عثرت على الحلقات الضائعة لأشهر الحكايات الشعبية الجزائرية لكن أرفض نشرها الآن قال المؤلف و الحكواتي المعروف صادق ماحي مسلم بأن بحوزته الكثير من القصص الشعبية المؤلفة بعد بحث معمق في التراث الشعبي المحلي استغرق سنوات طويلة و رحلات عديدة عبر مختلف مناطق الوطن، لكنها لازالت حبيسة الأدراج لأنه لم يجد بعد دار نشر تحفظ حقوقه المادية و المعنوية، مما اضطره للتريث و انتظار فرصة لنشرها بالخارج مثلما فعل مع أعماله الثلاثة السابقة الصادرة عن مجموعة هارماتون للنشر بفرنسا. و ذكر الفنان في اتصال بالنصر بأنه تمكن من جمع الكثير من التراث الشفاهي المحلي المميّز الذي لا زالت قلة قليلة جدا من الشيوخ تتداوله، مما يهدّده بالاندثار مثلما قال آسرا بأنه تمكن من إيجاد الحلقات المفقودة لعدد معتبر من القصص الشعبية التي لا زال البعض يتذكر منها بعض الأقوال الشعبية أو الأبيات الشعرية أو مجرّد فصل من فصول القصة. و من القصص التي نجح في جمعها قصة طائر الخير "مولا مولا" الذي يتبرّك به سكان الجنوب و أهل تمنراست الذين يعتبرونه فأل خير و حارسهم في أسفارهم البرّية، مضيفا بأن القصة فيها من الأحداث التاريخية التي تعود إلى عهد تنهنان، بالإضافة إلى قصة "هاتو بن هاتو" و غيرها من الحكايات الشيّقة التي كانت محل بحث معمق، مشبها مهمته بلعبة"بازل"تركيب القطع المفقودة لإتمام لوحة جميلة، مؤكدا بأنه يعتمد على الحكواتيين البسطاء من عامة الناس لجمع أكبر عدد ممكن من التراث الشفاهي المبعثر حسبه. و تحدث الحكواتي المحترف الذي شارك في العديد من مهرجانات الحكاية و القصة بالعالم ومثّل الجزائر في الكثير من التظاهرات الخاصة بالحكاية و التراث الشعبي داخل و خارج الوطن، عن ارتباط الحكاية اليوم بفئة الأطفال معلّقا بنبرة استياء بأن فن الحكاية منذ القدم لم يرتبط بفئة عمرية معيّنة، لكن البعض يحاولون خطأ جعله مقتصرا على فئة البراءة، مسترسلا بأن لديه جمهور واسع بكل ربوع الوطن و من فئات عمرية مختلفة "هناك من المعجبين بحكاياتي و طريقة سردي من يزيد عمرهم عن الثمانين سنة". و قال الحكواتي مسلم صديق ماحي الذي ينشط حصتين بإذاعتين بمرسيليا الفرنسية الأولى براديو " غزال" تحمل عنوان "واش قالت ناس زمان"، و الثانية براديو "سولاي"ببرنامج "حكاية لآية" الذي قال عنه بأنه يشبه فكرة "ألف ليلة و ليلة"غير أن عملية السرد هذه المرة تختلف لأن الراوي رجل و المتلقية إمرأة عكس حكايات شهرزاد لشهريار. و قال ابن مدينة سيدي بلعباس بأنه ضد اعتبار فن الحكاية و التراث الشعبي مجرّد إرث بسيط يحتفل به على طريقة الفلكلور و منحه حقه من البحث و التدوين. و عن تأخر إصدار مؤلفات جديدة له قال مسلم صديق ماحي بأنه لم يجد حتى الساعة دار نشر تحفظ له حقوقه المادية و المعنوية ، لذا فقد فضل التريّث إلى غاية حصوله على فرصة مناسبة كتلك التي حصل عليها من قبل بفرنسا عند نشره أعماله الثلاثة السابقة"حجرة القمرة " ،" بنادم لي كان يشوف الليل " و" مراية الما" والتي تقاسما تأليفها مع الكاتب الفرنسي دانييل لودوك.