أسر قسنطينية تتضامن مع أعوان ترامواي و تتسابق في تقديم وجبة الفطور للمناوبين تضامن سكان الأحياء القريبة من مواقف و مفترقات الطرق بمسلك ترامواي بقسنطينة مع الأعوان الذين يقومون بالمناوبة في فترة الإفطار، بالتسابق على تقديم وجبات غذائية للعمال الذين تمنح لهم فترة استراحة لا تتجاوز 20دقيقة في مشهد يبرز التآخي و التكافل بين الصائمين. الأعوان المكلّفون بضمان الأمن،النظام و السير الحسن للترامواي وجدوا في كرم و جود بعض العائلات القسنطينية ما ينسيهم تعب و مشقة المهنة التي تتطلّب منهم الإفطار خارج بيوتهم و بعيدا عن عائلاتهم حسب أحد الأعوان الذي علّق "ليس بذلك بغريب على الأسر الجزائرية". و ذكر بعض الأعوان بأنهم يعملون بنظام المناوبة لست ساعات متواصلة تحت أشعة الشمس الحارقة، و بالأخص بمحاور مفترقات الطرق الصعبة لأجل ضمان أمن المواطنين و السائقين في انتظار تحقيق وعود الإدارة بتوفير الإمكانيات اللازمة كإشارات المرور الضوئية، واصفين ظروف عملهم الحالية بالمرحلة العابرة، حيث ذكر أحدهم بنبرة متفائلة "المشروع مكسب لمدينتنا و عليه فإن الصعوبات التي قد نواجهها في البداية تبدو جد عادية و لا تقلقنا " و استطرد آخر بأن المواطنين بدأوا يتأقلمون مع وسيلة النقل الجديدة كما باتوا أكثر تفهما من ذي قبل و هو ما يسهل مهامهم أكثر فأكثر. و عن ظروف العمل في القيلولة عند بلوغ درجة الحرارة ذروتها ذكر أحد الأعوان بأن التناوب في العمل بين الوقوف في مواقف الترامواي و محطات الانطلاق و الوصول تارة و مفترق الطرق تارة أخرى يخفّف عليهم مشقة العمل. و بخصوص الإفطار خارج البيوت قال بعض أعوان الترامواي بأن الأمر كان صعبا في اليوم الأول من رمضان لعدم تعوّدهم على الإفطار بعيدا عن الأسرة، لكنهم تجاوزوا ذلك بفضل تضامن الأسر القسنطينية معهم و بالأخص بمحور قدور بومدوس و زواغي أين تفاجأوا بمساعدة المواطنين لهم و تسابقهم في تقديم المياه الباردة لهم و حتى وجبة الفطور، و تشجيعهم المستمر لهم و هو ما يساهم في رفع معنوياتهم و يمدهم بالقوة و القدرة على التحمل و بالأخص تحمّل العطش في الفترة الصباحية. و أسر أحد الأعوان بأنه قام في اليوم الأول بجلب بعض الطعام معه من البيت لكنه لم يذق منه سوى حبات التمر، لأن سخاء إحدى العائلات جعله يكتفي بما قدم له لتنوّعه. و أضاف معلّقا بأن مشهد تحسّر المسنات بشكل خاص عليه و على زملائه، أثر فيه كثيرا في اليوم الأول، غير أن ذلك زاد من ثقته في طيبة و تعاطف أهل قسنطينة كما قال.