مشاركة فرق طلابية من 14 جامعة و اشراف لجنة تحكيم تتكون من فنانين محترفين تواصلت أمس فعاليات الطبعة الثالثة من المهرجان الوطني للمونولوج الجامعي التي احتضنتها قاعة محمد الصديق بن يحيى في الجامعة و المسرح الجهوي بمدينة قسنطينة و ذلك من خلال برنامج مكثف للعروض المسرحية في نوعي المونولوج و المونودراما يقدمها طلبة قادمون من 14 جامعة جزائرية، بالإضافة إلى مجموعة من المحاضرات المهمة حول المسرح و التجربة الجامعية فيه، التي ستبرمج أهمها صبيحة اليوم بنفس القاعة لتختتم التظاهرة يوم الخميس، بإعلان أسماء الفائزين و تسليم الجوائز لأحسن الممثلين و العروض . حيث يتضمن برنامج المحاضرات التي سيقدمها أساتذة مختصين، بالإضافة إلى مداخلات الباحثة في مجال المسرح أميرة شنوف التي تحضر دكتوراه في النقد المسرحي بجامعة باجي مختار بعنابة اليوم بمداخلة حول “ حضور فن المونولوج في المسرح"، كما سيقدم كل من الناقد المسرحي حليم بوشراكي و المسرحي شوقي بوزيد محاضرتين حول علاقة المسرح بالجامعة و حركية المسرح في مختلف المسارح الجهوية في الوطن. حضر هذا المهرجان جمهور ملأوا قاعة محمد الصديق بن يحيى عن آخرها، خلال الحفل الذي افتتحه أمس الأول رئيس الجامعة عبد الحميد جكون مرحبا بالضيوف و معربا عن ارتياحه للمشاركة الكثيفة لفرق جامعية قادمة من 14 جامعة جزائرية. و تتميز هذه الطبعة بوجود لجنة تحكيم محترفة على رأسها الممثل المسرحي و التلفزيوني العمري كعوان من سطيف، الفنان المسرحي كمال فراد من قسنطينة و الممثلة تونس التي اشتهرت بالعديد من الأعمال التلفزيونية و السينمائية و المسرحية المهمة، بالإضافة إلى ضيوف الشرف كالفنان الكوميدي سليم مجاهد الذي قدم عرض فكاهي شرفي بالجامعة قبل حفل الافتتاح الرسمي للمهرجان، بالإضافة إلى عرض آخر مطول قدمه مع الممثلة الشابة نادية يخلف في المساء بالمسرح الجهوي قسنطينة. حيث يعتبر هذا المهرجان بالنسبة للجنة التحكيم فرصة ثمينة لالتقاء الطلبة و الشباب من مختلف الجامعات و المدن الجزائرية من أجل تبادل الأفكار و الثقافات الفنية و المسرحية. حيث طالبت الفنانة تونس بإدراج المسرح ضمن المقررات المدرسية بمختلف الأطوار التعليمية ليتعرف التلاميذ و الطلبة مبكرا و بشكل متواصل على عالم المسرح قبل وصولهم إلى مرحلة الجامعة، واصفة المسرح الجامعي ب"خزان" المواهب و تتوقع هي و زميليها في لجنة تحكيم المهرجان الوطني للمونولوج الجامعي الفنان العمري كعوان و الممثل المسرحي كمال فراد اكتشاف باقة جديدة من هذه المواهب على ركح الجامعة و المسرح الجهوي لقسنطينة في عروض تستمر ثلاثة أيام. كما أوضحت للنصر على هامش افتتاح المهرجان ، بأن تدريس مادة تعرف بقواعد و مباديء المسرح و أهدافه بالمدارس منذ المرحلة الابتدائية من شأنه أن يصقل الميول الفنية لدى التلاميذ و يغرس حب أبي الفنون في قلوبهم و يفجر الكثير من المواهب الواعدة التي يمكن أن تساهم في تطوير المشهد الثقافي و المسرحي ببلادنا.داعية المسؤولين عن قطاع التربية ببلادنا إلى الإسراع بإدراج مادة المسرح ضمن المقررات الدراسية لتدارك التأخر المسجل. و أضافت بأن المواهب يجب أن تدعم بالعلم و التكوين لتتطور منتقدة النقص الفادح في النقاد المسرحيين ببلادنا مما يجعل الفنان لا يستطيع تقييم نفسه و تصحيح مساره و للمسرحيين الجامعيين حسبها دور هام في هذا المجال.متوقعة اكتشاف الكثير من المواهب الحقيقية خلال عمر المهرجان التي تستحق الدعم و التشجيع . و دعا الناقد المسرحي عبد الحليم بوشراكي بدوره في حديثه للنصر، إلى إضافة مادة تعليمية جديدة لتلاميذنا و هي المسرح إلى غاية مرحلة البكالوريا من أجل اكتشاف المواهب الجديدة في هذا المجال، معتبرا مهرجان المونولوج امتدادا للمسرح الجامعي في العديد من طبعاته السابقة التي كشفت الستار عن الكثير من المواهب المميزة. أما الفنان كمال فراد فقال أنه يستعد لرؤية العديد من المفاجآت الفنية المميزة على يد الطلبة المشاركين من مختلف الجامعات و التخصصات العلمية و الأدبية، لأن الذي أتى بهم فوق منصة الجامعة و ركح المسرح الجهوي هو حبهم لهذا الفن، الذي لا يدرسونه بالضرورة في تخصصاتهم و لكنه يشغل حيزا كبيرا من ثقافاتهم و تفكيرهم و هذا ما يمثل أهم النقطة بالنسبة للفنان الناجح. و أكد الفنان العمري كعوان في كواليس الافتتاح أن المسرحيين الشباب الذين يتمتعون بالموهبة يجب أن يكون لديهم مستوى علميا و ثقافيا مقبولا ليضمنوا نجاح ما يقدمونه من أعمال فنية. مشيرا إلى أن هذه الثقافة و العلم ليس من الضروري أن يكونا في مجال المسرح فقط كدراسة الفنون الدرامية مثلا، بل يكفي في الكثير من الأحيان أن يتمتع الطالب بالتكوين الجامعي في مجال علمي أو أدبي ما ليستطيع إستيعاب الفن الذي يقدمه بشكل أفضل و يبدع فيه أكثر على الر كح. و يرى من هذا المنظور بأن الطلبة أكثر قدرة على التعاطي مع المواضيع الراهنة بشكل أكثر إقناعا لأنهم يعايشونها يوميا و يدركون كل أبعادها الثقافية و الاجتماعية، مما يمكنهم من تقديمها على المسرح بلمسات جمالية و فنية أكبر. أمينة .ج