّا بالنسبة لترسيخ تجربة الجيل الجديد في المتن الروائي الجزائري المعاصر من خلال تجاوز الأطروحات التخييلية السبعينية إلى آفاق تجريبية جديدة لم تتعود عليها المدونة السردية الجزائرية في ما حققته لها الأسماء السبعينية المعروفة كالأعرج واسيني و الزاوي الأمين و السائح الحبيب و محمد مفلاح و غيرهم من الذين لا زالوا حاضرين برواياتهم الجديدة في المشهد الروائي الراهن. غير أن ثمة إشكالات عديدة تطرح نفسها بخصوص هذا الجيل كذلك، و بخصوص ما ينحته من صورة عن نفسه لدى قراء الجيل الجديد ممن لم تعد لهم علاقة وطيدة بالجيل القديم من الروائيين الجزائريين كالتي أسسوا لها في مرحلتيّ السبعينيات و الثمانينيات من القرن الماضي خاصة. ذلك لأن صورة الجيل يصنعها الروائيون كذلك، و لا تصنعها نصوصهم فقط. و ربما تكمن مشكلة الجيل الجديد في استسهال الوصول و التعلق الشبقي بالظهور السهل و ب'الجوائزية' المُربحة (التي لم يربحوا منها شيئا بعد لا أدبيا و لا ماديّا)، بوصفهما سمتين من سمات العصر تعكسان مدى تغيّر إشكاليات العلاقة التي تربط الكاتب بقارئه في وقتنا الراهن، كما تعكسان سوء استغلال الكتّاب، و خاصة كتاب الجيل الجديد، لمقاصدهما الظاهرة و الخفية، و عدم التحكم في تبعاتها التي طالما أثرت على السياقات النفسية و المعنوية للكتّاب تأثيرا كبيرا بالنظر إلى الصورة التي يريدون تسويقها للجمهور. فلطالما قتلت الكتابةَ كثرةُ الكتابة كما تقتلُ الصورةَ كثرةُ تسويق الصورة من غير قصد و لا رغبة . و ربما أوحت كثرة استغلال هذه الظواهر إلى بعض الأسماء الروائية التي تنتمي إلى الجيل الجديد بتضخيم النجاحات (النسبية) التي يعتقدون أنهم حققوها بالنظر إلى ما حققه أقرانهم من الجيل السابق، جيل السبعينيات الذي يريدون تجاوزه، أدت إلى تضخيمهم للأنا و تشويشِهم على بدايات مساراتهم الإبداعية، و شاركت في تكريس سوء الفهم المؤدي إلى الخلط بين طريق الوصول إلى النص و طريق الوصول بالنّص. و لعل ما يكتنف تجربة الجيل الجديد من مصاعب بدأت تتضح معالم تصوراتها في أذهان روائييه هو عدم قدرته على التأسيس لصورته من أجل الاختيار بين ما يحمله الروائي عن الرواية بوصفها جنسا مُخلّدا للروائي في تعاليه عنها و في أسبقية دفاعه عن أبطالها الذين هم أبطاله–كما كان الحال بالنسبة للجيل الأول، جيل الطاهر وطار و عبد الحميد بن هدوقة و رشيد بوجدرة-، و بين ما تشي به الرواية الجديدة عن روائييها من حالات تسارع يدسّون في داخلها نوعا من التعامل الأصولي في تمرير خطاب الدفاع عن الذات من خلال التأكيد على أسبقية الرواية في البرهنة على وجود الروائي و ليس العكس، و كذلك من خلال التأكيد على أسبقية النص و قوّة حضوره في الدفاع عن صورة الروائي الذي يريد أن يصل بسرعة البرق إلى النص المثالي الذي يقوم بهذا الدور المتمثل في تكريسه ضمن الروائيين الكبار بصورة نهائية، و ذلك من خلال تحقيق النص لنجاحات خارج نصية تضمن للروائي إقناع الروائيين الآخرين من أبناء جيله و من الجيل السابق بجدارة ارتقائه إلى مصاف الروائيين الكبار الذين استطاعت رواياتهم أن تخلدهم بصورة نهائية في المدونة السردية. و لعل ما يوحي بذلك أن بعض روائيي الجيل الجديد قد كتبوا من الروايات في أقل من عشرية زمنية ما لم يكتبه روائيٌّ كالطاهر وطار طيلة حياته مثلا. وكأن الجيل الجديد يتخّذ من الكثرة و سرعة النشر سُلّما وحيدا للارتقاء من دون التفكير في تقديم مبررات مقنعة إبداعيا لنضج التجربة الحياتية لكل روائي من أبناء هذا الجيل تكون كفيلة بتسويق فكرته عن الذات و عن الآخر بمعزل