ربيع الثورات العربية كان إيجابيا على بعض الدول لكنه فكك دولا أخرى ! قال الفنان اللبناني عاصي الحلاني بأنّه يتمنى الهدوء لوطنه لبنان وما يحصل في هذا البلد من أحداث طائفية هو جزء لا يتجزأ من المنطقة العربية، سواء في سوريا، العراق، مصر وليبيا، باعتبار الترابط الذي يجمع بين الدول العربية، داعيا الحكومات والشعوب العربية إلى التوحد والتكاتف بهدف الوقوف في وجه العدو الصهيوني الذي يسعى لتفريق الأمة العربية. وفي ردّه على سؤال ل”الفجر” خلال اللقاء الصحفي الذي جمعه بالصحافة أول أمس، قبيل افتتاحه للسهرة السادسة من مهرجان تيمڤاد الدولي الذي يسدل الستار على فعالياته سهرة اليوم بتيمڤاد بعاصمة الأوراس، حول مدى تفسيره لما عرفته لبنان مؤخرا من أحداث مذهبية قادها الشيخ أحمد الأسير المتهم بالتكفير، أوضح عاصي الحلاني بأنّ العدو الإسرائيلي الذي يراه العدو رقم واحد بالنسبة للعرب حكومة وشعبا كيف لا وهو مغتصب الأرض اللبنانية ومغتصب الأقصى والقدس التي يعتبر تحريرها الهدف الأساسي بالنسبة للعرب، له مصلحة من تفريق الأمة العربية عن بعضها البعض، ودعا نجم الأغنية العربية عاصي الحلاني في السياق ذاته الأمة العربية سواء حكومة أو شعوبا إلى الالتفاف حول القضية الفلسطينية والدعوة من جهة أخرى إلى التسامح والألفة والمحبة ونبذ التعصب والطائفية في الشارع العربي، على غرار ما يلاحظ اليوم في بعض الأماكن بالعالم العربي. وعن النتيجة التي خرجت بها الثورات العربية، أكدّ الفنان اللبناني الحلاني بأنّه ضد الدكتاتورية والحكم الظالم، وفي الوقت نفسه ضد الفوضى والعنف الذي لا يخدم مصلحة الشعب العربي، ولذلك قال بأنّ نتيجة ثورات الربيع العربي اختلفت من مكان لآخر ولم تكن إيجابية في مجملها، فبقدر ما كانت نتيجتها تسير لصالح الشعوب في بعض المناطق، حدث العكس في أماكن أخرى، والدليل أنّها انعكست سلبيا على الشعوب العربية. وفي سياق متصل أشار ضيف الجزائر الحلاني بأنّه يتمنى الشفاء العاجل والعودة إلى أرض الوطن للرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة الذي برهن طوال سنوات عديدة، بحسب ما قاله، على أنّه إنسان وطني وأنّ اللبنانيين الذين عانوا من الويلات والحروب يكنون له كل الاحترام والتقدير ولم ينسوا وقفته الرائعة خلال العدوان الاإرائيلي على لبنان سنة 2006. وأضاف ”وقتها أتذكر أنني جئت إلى الجزائر وأحييت عديد الحفلات التي كان دخلها المادي آنذاك يوجه إلى المتضررين من القصف الإسرائيلي على لبنان. كما لم يفوت الفرصة ويوجه تحية شكر وتقدير للشعب الجزائري الذي سجل وقفات تضامنية ومشرّفة مع شقيقه اللبناني إبان أصعب المراحل والظروف التي مرّت بها لبنان. وفي سياق ذي صلة، نفى الفنان عاصي الحلاني وجود أية فكرة لاعتزاله واعتبرها مجرد إشاعة لا أكثر ولا أقل، كما استبعد فكرة منعه لابنته ”ماريتا” من الغناء، وقال بهذا الخصوص ”لا تزال بعد ماريتا في المدرسة، وهي متفرغة تماما للدراسة ولا شيء غيرها الآن”. أمّا فيما يتعلق بتواجده مرّة أخرى بتيمڤاد، عبر صاحب الحنجرة الجبلية بأنه شغوف بلقاء الجمهور الجزائري ويعتبر نفسه دائما فنانا لبنانيا ويتشرف بعروبته قائلا ”بقدر ما أنا لبناني أنا جزائري وتونسي ومغربي ومصري وخليجي”. واعتبر المتحدث بأنّ الموسيقى بدون شك ليست لها هوية معينة تعمل على توحيد الشعوب سواء كانوا عربا أو عجما، رغم اختلاف في الآراء الذي يبدو أحيانا بين البعض، إلا أنّ كل الأمة العربية متحدة على الفن. بخصوص جدية الفني كشف عاصي بأنّه سيطرحأالبوما جديدا يضم مجموعة من الأغاني المتنوعة بين اللهجة الخليجية والطابع الجبلي اللبناني الأصيل والبدوي، كما يحضر لإنتاج كليب مع مخرج من لبنان. بالمقابل تحدث عن أسباب عدم عرض مسرحيته الحلم الموسوم ب”شمس عمر” في وقتها المحدد لأسباب عدة تعود أساسا إلى تردي الوضع الأمني والسياحي آنذاك بلبنان، قائلا ”من الصعب جدا أن نحكي عنها في ظل تلك الظروف لكن كان من المفروض عرضها بعد شهرين”. ونفى عاصي في ختام لقائه أن يكون هناك أي تعاون مع فنان جزائري خلال الوقت الراهن، حيث تبقى الفكرة مطروحة في انتظار تحقيق الأمنية وهي إنجاز عمل فني مشترك مع فنانين من الجزائر.