محمد السعيد يكرم وزراء الإعلام منذ الاستقلال اغتنم أمس وزير الاتصال محمد السعيد فرصة اختتام فعاليات معرض "الذاكرة والإنجازات " بقصر المعارض المخلدة للذكرى الخمسين لعيد الاستقلال لتكريم كل وزراء الإعلام السابقين المتعاقبين على القطاع منذ الاستقلال ، وذلك في مبادرة فريدة والأولى من نوعها ، ومن بين الوجوه المكرمة رئيس المجلس الدستوري السابق بوعلام بسايح الذي تقلد حقيبة الإعلام ، إلى جانب رئيس الحكومة السابق رضا مالك والمرحوم رئيس مجلس الأمة السابق بشير بومعزة وغيرهم من الوزراء السابقين. حفل التكريم حضره عدة وزراء في الحكومة وترك أثرا كبيرا في نفوس الأسرة الإعلامية والعارضين وحتى من خارج قطاع الاتصال. وجاءت هذه المبادرة من أجل ترسيخ ثقافة التواصل والاعتراف بمجهودات السابقين على أن الجزائر أسسها الجميع . تكريم جريدة النصر ومطبعة الشرق وفي السياق ذاته شملت التكريمات بعض المؤسسات الإعلامية المشاركة في المعرض وتتقدمهم جريدة النصر التي حظيت بالتكريم الأول في الصحافة المكتوبة، تقديرا لمساهمتها في إنجاح معرض " الذاكرة والإنجازات "ثم يوميتي المجاهد وأوريزون ،بالإضافة إلى مؤسستي الإذاعة والتلفزيون ، و مطبعتي الشرق والعاصمة ،الوكالة الوطنية للنشر والإشهار والمركز الوطني لوثائق الصحافة والإعلام. وفي كلمته الافتتاحية قال وزير الاتصال محمد السعيد أن حفل اختتام هذا المعرض فرصة لتكريم وجوه ساهمت في بناء الدولة عبر قطاع الإعلام وأثنى على جهد الوزراء السابقين المتعاقبين على القطاع منذ الاستقلال والبالغ عددهم 28 وزيرا ،و تحدث الوزير عن مسيرة القطاع منذ الاستقلال إلى يومنا هذا، مشيرا إلى أن الجزائر غداة الاستقلال كانت لا تملك سوى 05 أو 06 جرائد في حين اليوم وبعد خمسين سنة ارتفع العدد إلى 136 يومية وطلبات الاعتماد لا تزال تتهاطل على وزارة الاتصال. كما أن الجزائر بعد الاستقلال لم تكن تملك قنوات تلفزيونية متعددة وكانت هناك قناة واحدة ، لكن اليوم أصبحت تملك 05 قنوات تلفزيونية. و ذكر الوزير أنه غداة الاستقلال كان البث محدودا جدا ولا يغطي سوى 08 مدن، أما اليوم فقد وصل عدد الإذاعات إلى 56 قناة إذاعية تغطي مع التلفزيون90 بالمائة من التراب الوطني. كما تحدث محمد سعيد عن عدد الصحفيين بعد الاستقلال الذين كانوا يعدون على أطراف الأصابع، في حين وصل عددهم اليوم إلى 05 آلاف صحفي في كل التخصصات. وفي السياق ذاته يقول الوزير أن هناك جهودا كبيرة بذلت وكان هناك تحول كبير بعد سنة 1989 على إثر دخول الجزائر التعددية السياسية التي رافقتها التعددية الإعلامية ،وقال الوزير أن هذه التعددية كانت بفضل إرادة الدولة وتميزت الجزائر بفضلها عن باقي الدول العربية، كما قدمت الدولة مساعدات لقطاع الإعلام وبقيت هذه المساعدات إلى يومنا هذا. كما تطرق وزير الاتصال إلى المستجدات الأخيرة التي شهدتها المنظومة الإعلامية في الجزائر من خلال الانفتاح على قطاع السمعي البصري وظهور قنوات خاصة تبث بصفة مؤقتة في انتظار قانون السمعي البصري الذي أكد الوزير بشأنه أنه سيتم المصادقة عليه في مجلس الوزراء قريبا. من جهة أخرى قال وزير الاتصال أنه يجب الافتخار بما أنجز وننوه بالمجهودات التي بذلت في هذا القطاع من طرف كل الذين كان لهم الفضل في بناء هذا الصرح الإعلامي الذي نفتخر به. كما أوضح الوزير أن العبرة ليست في الكم وإنما في إعطاء دفع قوي لما أنجز من خلال العودة لمبادئ ثورة أول نوفمبر والقيم التي قامت عليها ،مشيرا إلى وجود تحديات تنتظر القطاع والمتمثلة في استيعاب أحدث التكنولوجيات في العالم حتى تكون منافسة شريفة، إلى جانب التحكم في الموارد البشرية وإعطاء كل ذي حق حقه وتكون الكفاءة والأخلاق هي مقاييس التميز بين الأشخاص ،متطرقا في السياق ذاته إلى حاجة القطاع للتكوين، وقال بأن الحكومة رصدت اعتمادات مالية لتكوين الصحفيين الجدد خاصة لتحسين مستواهم حتى يكونوا في مستوى تطلعات الشعب ويؤدون مهامهم على أحسن ما يرام .