النجم لاكي بيترسن و زوجته تامارا يوقعان سهرة بسحر البلوز ألهب نجم البلوز الأمريكي لاكي بيترسن المسرح الجهوي بقسنطينة سهرة ختام الطبعة الحادية عشر لديما جاز الذي غصّ بجمهور لم يصمد أمام التأثيرات الموسيقية المتنوعة التي قدمها بيترسن و زوجته تامارا إلى جانب تشكيلتهما الثلاثية شون كيلرمان(غيتار) ، تيم وايتس(باص)و رول فالديس(إيقاع) فرقص الكثيرون لأكثر من ساعة و نصف على أنغام البلوز و الفانكي بلوز و الساول بلوز. لاكي بيترسن قدم لوحة مفعمة بألوان تأثيرات البلوز بطريقة اعتمد فيها كعادته على العرض و إشراك الجمهور من خلال تجوّله بغيتارته بعد أن اختار النزول من الخشبة و السير وسط الركح ثم الصعود إلى الشرفة دون التوّقف عن العزف و الغناء ، مثيرا إعجاب الحضور الذين تجاوبوا بالتصفيق و الرقص. و بقدر إثارة بيترسن لعشاقه ببراعته في العزف على آلة الغيتار، نجح في زرع الحماس فيهم بطريقته المتميّزة في مداعبة آلة الكلافيي، مرجعا إلى أذهان الكثيرين صور عمالقة البلوز و على رأسهم بي بي كينغ، مادي ووترز، جون لي هوكر...و غيرهم و هو يجمع بين روائع البلوز الخالدة و مؤلفاته الخاصة التي انتقاها من ألبومه "يو كان أولوايز تارن آراوند"(يمكنك دائما الدوران) الذي تألقت في أدائه إلى جانبه زوجته تامارا التي خطفت الأضواء بصوتها القوي و هي تعيد رفقته أغنية "آي ويش آي نيو هاو إيت وولد فيل تو بي فري"(أتمنى لو عرفت كيف هو الشعور بالحرية) لبيلي تايلور و ديك دالاس، ثم "هاو دو آي،واي دو آي"(كيف أفعل، لماذا أفعل) و "براود ميري"( زوج فخور) و قبلها أغنية "ترابل"(اضطراب) و "آتونيمانت"(عودي لي). و من جهة أخرى أثار عازف الغيتار شون كيلرمان الاهتمام منذ بداية السهرة الختامية بطاقته و قدراته العالية في العزف بطريقة غاية في التميّز و هو المعروف كواحد من أمهر عازفي موسيقى البلوز في الساحة العالمية اليوم، بتتويجه بعدة جوائز موسيقية دولية مهمة، و هو ما زاد مكانة لتشكيلة لاكي و تامرا بيترسون باند باحترافيته الكبيرة و قدرته على سلب قلوب عشاق صوت الغيثار الصاخب. و كباقي السهرات الختامية لديما جاز، لم يتمكن لاكي و فرقته من مغادرة الركح تحت إلحاح الجمهور بتمديد السهرة الفنية، فراح يلبي الطلب و يمتع أسماعهم بمعزوفتين إضافيتين قبل الانتقال إلى الكواليس لتنشيط الندوة الصحفية التي أكد خلالها بأن زيارته الأولى لقسنطينة ستترك أثرا كبيرا في نفسه لحفاوة الاستقبال التي حظي بها من قبل جمهور وصفه بالذواق، قبل أن يسترسل في الإجابة على أسئلة الصحفيين و التأكيد بأن رسالته الفنية تقوم على الحث على التمسك بالحياة و تقاسم الحب و العيش في انسجام دون الاهتمام باللون و الجنس. و في رد عن سؤال حول مكانة البلوز في زخم الموسيقى العصرية اليوم، قال لاكي بأن موسيقى البلوز مهما تراجعت فهي لا تختفي. و عن سؤال للنصر رد بيترسن بأنه يسعى للسير على خطى والده و يحلم بفتح نادي خاص بالبلوز قد يكون له نفس الأثر الذي تركه نادي والده في التقاء عمالقة هذه الموسيقى لإعادة إحيائها و انتعاشها. و للإشارة عرفت السهرة الختامية بيع بالتوقيع لألبوم "يو كان أولوايز تارن آراوند"(يمكنك دائما الدوران)، برواق المسرح الجهوي الذي شهد طابورا عريضا لأكثر من نصف ساعة من الزمن وقع فيها النجم لاكي و زوجته تامارا لألبومهما المتكوّن من 11أغنية و نغم يتراوح بين البلوز و الفانكي بلوز .