النيجر تستلم قيادة لجنة الأركان العملياتية من موريتانيا أمريكا تتخوف من تكتل التنظيمات الإرهابية في الساحل في كيان واحد محمد سيدمو تسارعت وتيرة نشاطات لجنة الأركان العملياتية المشتركة لدول الميدان، في الأيام الأخيرة، التي ميزتها زيارة قائد القوات الأمريكية في إفريقيا الجنرال كارتر هام إلى مقر اللجنة بتمنراست، بشكل يوحي أن هذه الدول تحضر لتكثيف التنسيق المشترك فيما بينها، لمواجهة تحديات مرحلة ما بعد خروج القوات الفرنسية من مالي المرتقب بداية الشهر المقبل. أعلنت وزارة الدفاع الوطني، أن الفريق أحمد ڤايد صالح رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، شرع أمس، في زيارة رسمية إلى جمهورية موريتانيا الإسلامية للمشاركة في اجتماع مجلس رؤساء أركان الدول الأعضاء في لجنة الأركان العملياتية المشتركة التي تضم الجزائر، مالي، موريتانيا والنيجر. وأفاد بيان وزارة الدفاع أن اجتماع رؤساء أركان الدول الأعضاء في لجنة الأركان العملياتية المشتركة المزمع عقده اليوم الأربعاء بنواقشوط سيخصص "لتقييم ودراسة الوضع الأمني السائد بمنطقة الساحل وتبادل التحاليل والمعلومات حول التطورات المسجلة على صعيد مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة في ظل الأحداث المتسارعة التي تشهدها المنطقة لا سيما بشمال مالي منذ مطلع السنة الجارية". وسيتم خلال هذه الزيارة تسليم رئاسة مجلس رؤساء أركان البلدان المعنية بين رئيس الأركان الوطنية لجمهورية موريتانيا الإسلامية المنتهية عهدته ورئيس أركان الجيوش النيجرية الذي يتولى رئاسة المجلس لمدة سنة. ويأتي تكثيف العمل داخل لجنة الأركان المشتركة في الآونة الأخيرة بعد فترة من الجمود ميزت نشاط مجموعة دول الميدان، جعلت عديد المراقبين يرون أن ثمار هذا التنسيق المشترك الذي بدأ سنة 2010، لم تظهر ثمارها على الأرض، بدليل انتهاء الصراع في مالي بالتدخل العسكري الأجنبي، الذي كان من صلب أهداف تأسيس اللجنة المشتركة في غلق الأبواب أمامه. ويعتبر الهاجس الأكبر لقيادة القوات الإفريقية في إفريقيا، منع تكتل التنظيمات الإرهابية الناشطة في منطقة غرب إفريقيا في تنظيم إرهابي واحد يهدد المصالح الأمريكية في المنطقة. ومعلوم أن هذه التنظيمات، هي القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، والتوحيد والجهاد في غرب إفريقيا، وجماعة أنصار الدين المالية، إلى جانب جماعة بوكوحرام النيجيرية. هذا التخوف الأمريكي، عبر عنه كارتر هام، في خطاب له أمام لجنة أنظمة القوات المسلحة، بمجلس الشيوخ الأمريكي، حينما قال "إن وقف انتشار هذه الجماعات يمثل أولوية مطلقة لقيادة أفريكوم"، ملمحا إلى أن الولاياتالمتحدة لا تريد التدخل في المنطقة بقدر ما تريد مساعدة دولها، حيث أوضح قائلا "يتعين على الأفارقة أن يتكفلوا بمشاكل إفريقيا". وكان الجنرال كارتر هام قائد القوات الأمريكية في إفريقيا "أفريكوم"، قد حلّ أمس الأول، بالجزائر، في زيارة إلى مقر لجنة الأركان العملياتية لدول الميدان، والتي تحتضنها الناحية العسكرية السادسة بتمنراست. وتخلل الزيارة "عقد اجتماع عمل بمقر لجنة الأركان العملياتية المشتركة بحضور ممثلي الدول الأعضاء بهذه الهيئة". وأوضح بيان وزارة الدفاع أن "الوفد الزائر تلقى عرضا وشروحات عن تنظيم ومهام هذه اللجنة التي أنشئت سنة 2009 وتضم كل من الجزائر والنيجر ومالي وموريتانيا في إطار تعزيز علاقات التعاون العسكري والأمني بين هذه الدول".