قال رئيس الحكومة الاسبق و الخبير الاقتصادي أحمد بن بيتور أمس، أن الجزائر تواجهها ثمانية تحديات لتحقيق الاقلاع في جميع الجوانب. وأوضح في ملتقى ولائي للمنظمة الوطنية للشباب بتبسة بان الجزائر مطالبة بتجاوز عدة تحديات اذا ما ارادت النجاح بداية بالتحدي السياسي الذي يضمن التداول على السلطة والتحول الى النظام الديمقراطي الحقيقي ومرورا بالتحدي الاقتصادي الذي يمكن من خلاله تجاوز الاقتصاد الريعي وملامسة الاقتصاد التنافسي. كما تواجه البلاد تحديات اخرى على غرار التحدي الثقافي الذي يسمح بالفصل في مشروع المجتمع الذي ينشده الجزائريون،ناهيك عن تحدي الأمني . وأضاف بن بيتور في معرض حديثه ان الجزائر يواجهها كذلك تحدي الحاكمية اي منع تدهور الدولة حسب وصفه اذ تتطلب المعالجة ارساء نظام ديموقراطي يكون امتدادا لإرادة الشعب،فضلا عن تحدي تعبئة النخب واستمالتها للحيلولة دون خروجها وحدوث ما يصطلح عليه البعض بهجرة الادمغة،بالإضافة الى تحدي الادماج في عالم تسوده الشمولية. واعتبر رئيس الحكومة الاسبق ان هناك خمسة مؤشرات على ضعف الدولة متسائلا هل الدولة قانونية وهل الحكومة قادرة على تنمية الاقتصاد الوطني وإخراجه من التبعية لقطاع المحروقات،وهل للإدارة القدرة على تنفيذ القرارات والقوانين وما مكانة الكفاءات الوطنية في نسيج الدولة، داعيا في السياق ذاته إلى ضرورة اعادة هيكلة الادارة والجيش والعدالة والمدرسة والإعلام والخروج من الاقتصاد الريعي الى الاقتصاد الخلاق والتنافسي،مشيرا الى انه غادر سدة الحكم عام 2000 بعدما تولدت لديه فناعتان الأولى ضرورة تغيير نظام الحكم لان التغيير لا يأتي حسبه منه ولا من احزابه وإنما تفرضه عوامل وإرادات اخرى،والثانية استحالة المراهنة على بعض المؤسسات لجمودها وعدم قابليتها هي الاخرى للتغيير. وأكد بن بيتور انه مع مبدأ التغيير السلمي في البلاد، على ان يكون ذلك منبعه البرامج وليست الاحزاب او الاشخاص.