مصالح الأمن تحجز تمثالا للمسيح سرق من قسنطينة وعرض للبيع بمليار سنتيم تخصيص 16 فرقة أمنية لمكافحة سرقة الآثار عبر 4 ولايات كشفت أمس مصادر موثوقة للنصر أن مصالح الشرطة القضائية بالمديرية الولائية للأمن بأم البواقي تمكنت خلال اليومين الماضيين من إحباط محاولة تهريب قطعة أثرية أصلية لإسرائيل مرورا بتونس وذلك بعد ثبوت تورط أفراد شبكة دولية يجري التحقيق لإماطة اللثام عن هوية وعدد أفرادها من طرف إحدى الفرق الأمنية التي خصصتها المديرية العامة للأمن الوطني من ضمن 16 فرقة موزعة عبر 4 ولايات لمكافحة سرقة الآثار وتهريبها. العملية بحسب ذات المصادر التي أفادتنا بالمعطيات التي بحوزتنا ترجع إلى معلومات مؤكدة وردت مصالح الشرطة القضائية تفيد بإقدام ثلاثة شبان مجهولي الهوية قدموا على متن مركبة من نوع "سبرنتر" تحمل ترقيم ولاية قسنطينة على عرض قطعة أثرية للبيع بمبلغ مالي تجاوز المليار سنتيم، ذات المصالح باشرت تحريات مكثفة للوصول إلى المشتبه بهم الثلاثة ،الذين أكدت ذات المعلومات بأنهم حددوا محيط مديرية النقل كنقطة لتسليم البضاعة واستلام المبلغ المالي. المجهولون الذين كانوا ينتظرون أفراد شبكة دولية تنحدر من تبسة لتسليمهم القطعة لاذوا بالفرار بمجرد رؤيتهم مركبات مصالح الأمن، الأمر الذي جعل الأخيرة تدخل في مطاردة بوليسية نجحت في الأخير بتوقيف ثلاثة منهم والذين تراوحت أعمارهم ما بين 24 و35 سنة وتم ضبط بحوزتهم القطعة الأثرية التي تبين بأنها تجسد شخصية المسيح عيسى عليه السلام وتتكون من البرونز وبلغ وزنها 5 كلغ. القطعة الأثرية المحجوزة التي بينت التحريات الأولية أنها مسروقة من إقليم ولاية قسنطينة اتضح بعد عرضها على المصالح المختصة في علم الآثار بأنها قطعة أصلية ونادرة. وتوصلت مصالح الأمن إلى أن الموقوفين الثلاثة كانوا بصدد بيع القطعة لشبكة دولية تنحدر من تبسة مختصة في تهريب الآثار انطلاقا من تونس نحو دول أجنبية مختلفة بينها إسرائيل، وفي الوقت الذي سلمت المركبة المحجوزة لمصالح المفتشية الجهوية لأقسام الجمارك باشرت ذات المصالح بالتنسيق مع فرقة مكافحة سرقة الآثار بتبسة بهدف تحديد هوية أفراد الشبكة الدولية مع تحديد المكان الأصلي الذي كانت تتواجد به القطعة النادرة المسروقة. هذا وبينت مصادر أمنية بأن المديرية العامة للأمن الوطني عززت مؤخرا من تشكيلات فرقها الأمنية الخاصة بمكافحة سرقة الآثار وتهريبها بأربع ولايات ويتعلق الأمر بتيبازة وتبسة وباتنة والجزائر العاصمة ب16 فرقة أمنية متخصصة، كما تلقت ذات الفرق دورات تدريبية مشتركة منذ سنة 2008 وهي التي مكنتهم من اكتساب معرفة في تحديد الممتلكات الثقافية، وتشير الأرقام التي بحوزتنا إلى أن مصالح الأمن استرجعت السنة الماضية أزيد من 160 قطعة أثرية وذلك بعد معالجة أزيد من 16 قضية.