أفكر في مشروع فني من أجل السلام ومبروك لقسنطينة عاصمة للثقافة العربية اعتلى الفنان والنجم اللبناني عاصي الحلاني سهرة الأربعاء الفارط، ركح مسرح الهواء الطلق محمد وشن، في أول مشاركة له في مهرجان ليالي سيرتا في طبعته الثالثة، حيث أبدع في أداء الأغنية الجبلية، كما زلزل مدرجات المسرح التي امتلأت عن آخرها لأول مرة منذ 26 جوان الفارط، أمام مرأى ضيف قسنطينة في تلك الليلة وزير النقل عمار تو، والذي استمتع بدوره إلى جانب الوالي نور الدين بدوي، بالباقة التي أداه عاصي، والذي سبقه إلى الركح سليم الفرقاني، الذي قيل بأنه برمج في آخر لحظة بطلب من الوزير تو. عاصي الحلاني وفي دردشة مع النصر على هامش الندوة الصحفية التي نشطها قبل الصعود إلى المنصة، كشف بأنه يفكر في مشروع فني يحمل في طياته رسالة سلم وسلام لكل البلدان العربية، انطلاقا من بلده لبنان الذي- كما قال- انهكته الحرب الأهلية التي سببها الطائفية التي أكد بأنه يمقتها وينبذها. وفي السياق ذاته أستطرد محدثنا بأن المشروع قد يكون أغنية أو مجموعة أغاني، قد يغنيها بمفرده أو قد يشرك فيها بعض من نجوم الفن العربي، ولم لا أبن فلسطين محمد عساف المتوج بلقب "أراب آيدل"، البرنامج الفني الذي استحسنه عاصي الحلاني، والذي قال بأنه يسمح باكتشاف المواهب الشابة، ويفسح لها المجال لدخول عالم الإبداع والتألق. عاصي الحلاني الذي بدا من الفنانين القلائل المهتمين والمتتبعين لما يحدث في الوطن العربي، خاصة بعد ثورات الربيع العربي، وبعد أن هنأ الجزائر بعيد استقلالها ال 51، أثنى على إصرار الشعب المصري في المضي قدما في التغيير وفرض النظام الديموقراطي، داعيا بالمناسبة كل المثقفين والفنانين العرب، الوقوف إلى جانب كل القضايا العادلة ونصرة الشعوب من خلال إبداعاتهم، مؤكدا على أنه بإمكانهم المساهمة في إشاعة السلام في مختلف ربوع الوطن العربي، شريطة إلغاء الحقد من القلوب، والتخلص من الغل والأنانية، والعمل على تحقيق المصالح الذاتية والجري وراء النجومية، على حساب القضايا الوطنية. الفنان اللبناني استغل الفرصة كذلك ليهنئ قسنطينة التي ستكون عاصمة للثقافة العربية سنة 2015، حيث قال في هذا الصدد: " أنا فنان قادم من عاصمة الثقافة العربية بيروت، وبالمناسبة أهنئ قسنطينة على هذا الشرف التي ستحظى به بعد سنتين، وبمناسبة شهر رمضان أتمنى من الله أن تشع المحبة والحمودة والسلام والوئام. فكفانا تشرذما، وصراعات وتفرقة، وكفانا العدو الذي شتت الأمة العربية، والذي يبقى المستفيد الوحيد، فيا رب تأتي الأيام القادمة بالخير وتتحقق الوحدة العربية من المشرق إلى المغرب العربي". واستطرد الحلاني في ذات السياق: "يمكن أنني أتكلم بحرقة كوني من لبنان، البلد الذي عانى الأمرين، من حرب أهلية والمذهبية والطائفية، ولا أحد انتصر بل خسرنا بعضنا وبلدنا والسلم والسلام لمدة 30 سنة، وفي النهاية اتضح بأنه ليس هناك من وسيلة لتحقيق السلام، سوى العودة إلى الحوار، فالأوطان لا تبنى إلا بالمحبة وبالثقافة، والتكاتف والمحبة التي جاء بها دين الإسلام الحنيف، وليس بالطافية والتشرذم والكراهية...". وفي سياق متصل قال عاصي بأن الجزائر تعتبر المثل المشرف في التضحية، وأن الشعب الجزائري يستأهل كل الخير، بعد التضحيات الجسام، وان شاء الله تدوم المحبة بين شعبه ويدوم السلام.