فاتورة الاستيراد تقفز إلى مستوى قياسي بأكثر من 23 مليار دولار في خمسة أشهر حققت الواردات في الجزائر ارتفاعا مخيفا غير مسبوق، حيث قفزت إلى أكثر من 23 مليار دولار خلال خمسة أشهر فقط، في مقابل تراجع الصادرات بأكثر من 8 بالمئة، و قد ألحق هذا الاختلال بالاقتصاد الوطني أضرارا واضحة جعلت الفائض التجاري يتدحرج إلى نصف القيمة التي كان عليها السنة الماضية، متراجعا من 12 إلى 6 ملايير دولار.و بينت الأرقام التي قدمتها مصالح الجمارك أمس هشاشة التوازنات داخل الاقتصاد الوطني الذي مازال يعتمد بصورة شبه كلية على صادرات الريع البترولي التي تقلصت بقرابة 10 بالمئة خلال هذه الفترة. وأوضحت حصيلة للمركز الوطني للإعلام الآلي و الاحصائيات التابع للجمارك و أمس، أنه فيما يخص الواردات فقد بلغت 58ر23 مليار دولار خلال الأشهر الخمسة الاولى من سنة 2013 مقابل 07ر20 مليار في نفس الفترة من سنة 2012 مسجلة ارتفاعا بنسبة 52ر17 بالمئة. و قد انعكست هذه النتائج من خلال فائض للميزان التجاري بقيمة 26ر6 مليار دولار في نهاية ماي 2013 مقابل 47ر12 مليار دولار في نفس الفترة من سنة 2012 مسجلا انخفاضا بأكثر من 7ر49 بالمئة. و بالتالي فان نسبة تغطية الواردات بالصادرات قد انتقلت من 162 بالمئة الى 127 بالمئة خلال نفس الفترة. كما تشير أرقام المركز الوطني للإعلام الالي و الاحصائيات إلى أن هذا التراجع للصادرات يعود الى انخفاض صادرات المحروقات بنسبة 82ر9 بالمئة و التجهيزات الصناعية بنسبة 43 بالمئة و المنتجات الخام بنسبة 8ر34 بالمئة. و لم تمثل المنتجات الخام و التجهيزات الصناعية الا 17ر0 بالمئة و 03ر0 بالمئة من الهيكلية الكلية للصادرات الجزائرية خلال الأشهر الخمسة الاولى من السنة الجارية. بالمقابل بقيت المحروقات تمثل حصة الأسد من الصادرات الجزائرية بنسبة 19ر96 بالمئة من الحجم الكلي للصادرات اي ما قيمته 71ر28 مليار دولار خلال الأشهر الخمسة الاولى من سنة 2013 مقابل 83ر31 مليار دولار في نفس الفترة من السنة التي سبقتها مسجلة تراجعا بنسبة 82ر9 بالمئة. و تواصل تراجع الصادرات في شهر ماي، فيما استمرت الصادرات الجزائرية في الانخفاض حيث سجلت (47ر6 بالمئة) جراء انخفاض بحوالي 7 بالمئة لصادرات المحروقات التي مثلت 5ر95 بالمئة من مجموع صادرات البلاد. فيما بلغت صادرات الجزائر في ماي الأخير 88ر5 مليار دولار مقابل 29ر6 مليار دولار في ماي 2012 (47ر6 - بالمئة) فيما سجلت الواردات 50ر4 مليار دولار مقابل 35ر4 مليار دولار (54ر3 + بالمئة). و انعكست هذه النتائج -حسب أرقام المركز- من خلال تسجيل فائض للميزان التجاري ب 37ر1 مليار دولار مقابل 93ر1 مليار دولار مسجلا انخفاضا بنسبة 9ر28 بالمئة. كما سجلت صادرات المحروقات 62ر5 مليار دولار خلال شهر ماي 2013 مقابل 04ر6 مليار دولار خلال نفس الشهر من سنة 2012 أي بتراحع بنسبة 89ر6 بالمئة. أما فيما يخص الصادرات خارج مجال المحروقات (5ر4 بالمئة من الحجم الاجمالي للصادرات) فقد بلغت 265 مليون دولار في شهر ماي من سنة 2013. وتتكون المواد المصدرة خارج المحروقات من فئة نصف المصنعة بما قيمته 211 مليون دولار و المواد الغذائية ب 44 مليون دولار و المواد الخام ب 8 مليون دولار. وكان مجمع سوناطراك قد شرع في برنامج لإعادة تأهيل وتحديث مصانع تكرير النفط، و يتعلق الأمر خاصة بسكيكدة و الجزائر العاصمة و أرزيو من خلال انجاز وحدات جديدة لمعالجة النفايات والتي سيشرع بعضها في العمل خلال السنة الجارية. وكان وزير الطاقة و المناجم السيد يوسف يوسفي قد صرح بأن الطاقة الحالية للتكرير في الجزائر المقدرة بحوالي 700.000 برميل يوميا ستتضاعف في ظرف خمس سنوات من خلال انجاز ستة مصانع جديدة للتكرير مما سيسمح بتغطية الاستهلاك الوطني إلى غاية 2040 وتطوير نشاط بيتروكيميائي بالقرب من مصانع التكرير.