الفنان التشكيلي حسن بوساحة يتخطى كل الحواجز المادية بتجربة "المنوية" استضافت قاعة اسياخم للفنون الجميلة بدار الثقافة محمد العيد آل خليفة معرضا لمجموعة من التشكليين منهم الفنان حسن بوساحة، الذي شارك بباقة من اللوحات المبدعة باستعمال خيوط القصدير و النفخ فيها بالألوان الزيتية و المائية و التي دارت جلها حول منبع الحياة البشرية من منظور المنوية أو ما اختار له اسم "Meni-art" الذي يؤكد بأنها أسس فنية جديدة في الرسم استطاع من خلالها استيعاب الرؤية الإسلامية للإبداع البشري. "الأمومة"،"حواء"،"فوارة"، "زوجان"، "حنان"، "عناق"،"لقاء"و غيرها من بين عناوين لوحات ابداعية ،تفنّن الرسام و المؤلف حسن بوساحة في وضع خطوطها باستعمال خيوط القصدير"إيتان"، دون الاعتماد على الألوان، في تجربة قال عنها أنها تعبيرية جديدة حاول بفضلها تخطي كل الحواجز المادية. متوجها نحو غياهب الطاقة الأولى خارج إطار الزمان و المكان ،أين يمتزج النور بالظلام مع ترصده الدائم لهالة النور لتعطشه لرؤية ليلة الميلاد ، ميلاد الحياة من رحم العدم بتموّجات و حركات أقرب إلى كوريغرافية الرقص الحر الذي لا يعترف بالحواجز، توّجهه قناعاته و رؤاه الفلسفية التي استقاها من تجاربه العديدة في شتى المجالات الإبداعية في الأدب، الشعر، القصة ثم الرسم الذي جعل منه مرفأ تكسر حوله الأمواج، و تسقط أمامه كل الصراعات المذهبية، الفلسفية و الفقهية، تحفّزه الرغبة في منح الفن العربي الإسلامي خصوصيات إبداعية لا تعادي تشخيص العنصر البشري ، مع احترام ما جاء في الشريعة. منطلقا من الآية الكريمة"ألم يك نطفة من منيّ يمنى" متخذا من الإعجاز العلمي في القرآن الكريم محور بحث مستمر و مصدر إبداع تشكيلي جديد لا يعتبره فنا تجريديا أو عزوفا إلى ما وراء الطبيعة و إنما اختزال للمكوّنات الأولى للحياة. الفنان جعل من تناغم خيوط "الإيتان" الرصاصية قصصا تعبيرية عن العلاقات الإنسانية في أبهى صورها يميّزها التعانق و التحابب و العاكسة لجمال الروح، العواطف و الأحاسيس الجميلة و النبيلة و على رأسها الأمومة و المرأة التي تكاد تكون نقطة التقاء جميع لوحاته التي تبدو كسلسلة أفكار متواصلة تنطلق داخل رحم المرأة إلى غاية تشكل الإنسان و تنقل مراحل الحياة بطريقة لا تخلو من المتعة البصرية و الدعوة للتأمل و الرغبة في فهم كل الخطوط المفعمة بالإيحاءات خاصة تلك التي تحيط بالومضة النورانية الهادئة الظاهرة بجلاء في كل رسوماته المتميّزة. و قال الفنان للنصر ،على هامش المعرض، بأن الفن لا يتعارض مع الإيمان معلّقا"للأنبياء الوحي و لنا الإيحاء، معتبرا طريقته إيحاء بكل الكوامن النفسية التي تشّكل لب الذات الإنسانية ، مضيفا بأنها أيضا أي "طريقته المنوية، دعوة صريحة إلى المساهمة في إلغاء هيمنة المدارس و التيارات الغربية على الفن التشكيلي العالمي لربطها بين البعدين الروحي و الجمالي و ما شكلاه و يشكلانه حتى اليوم من دعامة أساسية في الفن العربي الإسلامي. ركز الفنان على ضرورة تغيير النظرة إلى الفن و التشجيع على دراسته لأهميته في غرس حب المعاني الجميلة متسائلا"هل سمعتم يوما أن فنانا التحق بالجبل أو ارتكب جريمة؟". للتذكير يستمر معرض الفنان متعدد المشارب و الاهتمامات حسن بوساحة ، صاحب الأصول الأوراسية، إلى غاية 15من الشهر الجاري.