أتوقع النجاح ل"كما تدين تدان" والجمهور الجزائري الأروع في العالم وأنت تحاور الفنان الجزائري الكبير جمال لعروسي، ستتأكد بأنك تحاور فنانا عالميا ملما بالموسيقى وبكافة الطبوع الموسيقية العالمية، حيث يمكن أن تطرح الأسئلة وتجد الإجابة بسهولة وانسيابية عجيبة، فنادرا ما تجد فنانا ملما بمجاله لهذه الدرجة ولا يتخذ الفن وسيلة للربح بل يعيشه كقصة حب وعشق متبادل لا تنتهي. "النصر" التقت به على هامش مروره في السهرة التاسعة من مهرجان جميلة وأجرت معه هذا الحوار الممتع. النصر: نرحب بك في مدينة سطيف، هل تشارك للمرة الأولى في مهرجان جميلة؟ جمال العروسي : نعم تعتبر هذه المرة الأولى التي أشارك فيها في مهرجان جميلة العربي بسطيف ، وأنا جد مسرور للدعوة. أشكر القائمين على ديوان الثقافة والإعلام لأنهم مكنوني أيضا من المشاركة في تظاهرة ليالي سيرتا بقسنطينة و سهرات الكازيف بالعاصمة هذه الصائفة ، مما جعلني ألتقي بجمهوري على مستوى هذه الولايات. كيف وجدت جمهورك الذي تابعك في السهرة؟ لقد كان يخالجني شعور هو مزيج من الفرح والقلق، خصوصا و أنها المرة الأولى التي ألتقي فيها بهذا الجمهور، لكن سرعان ما زال القلق مع تفاعل الجمهور مع ما قدمته من أغان، خصوصا أغنية "ياالجيلالي داوي حالي" التي كان يحفظها الجمهور عن ظهر قلب. كيف يختار جمال عروسي أغانيه؟ لدي العديد من الأغاني الجديدة التي أقوم بكتابتها وتلحينها و أتكفل حتى بعملية التوزيع الموسيقي لها ، و هناك أغنيات أنتقيها من التراث، مثل "لعميرة" أو "شايبي"، لأنها تعجبني أعتقد أنه في مهنة الموسيقى، يجب أن يقدم الفنان الأغنية التي يحسها و تعبر عن شخصيته. يجب أن يكون تلقائيا ولا يحاول أن يصطنع مشاعره ويؤدي ما يحبه. كيف تجد تفاعل وتجاوب الجمهور الجزائري مقارنة بجمهور بقية دول العالم ، خصوصا و أنك تجولت كثيرا؟ في العديد من الحوارات التي أجريها يتم طرح هذا السؤال، خصوصا أنني أقدم العديد من الحفلات خارج الوطن وللجالية الجزائرية بالخارج، وحتى للجمهور من جنسيات أجنبية لكنني أؤكد عبر جريدتكم بأن الجمهور الجزائري هو الجمهور الأعظم والأروع في العالم كله. قدمت العديد من العروض في عدد من الدول على غرار ماليزيا وروسيا وأمريكا والمكسيك، لكن الجمهور الجزائري حلوا وذواقا للفن و تعجبني أيضا صراحته وحماسه. فإذا لم يعجبه العرض يقوم من مكانه ويذهب، لذا تجد الفنان يقدم أفضل ما عنده. ماهو جديدك؟ قدمت أغنيتين منفردتين واحدة عنوانها "كما تدين تدان" التي تذاع حاليا عبر أمواج الإذاعة الجزائرية والتي لاقت نجاحا كبيرا وأتوقع لها المزيد من الشهرة، وأغنية قدمتها على شكل "ديو" مع الفنان بوطيبة الصغير، المشهور بأداء طابع الراي. كما أحضر بالموازاة مع ذلك عدة أغان من أجل إصدارها على شكل ألبوم غنائي أضم إليه الأغنيتين المذكورتين . قمت أيضا بتسجيل أغنية جنيريك فيلم فرنسي عنوانه رقم واحد "number one"، و أحضر ألبوما خاصا بأغنية الجاز. أصدرت جزءا منه فقط سنة 2009، و سأقوم بإكماله هذا العام.