تم منذ أيام بناء مسجد بالوحدة الجوارية رقم19 بالمدينة الجديدة علي منجلي بقسنطينة بطريقة فوضوية من طرف مجموعة من السكان يبررون الأمر بضيق المصلى المكون من البناء الجاهز وعدم استيعابه للأعداد الكبيرة للمصلين بالمجمع السكني. البناية مكونة من مادة الطوبة وقد تم اختيار مكان يتوسط العمارات يشبه الهضبة لبنائها، حيث اعتقدنا في البداية أن الأمر يتعلق بكوخ مستعمل لغرض تجاري، مثلما هو شائع بالمدينة الجديدة تحت مبرر نقص المحلات، لكن وعند اقترابنا لاحظنا وجود عبارة في واجهة البناية تدل على أن الأمر يتعلق بمسجد، وقد كان واضحا جدا أن الأمر لا يتعلق بمسجد مرخص لعدة اعتبارات أهمها، أن البناية صغيرة وموقعها غير مدروس، كما لا توجد لوحة تدل على رقم الرخصة و نوعية المشروع مثلما، هو معمول به في ورشات المساجد، ولم يخف عدد من الشباب وجدناهم بالموقع أنهم بصدد بناء مسجد بل إنهم أطلقوا عليه تسمية الشيخ الحسين التي كتبت بالطباشير، وقالوا أن ذلك تم تطوعا وبجمع تبرعات من السكان لتأمين مكان ملائم يستخدمه المرحلون من حي سركينة للصلاة، ولاحظنا داخل المكان أنه يجري بناء محراب أي أن المكان لن يستعمل مؤقتا ولم يكن مقررا إنجاز مجرد مصلي بل هو مسجد حتى وإن كانت المساحة صغيرة جدا. المواطنون أكدوا أن قاعة الصلاة من البناء الجاهز التي تم وضعها بالحي صغيرة وهي تخص جهة معينة من الوحدة الجوارية المقسمة إلى ثلاثة أجزاء، ما دفعهم للتفكير في تقديم البديل. مندوب القطاع الحضري أكد أن البناية أنجزت في ظرف قياسي نهاية الأسبوع وأنه قد وجه بشأنها تقريرا لرئيس البلدية لإصدار قرار هدم. العملية تعد سابقة بالمدينة الجديدة كونها تتعلق بمسجد، لأنه ورغم افتقار معظم الوحدات الجوارية لمساجد كان السكان يصلون في مساحات مجاورة للعمارات، وهي ظاهرة حذر منها المجلس الشعبي الولائي في دورته الأخيرة وطالب بتسوية جذرية لمشكل أماكن العبادة تخوفا من استغلال الفراغ لأغراض أخرى. وكانت مديرية الشؤون الدينية بقسنطينة قد سرعت في إجراءات مشروع غير مسبوق يتمثل في بناء أربعة مساجد متنقلة وهي فكرة أثارت جدلا بين المنتخبين لكن هناك من رحبوا بها و اعتبروها بديلا عن الفوضى الحاصلة في علي منجلي وما قد يترتب عنها من إنزلاقات سياسية وأمنية. وتعرف علي منجلي إثر عمليات الترحيل المكثفة التي جرت في السنة الأخيرة ظاهرة انتشار أكواخ تستعمل لأغراض تجارية مع بناء أكواخ قصديرية داخل محلات شاغرة تابعة لديوان الترقية والتسيير العقاري ما أدى إلى تشويه النسق العمراني وأدخل المدينة في فوضى كبيرة، ومن المقرر أن تتم إزالة تلك الأكواخ بعد فتح الأسواق الجوارية الجاري إنجازها. نرجس/ك / تصوير شريف قليب