الفريق قايد صالح في موريتانيا لمناقشة اجراءات جديدة لمكافحة الارهاب شرع الفريق أحمد قايد صالح رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي في زيارة رسمية إلى موريتانيا الإسلامية للمشاركة في اجتماع مجلس رؤساء أركان الدول الأعضاء في لجنة الأركان العملياتية المشتركة التي تضم الجزائر مالي موريتانيا والنيجر. المزمع عقده اليوم لتقييم ودراسة الوضع الأمني السائد بمنطقة الساحل وتبادل التحاليل والمعلومات حول التطورات المسجلة على صعيد مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة منذ بداية العملية العسكرية في شمال مالي. تحتضن العاصمة الموريتانية نواكشوط، اجتماع مجلس رؤساء أركان الدول الأعضاء في لجنة الأركان العملياتية المشتركة التي تضم موريتانيا والجزائر ومالي والنيجر، وفي هذا السياق أعلنت وزارة الدفاع في بيان أصدرته امس أن قائد أركان الجيش الفريق أحمد قايد صالح، توجه إلى موريتانيا من أجل المشاركة في الاجتماع. وأضافت الوزارة أن الاجتماع سيخصص "لتقييم ودراسة الوضع الأمني السائد بمنطقة الساحل وتبادل التحاليل والمعلومات حول التطورات المسجلة على صعيد مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة في ظل الأحداث المتسارعة التي تشهدها المنطقة لا سيما بشمال مالي منذ مطلع السنة الجارية". كما سيكون الاجتماع فرصة لنقل الرئاسة الدورية للمجلس من قائد أركان الجيش الموريتاني المنتهية ولايته، إلى نظيره النيجري الذي سيتولى الرئاسة الدورية للمجلس طيلة السنة القادمة. وجاء الاجتماع بعد أربعة أيام من الزيارة التي قام بها الجنرال كارتر هام قائد القوات الأمريكية بإفريقيا (أفريكوم)، إلى مقر لجنة الأركان العملياتية المشتركة بالناحية العسكرية السادسة. حيث تم عقد اجتماع عمل بمقر لجنة الأركان العملياتية المشتركة بحضور ممثلي الدول الأعضاء بهذه الهيئة، ولم تتسرب تفاصيل عن المباحثات التي جرت بين المسؤول الامريكي، واعضاء اللجنة. وذكر الموقع المتخصص في الشؤون الامنية "افريكا ديفانس" بأن مسؤولين أمريكيين عرضوا على دول الساحل تبادل المعلومات بشأن نشاط الجماعات الارهابية في الساحل، وقالت بان واشنطن عرضت على هذه الدول منحها صور ومعلومات يتم جمعها عبر الطلعات الجوية التي تقوم بها الطائرات الأمريكية من دون طيار "بريداتور" المتواجدة في قاعدة جوية في النيجر. وأضافت بأن واشنطن أكدت استمرارها في تقديم دعم لوجيستى للوحدات الفرنسية والافريقية المتواجدة في شمال مالي، ومن المتوقع أن يتدارس قادة أركان الجيوش المشتركة في لجنة الأركان العملياتية، المقترح الأمريكي خلال اجتماعهم اليوم في موريتانيا. كما ترغب واشنطن تكثيف المبادرات لتحسين مستوى تدريب جيوش المنطقة، وهو الاقتراح الذي كشف عنه قائد القوات الأمريكية في إفريقيا المعروفة باسم أفريكوم الجنرال كارتر هام، قبل اسبوع، خلال جلسة استماع للجنة الدفاع في مجلس الشيوخ الأمريكي، حيث قال بأن بلاده تسعى لتدعيم قدرات وفعالية الجيوش الإفريقية التي تخوض معارك ضد تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي والجماعات المتطرفة المرتبطة به، كاشفا أن هذه الخطة تشمل 10 دول يشملها خطر الإرهاب في شمال وغرب القارة من بينها الجزائر. واكد بأن المقاربة الأمريكية في هذا الموضوع هي التعامل مع التهديدات التي تمثلها هذه الجماعات في المدى القريب، وبناء شراكة بعيدة المدى فيما بعد. وأعلن هام أن الاستراتيجية الجديدة تعتمد على 5 ركائز أساسية هي مواجهة المنظمات المتطرفة، وتعزيز الأمن البحري، وتقوية القدرات الدفاعية، ووضع استراتيجية فعالة لذلك، وكذلك إجراء تدريبات على مواجهة أي أزمة. وكشف الجنرال الأمريكي أن المنظمات الإرهابية التي تهدد الأمن في إفريقيا هي تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. التي تنشط في شمال وغرب القارة، وكذلك جماعة بوكو حرام في نيجيريا، وحركة الشباب في الصومال. من جهتها تؤكد باريس، انها لم تحدد أي موعد لسحب قواتها من مالي، وأوضح الوزير الأول الفرنسي جان مارك ايرولت، خلال لقاء مع برلمانيين حول التدخل العسكري، انه لم يتم الاتفاق على أي تاريخ لسحب القوات الفرنسية من مالي، واشار ايرولت، أن تمديد التدخل إلى ما بعد 11 ماي 2013 يستدعي الحصول على ترخيص من البرلمان وفقا للمادة 35 من الدستور. ولم يقدم السيد ايرولت أي تاريخ لسحب القوات الفرنسية المنتشرة في مالي منذ 11 جانفي 2013 في إطار عملية سرفال. من جهته أكد رئيس مجلس الشيوخ جان بيار بال أن سحب القوات الفرنسية سيتم "تدريجيا" مقدرا عدد الجنود في شهر جويلية القادم ب3000 عنصر مقابل 4000 حاليا. واعتبر أن التقدم في الميدان "جد إيجابي" مشيرا إلى أن القوة الدولية لدعم مالي بقيادة إفريقية تعزز تواجدها في الميدان يوما بعد يوم". و أضاف أن الهدف هو انتقال يمكن من انتشار القوة العسكرية الأممية بين جويلية وسبتمبر". وقالت مصادر اعلامية موريتانية، بان التنظيمات المسلحة التي كانت تسيطر على اقليم ازواد، طيلة عشرة اشهر، تكبدت خسائر كبير في العتاد والآليات والأسلحة، غير أن تلك المصادر أكدت أن الخسائر في الأرواح "كانت قليلة". وعزت المصادر ذلك إلى انتهاج المسلحين الإسلاميين لخطة وقائية منذ بدء الحملة العسكرية الفرنسية أواسط شهر جانفي المنصرم، تمثلت في الابتعاد عن السيارات المستهدفة بالقصف الجوي. وأوضحت أن المسلحين باتوا يتجنبون الطرق المعبدة أو التحرك خلال النهار، مفضلين التنقل ليلا مع إطفاء مصابيح السيارات، ويعتمدون في ذلك على خبرتهم الطويلة في طرق المنطقة.