كما أحضر أغاني كثيرة جديدة من التراث و الشعبي، وذهبت في جولة فنية مع الفنان العالمي ستيفي واندرس، علما بأنني قمت بعمل معه وكانت التجربة رائعة. أحب القيام بعدة أعمال في وقت واحد، لكن من الأفضل أن نكمل مشاريعنا في الوقت المناسب. يرى الجمهور المتتبع لك بأنك تلجأ لاستخدام الآلات التقليدية وإقحامها مع الآلات الحديثة، كيف تقوم بهذا المزج بين التراث والحداثة؟ نعم أقوم بهذا المزج، لأن بالآلات الموسيقية التقليدية نستطيع إمتاع الجمهور. أحاول في كل مرة القيام بمزج مختلف الطبوع الموسيقية التي أتعلمها والتي تعجبني، لذا من الضروري أن أقحم الآلات التقليدية الخاصة بتراثنا الجزائري، لكن من الضروري أن يكون هذا المزج مدروسا ومنسجما . ليس المزج من أجل المزج، بل من أجل إضفاء طابع موسيقي جديد عندما أحس بأن تلك الآلة تتناسب مع ذلك الطابع الموسيقي،و أحاول أن أكون طبيعيا. ماهو الطابع الموسيقي الأقرب لقلبك والذي تحبذه؟ من الموسيقى العالمية أحبذ كثيرا موسيقى الجاز، وأحب كثيرا الموسيقى البرازيلية والموسيقى الكوبية التي تنتمي للطابع الشعبي.حسب رأيي فإن الموسيقى البرازيلية من الممكن أن نقحم فيها الموسيقى المصرية،فهناك طبوع موسيقية قابلة للمزج مع بعضها البعض.عموما أنا أحب كل طبوع الموسيقى العالمية وتجدني أنتقي المقطع الموسيقى الذي يعجبني ويطربني و عندما أستيقظ في صباح اليوم الموالي تجدني أغني ذلك المقطع الذي يدخل قلبي مباشرة و أقوم بتجسيده في الموسيقى التي أقدمها ممزوجا ببعض المقاطع التي أقوم بتأليفها. هل يمكنك ان تذكر لقراء النصر حادثة وقعت لك وبقيت تتذكرها حصريا ؟ سأبقى أتذكر هذه الحادثة التي وقعت لي ولن أنساها ما حييت . في إحدى الحفلات التي أحييتها بإسبانيا، كنت أؤدي أغنية الشهاب الساطع l'étoile filante "'" وفي الوقت الذي رفع الجمهور رأسه للسماء مر شهاب على المكان الذي كنت أغني فيه، فبقيت هذه الحادثة العجيبة راسخة في ذهني ، خصوصا و أن الظلام كان يسود المكان الكائن بين الجبال والغابات . كما أن غنائي مع ستيفي واندرس سيبقى محفورا في ذاكرتي لأنني كنت أراه حلما بعيد المنال، إضافة إلى عملي مع كوينسي جونس الذي عمل من قبل مع مايكل جاكسون. المهم أن هذه التجارب بقيت محفورة في ذاكرتي. كلمة أخيرة. أشكركم كثيرا على الحوار الذي قمت به معي، وأوجه نصيحتي للموسيقيين والفنانين الشبان بأن يدرسوا الموسيقى، لأن الدراسة أمر جيد، خصوصا أن أول كلمة نزلت من القرآن هي "إقرأ "لذا فالدراسة تساعد جيدا فتأليف الأغاني والموسيقى مثلا يكون يسيرا عندما يكون التكوين جيدا في مجالنا.