عن الحساسيات التي يخلقها السباق غير المبرر في كل سنة، في مجتمع يشهد تغيّرات جذرية في بنياته الفكرية و الإيديولوجية والسياسية والاجتماعية لا يملك الروائي في وضعه الراهن، و مهما كان مستواه، حيالها إلا قلة الحيلة و ضعف القوّة التي يواجه بهما المثقف العربي عموما واقعه المتأزم في ظل تشوّش المنظار التنويري الكاشف الذي يستعمله الروائي عادةً أداةً فاعلةً للنفاذ إلى عمق الذات الجمعية في أسبقية نداءاتها الباطنة المطالِبة بالتغيير و الثورة على القيم الفاسدة التي طالما عبرت عنها الرواية و ادعى العديد من الروائيين العرب أنهم كانوا سابقين في التنبؤ بحِراكها الباطني في بعض رواياتهم الاستشرافية. و هذا ما لم يستطع تحقيقه حتى أكبر الروائيين العرب و أعمقهم تجربة في ما حدث من حراك لم تتضح معالمه بعد، و لكنه استطاع أن يأخذ معه الأخضر و اليابس مما تبين مع الوقت أنه مجرد زيف كبير كان هؤلاء الروائيون يعيشون به و يسوقون من خلال استغلاله بضاعتَهم التخييلية لمجتمع لم تتعدّ فيه نسبة المقروئية التي يدّعونها لرواياتهم دوائر مثقفي النخبة من الأكاديميين الجامعيين و المشتغلين على حقل السرديات في التخصصات الأدبية أو المهتمين القلائل من القراء العاديين. و يلاحظ الدارس أن ثمة تنافسا غير ظاهر و لكنه محسوس يجري على مستويين اثنين، الأول بين الجيل السبعيني ممثلا في الأسماء السالفة الذكر و غيرها، و بين أسماء الجيل الجديد كالخيّر شوار و عبد القادر حميدة و سمير قسيمي و بشير مفتي و عمارة لخوص و كمال قرور و عبد الوهاب بن منصور و غيرهم من الروائيين الذين يريدون أن يجدوا لهم مكانا محترما في خارطة الرواية العربية المعاصرة، و قد سبق لبعضهم أن فاز بجائزة مالك حداد المحلية التي اختفت لأسباب مادية. و هو تنافس يبدو طبيعيا بالنظر إلى ما يتركه التجايل من حساسيات فكرية و إبداعية من المفروض أن تكون داعمة للمنحى الإبداعي و المنحى النقدي كما كان الحال بالنسبة للصراع بين بعض روائيي الجيل المؤسس و بعض روائيي جيل السبعينيات. أما المستوى الثاني فيجري بصورة سجالية حادّة تكاد تكون صدامية بين أسماء الجيل الجديد التي تحاول أن تثبت جدارتها الإبداعية عن طريق الدخول إلى الجوائزية و تبريرها أو عدم الدخول إليها و رفضها مبدئيا، في غياب باروميترٍ نقديٍّ مدعّم ببارومترِ قراءةٍ يفصل بين المتخاصمين و يرسّم بناء على الرؤية النقدية الموضوعية من هو الأجدر بتزعم السرب الجديد من الروائيين الجزائريين. و كأنه لابد من زعامة أدبية لا تتحقق في نظر الأسماء المتخاصمة إلا من خلال الفوز بالجائزة بوصفها تكريسا للروائي في انتصاره على خصومه و اعترافا به لم يحققه له الدرس النقدي الغائب أو المقروئية النسبية حتى يستطيع من خلالها أن يحقق الشرط الوجودي الذي ينصّبه روائيا فوق العادة في بلد لا يقدم صورةً ناصعة لحقيقة ما يعيشه المبدع عموما من تهميش و إبعاد و عدم اعتراف من طرف المؤسسات الثقافية الرسمية، و لا يفتح فرصة للمواهب الجديدة للتعبير عن نفسها بحرية من دون المرور بالطريق الشائك الصعب الذي يعبره المبدع عادة و هو لا يدري إن كان سيصل إلى تحقيق حلم نشر روايته الأولى أم لا. و هو فوق ذلك لا يلاقي أذنا صاغية و لا عينا قارئة من طرف المجتمع الذي لا يعنيه كثيرا، على الأقل في الوقت الراهن، ما يبدعه الروائيون(هل يعرفهم أصلا؟) من روايات، فما بالك بالاهتمام بخصوماتهم الصغيرة. و لعل هذا ما أدى بالعديد من روائيي الجيل الجديد إلى الدخول في نوع من السباق السنوي المحموم و غير المعلن من أجل تقديم أعمال روائية