القيادي والسيناتور عبد الرزاق بوحارة في ذمة الله انتقل أمس إلى رحمة الله القيادي في حزب جبهة التحرير الوطني وعضو مجلس الأمة عبد الرزاق بوحارة بمستشفى عين النعجة العسكري بعد مرض مفاجئ ألم به في اليومين الأخيرين عن عمر يناهز 79 سنة. وحسب بعض المعلومات فإن الفقيد عبد الرزاق بوحارة كان قد نقل ليلة السبت إلى الأحد إلى مستشفى عين النعجة بعد تدهور حالته الصحية، وقيل أن نزيفا داخليا كان السبب في وفاته بصورة مفاجئة، وكان آخر ظهور رسمي لبوحارة في الثالث فيفري الجاري خلال مراسيم اختتام أشغال الدورة الخريفية للبرلمان، كما ظهر في 31 جانفي الماضي خلال الدورة السادسة العادية للجنة المركزية لحزب جبهة التحرير الوطني التي جرت بفندق الرياض والتي أطيح فيها بالأمين العام عبد العزيز بلخادم، وقدّم اسم بوحارة بقوة لخلافة بلخادم على رأس الحزب. ولد عبد الرزاق بوحارة سنة 1934 بالقل ولاية سكيكدة، درس بمسقط رأسه إلى غاية 1956 حيث قطع دراسته الثانوية في الرياضيات بثانوية مدينة سكيكدة والتحق بصوف جيش التحرير الوطني في منطقة خنشلة بالولاية التاريخية الأولى ( الاوراس النمامشة)، أربع سنوات بعد ذلك يصبح بوحارة ضابطا في جيش التحرير الوطني بالحدود الجزائرية- التونسية ليسند له العقيد هواري بومدين قيادة الفيلق 39 بين عامي 1960 و1962. كان الفقيد عبد الرزاق بوحارة ضمن الوفد الجزائري الذي قاده الرئيس الراحل أحمد بن بلة إلى مقر الأممالمتحدة في نيويورك في السادس أكتوبر من عام 1962 لنيل اعتراف الأممالمتحدة بالجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية المستقلة، بعدها يعيّن بوحارة قائدا لأركان الناحية العسكرية الثالثة ( بشار) إلى غاية 1965 السنة التي عين فيها ملحقا عسكريا في باريس. وبقي بوحارة في هذا المنصب إلى غاية السادس جوان 1967 تاريخ اندلاع الحرب العربية -الإسرائيلية ليقود الكتيبة الجزائرية في منطقة السويس. بعد عودته من حرب حزيران عين بوحارة ملحقا عسكريا في موسكو ثم سفيرا في الفيتنام بين عام 1970 و 1974، وخلالها رقي إلى رتبة مقدم في الجيش الوطني الشعبي، وعين بهذه الرتبة واليا للجزائر الكبرى سنة 1975 وظل في هذا المنصب إلى غاية 1978 حتى وفاة الرئيس هواري بومدين. وبعد صعود الرئيس الشاذلي بن جديد إلى سدة الحكم سنة 1979 يعين عبد الرزاق بوحارة وزيرا للصحة في حكومات متتالية بين 1979 و1984، وفي جانفي من نفس العام يلتحق بالقيادة السياسية لحزب جبهة التحرير الوطني ويكلف بالعلاقات الخارجية للحزب. كما عين أيضا في فيفري من العام 1992 كعضو في اللجنة السياسية للمنظمة الوطنية للمجاهدين ويغادر بوحارة الآفلان نهائيا في مؤتمر 1998، وفي سنة 2003 يعين بوحارة عضوا في مجلس الأمة عن الثلث الرئاسي وظل في هذا المنصب إلى غاية وفاته، وقد كان نائبا لرئيس المجلس طيلة هذه الفترة. وبالموازاة مع هذه المناصب ظل الراحل عبد الرزاق بوحارة مناضلا في صفوف حزب جبهة التحرير الوطني مند المؤتمر الأول للحزب سنة 1964 والذي كان بوحارة فيه ضمن إحدى اللجان التحضيرية للمؤتمر، وظل هذا الأخير دائم الحضور في اللجان التحضيرية لجميع المؤتمرات التي عرفها الآفلان والى غاية المؤتمر التاسع المنعقد سنة 2010. وعرف عن بوحارة مند السبعينيات دعوته لوجود تيارات متعددة داخل الحزب الواحد في ذلك الوقت -أي حزب جبهة التحرير الوطني، كما كانت له مساهمات فكرية وإيديولوجية حول مستقبل الحزب، وكيفية تطوير الممارسة السياسية داخله في السنوات الأخيرة. وكان آخر ظهور لبوحارة في الثالث فيفري الجاري خلال اختتام الدورة الخريفية للبرلمان بصفته نائبا لرئيس مجلس الأمة، وقبلها شارك بوحارة في الدورة السادسة للجنة المركزية للآفلان التي جرت بفندق الرياض أيام 31 جانفي و01 و02 فيفري، وقد حضر جلسة اليوم الأول التي عزل فيها بلخادم لكنه تغيب لأسباب مجهولة عن اليومين المتبقين، وظهر اسم بوحارة حتى قبل الدورة كخليفة لبلخادم، وكان الأقوى بين جميع المرشحين لخلافته، إذ حظي بدعم وتأييد العديد من أعضاء اللجنة المركزية الذين رأوا فيه الخليفة القادر على حل مشاكل الآفلان بالنظر لتجربته النضالية الطويلة ومعرفته بخبايا الحزب العتيد معرفة جيدة، لكن الموت كان اسبق. جنازة الفقيد ستشيع اليوم بمربع الشهداء بمقبرة العالية حسب أعلن مقربوه أمس. محمد عدنان