وسائل الإعلام فرضت ضغطا رهيبا على حليلوزيتش ولعبت دورا سلبيا في تراجع الخضر حاوره: بورصاص. ر - مروان.ب * تصوير: الشريف قليب * السنافر ذهبوا ضحية مغالطات كبيرة على مدار التاريخ يرى الإعلامي الجزائري الشهير حفيظ دراجي أن تأهل المنتخب الوطني إلى المونديال سيلعب في المباراتين القادمتين خارج الديار حتى وإن توقع أن يكون لقاء مالي فاصلا، وقال دراجي في حوار خص به النصر خلال تواجده بالجزائر الأسبوع الماضي، أن الإعلام الرياضي فرض ضغطا رهيبا على المدرب الوطني والمنتخب و انه لعب دورا في تراجع الخضر. من جهة أخرى قال دراجي أن السنافر ذهبوا طيلة تاريخهم ضحية مغالطات المسيرين والإعلام، وتطرق إلى قضايا اخرى تطالعونها في هذا الحوار. بحكم خبرتك في ميدان الكرة، كيف تقيم الإحتراف في موسمه الثاني؟ كلمة احتراف كبيرة جدا والحديث عن الاحتراف في البطولة الوطنية سابق لأوانه، خاصة و أنه في موسمه الثاني و الدليل على ذلك أنه هناك تشكيك كبير و الناس الذين دخلوا عالم الاحتراف يدركون ذلك جيدا أنهم ليسوا في عالم احتراف كما ينبغي، و العيب هنا ليس في النوادي و لا في الاتحادية و لا حتى في الدولة و لا في المنظومة الكروية ككل، و علينا جميعا أن نتحملها بما في ذلك وسائل الإعلام التي تتحمل جزءا كبيرا من المسؤولية. نفهم من كلامك أن الاحتراف غير ناجح في بطولتنا أم ماذا؟ لم أقصد ذلك فقط علينا أن لا نحكم بالفشل من الآن، الاحتراف نتركه يمشي و علينا أن نواكبه و أنا متأكد أنه بعد مرور سنوات و بعد وضع الميكانيزمات، يصبح كل طرف يعرف دوره و موقعه و واجبه، و هنا نستطيع أن نحكم على مدى نجاح الاحتراف. أداء الخضر أمام البنين أعجبني وليس من السهل القيام ب18 تمريرة قبل هدف فغولي يعني أن المناصر هو الضحية، أليس كذلك؟ نعم يمكننا أن نعتبر أن المناصر هو الضحية، نتيجة المغالطات الإعلامية، و لكن حتى المناصر لديه مسؤوليته كما أنه أخذ انطباع على أسس غير مبينة و انساق وراء القيل و القال إن صح التعبير، وهذا راجع إلى ثقة المناصر العمياء في بعض وسائل الإعلام و المؤطرين، و لنجاح الاحتراف يجب أن تكون المنظومة ككل تمشي في نفس الاتجاه، أين المناصر هو كذلك يجب عليه أن يعمل على نجاح الاحتراف. يعني أن الاحتراف في الجزائر يسير في الطريق الصحيح؟ كما سبق و أن قلت لكم فالإحتراف صعب الحكم عليه من الآن، و علينا فقط أن نساهم جميعا في نجاحه من خلال الالتزام بواجبتنا كإعلاميين و محاولة مساعدة المناصر و عدم تضليله بالدرجة الأولى. نعود قليلا إلى الوراء إلى مباراة المنتخب أمام البنين، كيف شاهد دراجي مردود الخضر؟ حققنا في مباراة البنين الأهم من خلال الفوز بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد، صحيح أن هناك عدة أشياء إيجابية كما أن هناك نقاط سلبية يجب علينا أن نصححها في المستقبل، و هذا أمر طبيعي و لا تنسوا الضغط الكبير الذي عاشه اللاعبون قبل المباراة خاصة بعد النكسة الأخيرة في «الكان»، مما جعل اللاعبون يفكرون في كيفية استعادة ثقة الأنصار و تحقيق الفوز في مباراة البنين و هو ما أثر نوعا ما على أداء أشبال حليلوزيتش، كما أن بعض وسائل الإعلام لعبت دورا سلبيا في تراجع مردود الخضر و لهذا فإنني شخصيا أعتبر فوز البنين بالمفيد من عدة نواحي. ماذا تقصد بالضبط؟ اقصد أن الفوز أمام البنين جاء في الوقت المناسب و مكن المنتخب الوطني من احتلال المرتبة الأولى في المجموعة الثامنة مقاسمة مع منتخب مالي، و هو ما يعيدهم للتنافس بقوة على تأشيرة التأهل إلى المباراة الحاسمة، لا تنسوا أن مباراة البنين أظهرت عدة أمور إيجابية من الناحية الفنية، كما أن لاعبينا أثبتوا القوة الذهنية التي يملكونها و ليس من السهل أن تعود في الشوط الثاني بتلك الطريقة، حيث فرضنا ضغطا رهيبا على البنين كما أننا خلقنا من 7 إلى 8 فرص، و لو نعود إلى شريط المباراة و نتابع كيفية تسجيل هدف فغولي فقط سنتأكد من ذلك، لأنه قمنا ب18 تمريرة متتالية قبل تسجيل الهدف و هو الأمر الذي يدرس في أكبر الأندية العالمية، و علينا تثمين هذا الفوز خاصة في ظل وجود بعض اللاعبين الذين شاركوا لأول مرة مع الخضر. لم يفاجئني مردود تايدر و براهيمي و غلام و التأهل للمونديال سيلعب في البنين و رواندا و ما رأيك في أداء الثلاثي الوافد الجديد تادير و براهيمي و غلام بكل صراحة؟ أنا شخصيا أعرف الثلاثي جيدا و لم أتفاجأ بالمردود المقدم، تايدر و براهيمي و غلام قدموا الإضافة المنتظرة، فتايدر لا أعتقد أنه يحلم ببداية أفضل من هذه ساهم بشكل كبير في استرجاع عدة كرات و تمكن من تسجل الهدف الثاني الذي أعادنا إلى المباراة، أما غلام فلم يظهر عليه نقص الإنسجام بحكم مساندته المتتالية للخط الأمامي كما أنه كان وراء تمريرة هدف فغولي، أما براهيمي فهو لاعب أثبت أنه يستطيع أن يكون صانع العاب الخضر و يملك فنيات هائلة و قادر على إعطاء الكثير للمنتخب، فقط علينا أن نصبر على هذا المنتخب. لاحظنا أن عدة لاعبين تحرروا في مباراة البنين على غرار فغولي، ما رأيك؟ نعم أشاطركم الرأي و فغولي تحرر فإضافة إلى تسجيله للهدف الأول، إلا أنه ظهر في أفضل مستواه و كان متحررا، ببساطة لأنه لعب في المنصب الذي يحبذه من جهة كما أنه لعب إلى جانب براهيمي و تايدر وجبور مما سهل عليه المهمة و أنا هنا أفتح قوسا و هو أنه لا خوف على اللاعبين المتخرجين من المدارس الأوروبية و خاصة الفرنسية لأنهم عملوا جيدا في مختلف الأصناف، و التكوين هو الأساس و علينا كجزائرين أن نهتم بالتكوين. كيف يرى دراجي حظوظ الخضر في التأهل إلى المونديال؟ اعتقد أن الخضر مقبلين على مباراتين مصيريتين و مصير المنتخب سيتحدد خلال شهر جوان، و العودة بنتيجة إيجابية من التنقلين إلى البنين و رواندا سيجعلنا نلعب مباراة مالي بكل أريحية و أتوقع أن تكون مباراة مالي مباراة فاصلة و ستكون مباراة نهائية تحدد هوية المتأهل إلى الدور القادم، و هذا دون التقليل من قيمة المنتخب البنيني الذي يملك فريقا منظما و خلق لنا عدة صعوبات في البليدة. نبتعد قليلا عن المنتخب، من خلال حديثك عن المناصر و دوره في الإحتراف، ماذا يقول دراجي عن السنافر؟ أنا أعرف جيدا أن السنافر ذهبوا ضحية مغالطات كبيرة على مدار التاريخ من قبل مسيرين أو اللاعبين و كذلك وسائل الإعلام، ولو نرجع قليلا إلى الوراء فقط فإن المناصر القسنطيني ذهب ضحية عدة مغالطات لأن «السنافر» سارت بعقلها و قلبها و لم تميز بين الصالح و الطالح، و بعيدا عن كل ذلك إلا أن شباب قسنطينة هذا الموسم تحسن كثيرا و السنافر يصنعون الحدث، فاستقدام مدرب عالمي بحجم روجي لومير يؤكد تحسن هذا النادي، كما أن أنصارهم يصنعون الحدث بأتم معنى الكلمة من خلال الصور التي يصنعونها في المدرجات و الرسائل التي يوجهونها.