كشفت وزارة الدفاع الوطني أن الجنرال كارتر هام قائد القوات الأمريكية بإفريقيا (أفريكوم)، زار الجزائر أول أمس، وقد تفقد مقر لجنة الأركان العملياتية بتمنراست. وتعد زيارة كارتر هام، الخامسة من نوعها الى الجزائر في وقت يتردد أن المسؤول الامريكي يستعد لمغادرة منصبه، واستخلافه من قبل جنرال آخر ينتظر الضوء الأخضر من الرئيس باراك اوباما، وتردد كارتر هام كثيرا على الجزائر في زيارات مكوكية، في دلالة واضحة على أن واشنطن تولي الجزائر أهمية قصوى في مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، أملتها ما يحصل في مالي من فوضى عقب التدخل العسكري الفرنسي في المنطقة لطرد الجماعات المسلحة. وأكدت وزارة الدفاع الوطني في بيان لها أمس، أن هام كان مرفوقا بوفد دبلوماسي يترأسه هنري إنشر سفير الولاياتالمتحدةالأمريكيةبالجزائر وقد استقبل من طرف اللواء نائب قائد الناحية العسكرية السادسة كان في استقبال الوفد بمطار تمنراست. وذكر المصدر أنه "بهذه المناسبة عقد اجتماع عمل بمقر لجنة الأركان العملياتية المشتركة بحضور ممثلي الدول الأعضاء بهذه الهيئة حيث تلقى الوفد الزائر عرضا وشروحات عن تنظيم ومهام هذه اللجنة التي أنشئت سنة 2009 وتضم كل من الجزائر والنيجر ومالي وموريتانيا في اطار تعزيز علاقات التعاون العسكري والأمني بين هذه الدول". ويعرف عن الجنرال الأمريكي هضمه لملف القاعدة في الساحل، لذلك أطلق تحذيرات متتالية خلال زياراته للجزائر، حيث يعتبر ان تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وجماعة بوكوحرام الناشطة في نيجيريا يسعيان إلى "تنسيق قواهما"، ويرى الجنرال الأمريكي في النيجر أن "ما نعرفه ان بوكوحرام تنوي التوسع خارج حدود نيجيريا وتسعى إلى مد نفوذها"، ويؤكد بعد لقائه رئيس النيجر محمدو ايسوفو ووزير الدفاع كاريدجو محمدو وقادة جيش النيجر وبحث معهم الوضع في مالي وليبيا ومشكلة بوكو حرام، "ان ما لاحظه خلال محادثاته ان السلطات المدنية والعسكرية في النيجر تتفهم بشكل جيد المشكلة ولديها رغبة كبيرة بالعمل مع الدول المجاورة لمكافحة هذين الاتجاهين" في إشارة الى القاعدة وبوكو حرام، كما يعرف عن المعني انه الناطق باسم السياسة الأمريكية الأمنية في الساحل، بينما كان أبدى قلق بلاده من "انتشار" الأسلحة القادمة من ليبيا خلال زيارته للجزائر قبل ثلاثة اشهر، مشيرا أن "جهود وتعاون الجميع ضروري لمواجهة هذا الانتشار". وعني المعني أكثر بملف القاعدة خاصة بعد مقتل مقتل السفير الأمريكي في ليبيا ، حيث قدم الخبراء الحادثة كبادرة لمحاولة واشنطن تكريس رهاناتها في ليبيا ومنطقة الساحل ككل، بعد رحيل امعمر القذافي ومنها محاولة إقناع دول الجوار لليبيا ومنها الجزائر بإقامة قاعدة "أفريكوم" التي سبق للجزائر أن رفضتها جملة وتفصيلا. ويعزز الحصيلة التي قام بها الجيش فيما يتصل بمصادرة السلاح، الأتي من ليبيا، أطروحة السلطات الجزائرية فيما يخص المخاطر المتأتية من الجارة ليبيا، في وقت تردد أن الولاياتالمتحدةالأمريكية كانت تنوي إرسال 12 ألف جندي إلى ليبيا بغض جمع الأسلحة، لكن في الواقع، فإن واشنطن تبحث إقامة قاعدة عسكرية "أفريكوم" في المنطقة بعد أن رفضت الجزائر إقامتها على أراضيها. تبعا لذلك، سعت الجزائر لإقناع شركائها في مكافحة الإرهاب المنتمين لحلف الساحل في إجتماع سابق لقادة أجهزة أمن كل من الجزائر ومالي والنيجر وموريتانيا، لرفض أن تدخل خارجي في منطقة الساحل ومنه أفريكوم التي تسعى منذ 2005 لإقامة قاعدة عسكرية في الصحراء. وسد الطريق أمام دول أجنبية عن الساحل تحاول الدخول على الخط لتنفيذ أجندتها في المنطقة لا تتوافق دوما مع أجندة الدول المعني.ولم يجد السفير الأمريكي السابق بالجزائر، حرجا في القول أن رغبة بلده في إقامة قيادة عسكرية أمريكية جديدة في إفريقيا " أفريكوم " نابعة من حرص الولاياتالمتحدةالأمريكية في حماية مصالحها في إفريقيا، ونفى أن تكون القاعدة العسكرية التي ترغب بلاده إقامتها تحمل صبغة عسكرية بمفهومها الكلاسيكي، كما نفى أن تكون تهديدات القاعدة محرك لإنشاء " افريكوم".