جديدة تمكنهم من عدم تفويت فرصة المشاركة في المسابقات و الترشح لجوائز ك'البوكر' و توفير إمكانية المرور إلى قوائمها القصيرة، إذا ما اختيرت رواياتُهم،كما حدث لروائيّين اثنين من الجزائر هما سمير قاسيمي و بشير مفتي في العامين السابقين، و هما اسمان بارزان من الجيل الجديد، و كما حدث هذه السنة للروائيَّين واسيني لعرج و الزاوي الأمين اللذين تسبق تجربتهما المنطلقة من فترة السبعينيات اسميهما في التعريف بالنص الروائي الجزائري عالميا من دون الحاجة إلى انتظار الترشح لجائزة 'البوكر' أو لغيرها لتقوم بذلك. و يتم كل ذلك في غياب كبير لجوائز مؤسساتية أو جوائز رسمية للدولة تهدئ من حالة التعلّق التي يبديها الجيل الجديد لكل من فاز بجائزة من خارج الجزائر. و ربما كان من ضمن نتائج هذا التسابق المحموم حرص الروائيين على نشر رواية كل سنة تقريبا في ما يمكن أن نسميه ب' الرواية الحولية' و التي أعادت إلى الساحة مفهوم 'الأدب الاستعجالي' الذي طرحه المرحوم الطاهر وطار لوصف الروايات التي كتبت في فترة التسعينيات شهدتها الجزائر. و هو المفهوم الذي أحدث ضجة في حينه و ترسخ بوصفه مصطلحا نقديا ثابتا في الدرس النقدي الجامعي الذي تعرض لمدونة التسعينيات الروائية خاصة. و ربما ساعد هذا التسرع إلى خلق نوع من المدونة الروائية الشبيهة بالمقبرة التي ينام فيها الأبطال الذين ولدوا في العشرية الأولى من الألفية الثالثة من دون أن ينتبه إلى وجودهم أحد نظرا لانعدام تواجدهم أو قلة حضورهم في المتخيل السردي بسبب قلة تأثيرهم فيه كما كان الحال بالنسبة لأبطال روايات الجيل الأول خاصة، مما يؤدي إلى نوع من التراكم غير المولِّد للخصوصية التي من المفروض أن يسعى الجيل الجديد إلى تحقيقها من خلال بحثه المتأني عن طرحٍ متميّزٍ للمعطى الجمالي الذي يصنع الفارق الإبداعي و يرتبط بالتحولات الجذرية الجارية في المجتمع الجزائري خصوصا و العالم العربي عموما، و يعكس التجربة العميقة التي تفي بالمتطلبات الإبداعية بالغة التعقيد التي يستلزمها العمل الروائي من أجل تأكيد خصوصية تجربة أسماء هذا الجيل بالنظر إلى بعضها و بالنظر إلى الجيل السبعيني، و تأكيد خصوصية التجربة الروائية الجزائرية عموما بالنظر إلى الرواية العربية التي ما انفكت تنتج حالات الأسماء الفجائية التي تظهر في العالم العربي و تكتسح الساحة الإعلامية و الجوائزية بما تحققه من نجاحات بكتابة رواية واحدة هي (خبطة بوكر)تفوز بالجائزة ثم سرعان ما تختفي كما هو الحال بالنسبة للروايات العربية الفائزة بجائزة البوكر في السنوات الأخيرة. و كأن ثمة انفصاما بين ما يعيشه روائيو الجيل الجديد من واقع يسلب منهم قدرتهم على بناء ذات روائية مبدِعة، و بين ما يطرحونه من حياة أخرى يتخيلونها في ما يمكن لنصوصهم أن تختزنه من حمولات لا تستطيع أن تملأ فارق المسافة بينهما، أي بين 'البطولات' الواقعية للروائيين الممثلة في حياتهم كما يعيشونها في مجتمع يزداد تعقيدا و غموضا، و بين البطولات المتخيلة لأبطالهم كما تتجلى في ما تحمله من عقد نفسية و اجتماعية لم يتعوّد عليها المتن الروائي الجزائري بصورتها هذه عدا في بعض روايات رشيد بوجدرة المشهورة. و لعل هذا ما يجعل الروائي الجديد يستنجد دائما بأبطاله – كما فعل الجيل السابق في عبوره لتاريخ الجزائر المعاصرة- من أجل ردم فارق الهوّة، لا بينه و بينه تصوراته النظرية لما يجب أن يكون عليه المجتمع فحسب، و لكن في تأكيد الصورة الهشّة بينه و بين ما يفرضه على المتخيّل السرديّ من مسارات يتخذها قناعا للتعبير عن ذاته، و طريقا للمرور إلى عتبة الكتابة بأقل ما يمكن من الخسائر الموقفية خاصةً. و يبدو من خلال هذا التصور أن ما يريده الروائي هو أن يضحي أبطالُ الروايات في مكان روائييهم من أجل إثبات جدارة مُبدِعِيهم 'الروائيين' بالبقاء في دائرة الروائيين غير المُختَفِين نظرا لما تعجّ به خارطة الرواية في الجزائر من تنافس عدائيّ بين أسماء الجيل الجديد، وليس المطلوب هو تضحيته من أجل الدفاع عن بطله طيلة حياته لضمان بقاء وجود البطل بعد انتهاء حياة الروائي. و لعل هذا ما يفسر كثرة الروايات المكتوبة في ظرف قياسيّ من طرف بعض الأسماء الروائية الشابة ( ما يقارب الأربعين رواية منشورة في سنة2012 )، و هي ظاهرة جديدة لم تعهدها المدونة الروائية الجزائرية في السابق. و ربما تمّ هذا كله على حساب ما يمكن أن يُعطوه لأبطلهم من فُرص اكتمالٍ للتكوُّن الجنيني لتمكينهم من ولوج مساحة المتخيل السردي (سرد الحياة أو حياة السرد)، بصورة طبيعية يستطيعون من خلالها الرسوخ في مساحاتها المزدحمة بالأبطال المتعجلين للظهور من دون أن يضطر الروائي إلى الاستغناء عن أبطاله السابقين بطريقة توحي بأنهم لم يكونوا من صلبه، أو لم يكبروا في حضنه، أو أن أبوته لهم هي أقرب إلى التبني غير المؤسس نفسيا و فكريا منها إلى النسب الروائي الصريح الدّال على الانتماء الفكري و النفسي و الإيديولوجي الذي يعبر عن انتماء الكاتب و عن موقفه الفعلي كما كان الحال بالنسبة للطاهر وطار و بطله المشهور 'اللاز' في الرواية التي تحمل الاسم نفسه عنوانا لها على سبيل المثال لا الحصر. و لعل هذا ما جعل أبطال الروايات الحولية التي يكتبها الجيل الجديد يظهرون للقارئ و كأنهم ولدوا ولادة قيصرية، أو كأن تكوّنهم في رحم الذات المبدعة لم يكتمل بالصورة التي يجب أن يكونوا عليها في زخم الحياة بعد ولادتهم و كما يطلب منهم الروائي الذي أنجبهم أن يعيشوها في المتخيل السردي بعد ولادتهم. و ربما يكمن الفارق بين الجيل الأول من الروائيين الجزائريين و الجيل الجديد، جيل الألفية الثالثة، خاصة في أن أحد روائيي الجيل المؤسس البارزين الذي هو الطاهر وطار ظلّ يدافع عن بطله 'اللاز' طيلة حياته على الرغم مما ميّز أبطاله الآخرين من اختلافات جوهرية خاصةً في رواياته الأخيرة التي تتقاطع زمنيا مع روائيي الجيل الجديد، و كذلك على الرغم مما حدث للمجتمع الجزائري من تحولات جوهرية في بنياته الظاهرة و الباطنة. و لعله لهذا السبب يبدو روائيو الجيل الجديد متعجّلين في قتل أبطالهم السابقين من خلال تجاوزهم لرواياتهم الأخيرة التي لم يمض على تواجدها في المتخيل السردي أكثر من سنة، و ذلك بتسريع الروائيين لآليات الكتابة و تهيئتهم لميلاد إبطال جدد في روايات جديدة تحمل في ما توحي به أحداثها عالما مأزوما يعيشه البطل منذ بداية مواجهته للحياة داخل الرواية ينم في كثير من الأحيان عمّا يدور في خلد الروائيين من عوالم لا تحمل في مواصفاتها الظاهرة على الأقل عوالم الاستقرار النفسي و المعرفي الكفيلة بترسيخ صورتهم في المتخيل السردي كما هو الحال بالنسبة لأبطال الطاهر وطار أو عبد بن هدوقة أو رشيد بوجدرة من الجيل الأول أو غيرهم من روائيي جيل السبعينيات. يتم هذا كلّه في حين تشهد الرواية المكتوبة باللغة الفرنسية ازدهارا كبيرا من خلال النشر في الغرب، و في فرنسا خاصة، و الذي يمكن أصحابها من الدخول في السباق للجوائز الغربية المعروفة بعيدا عما يحمله الروائي الذي يكتب باللغة العربية من خلفيات فكرية و نفسية حول الذات المبدعة و حول المجتمع الذي تعيش فيه. ملاحظة: العناوين الفرعية في النص من وضع الجريدة.