الناخب الوطني وحيد حليلوزيتش يعترف

90 بالمئة من اللاعبين غير جاهزين ولدي ثلاث خطط للإطاحة ببوركينا فاسو
نشط صبيحة أمس الناخب الوطني وحيد حليلوزيتش ندوة صحفية بقاعة المحاضرات التابعة لمركب محمد بوضياف بحضور جمع غفير جدا من رجال الإعلام، حيث تطرق المسؤول الأول عن العارضة الفنية الوطنية إلى شتى المواضيع المتعلقة بموقعة الثلاثاء القادم، أين صرح بأنه جد متحمس لقيادة الخضر إلى المونديال القادم. والبداية كانت بوقوفه على الحالة المعنوية التي يتواجد عليها المنتخب الوطني، مرورا بمباراة الذهاب في واغادوغو، وصولا إلى خياراته الفنية وتحضيراته لهذه المباراة المفصلية التي شدت أنفاس جميع الجزائريين، قبل أيام معدودات عن إجرائها، وقال بخصوصها أنه لم يسبق له وأن تحلى بمثل هذه الرغبة في الفوز.
سلال طلب مني الفوز بثلاثية نظيفة
في مستهل حديثه بخصوص مباراة الثلاثاء المقبل، كشف بأن موقف السلطات العليا للبلاد عاملا آخر محفزا للتشبت بحلم المونديال، مضيفا بأن الزيارة التي قام بها الوزير الأول عبد المالك سلال يوم الخميس للمنتخب الوطني في مكان إقامة تربصه التحضيري بمركز سيدي موسى كان له الأثر الإيجابي عليه وعلى اللاعبين، وفيما اعترف حليلوزيتش :" كل هذه التعبئة حول الفريق الوطني تحفزنا أكثر فالرسالة التي بعث لنا بها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة عبر وزيره الأول ولدت في نفسي شعورا رائعا" ، وأضاف بأن الوزير الأول عبد المالك سلال طلب منه أن يحقق الانتصار بثلاثية نظيفة،: "وزيركم الأول طلب مني الفوز بنتيجة ثلاثة أهداف لصفر".
وفي محاولة منه لإزالة الضغط عن نفسه وعن لاعبيه، عشية موعد هام ومصيري لم يتوان الكوتش وحيد في الرد عن سؤال يتعلق بالحالة النفسية التي يتواجد عليها، بالقول : " أنا أستمتع للشاب خالد وأرقص على أنغامه".
أعمل أكثر مما أتكلم ولم أكن قلقا من قبل مثل هذه المرة
وواصل الحديث عن شخصه قائلا: "أنا مدرب أعمل أكثر مما أتكلم"، وأضاف ّ:" سأبذل كل ما بوسعي لتحقيق التأهل، لأنه صراحة لا يمكن تضييع مثل فرصة الذهاب إلى المونديال "، وبلهجة فيها الكثير من الثقة بالنفس استطرد "كوتش وحيد" بأنه رجل يعشق العمل تحت الضغط، رغم اعترافه : "لم أكن محظوظا أبدا مع المنتخبات التي أشرفت عليها"، وأضاف: "لم أكن قلقا من قبل مثلما هو عليه الحال قبل لقاء العودة أمام بوركينافاسو". معتبرا أن منتخبنا يشكل المجموعة الأكثر تعقيدا في مشواره المهني، رافضا بالمناسبة الخوض في التفاصيل، لأن ذلك سيؤدي إلى خلق بلبلة وسط المجموعة ويثير جدلا طويلا.
لست مدربا محظوظا ولم يسبق للجماهير أن أهانتني
وفي ذات السياق استهجن حليلوزيتش تصريحات ناخب وطني سابق لم يذكره بالاسم: " انتقاد ناخب وطي سابق لاعبين قبل لقاء الذهاب يعد فضيحة، وهو لم ينتقدني أنا شخصيا"، وهنا فتح قوسا ليؤكد بأنه غير محظوظ مع الفرق التي أشرف عليها، كما اعترف بأنه لم يسبق له طيلة مشواره التدريبي وأن اهتم بمباراة كما يحدث له قبل لقاء بوركينا، مضيفا بأن الحظ يبتسم لمن يستحقه، كما قال بخصوص وضع منتخبنا :" عندما أتيت 80 بالمائة من المحترفين لم يكونوا يشاركون مع أنديتهم، وقد أرسلت رسائل قصيرة وإيمايلات من أجل تحفيز اللاعبين"،
وذهب حليلوزيتش بعيدا في تصريحاته، عندما قال أيضا: "منذ 29 شهرا من مجيئي، لم يسبق أن تعرضت لإهانات من طرف الجماهير، بل تعرضت لها من طرف لاعبين ومدربين سابقين والصحافيين فقط"، وأضاف: "لم يسبق لي أن انتقدت لاعبا علنا".
عدم حصول الخضر على ضربة جزاء طيلة سنتين أمر فيه "إن"
وبعد أن ذكر حليلوزيتش بالرغبة الجامحة التي تحذوه في كسب الرهان: " لم أشعر قط بمثل هذه الرغبة الجامحة في الفوز، فالرهان يبعث على الحماس بالتأكيد " عاد إلى مباراة الذهاب فتحدث عن التحكيم السيئ الذي تسبب في الخسارة بمنحه ضربة جزاء خيالية:" لم أتجرع خسارة لقاء الذهاب بواغادوغو ، صدقوني أنني كنت أجد بصعوبة السبيل إلى النوم طيلة الأسبوع الذي تلى المباراة، فالظلم الذي راح ضحيته فريقي من قبل الحكم هو الذي أثار ثائرتي". وقال بالحرف الواحد :" هناك من حدد نتيجة لقاء الذهاب".
واستغرب حليلوزيتش عدم منح الخضر أي ضربة جزاء خلال مباريات التصفيات في عامين كاملين، حيث لم يستفد المنتخب الوطني من ذلك سوى في لقاء كوت ديفوار خلال كأس أمم إفريقيا 2013، مشككا في بعض الأمور التي تحاك في الخفاء: "عندما لا تتحصل على ضربة جزاء طوال عامين، فإن هناك أمرا "
أول مرة أوظف لاعبين لا يشاركون ولا أتذكر آخر مباراة لعبها مبولحي
وبعدما أشاد بالمنافس بقوله :" منتخب بوركينافاسو يتم بناؤه منذ مدة، فعندما كنت على رأس العارضة الفنية لمنتخب كوت ديفوار، كانت لديه نفس التشكيلة، إنه منتخب صعب ومنضبط"، عرج حليلوزيتش على لاعبي منتخبنا الذين يمر جلهم بظروف استثنائية:" هذه المرة الأولى التي أوظف فيها لاعبين لا يشاركون، لا أعرف حتى آخر مرة شارك فيها مبولحي مع ناديه"، وأضاف:" أكبر هاجس يؤرقني أن 90 بالمائة لا يشاركون بانتظام مع أنديتهم ، لكن مع ذلك أملك معطيات لا تملكونها أنتم"، وختم بخصوص وضعية حارس سيسكا صوفيا البلغاري:" صحيح أنني قلق، حتى كاسياس يعاني من نفس المشكل وأنا لم أقرر بعد".
لدي خطتين وثالثة إذا كان هناك أي خطر
وكشف التقني البوسني أنه أعد ثلاث استراتيجيات مناسبة لمواجهة منتخب بوركينافاسو، حيث أنه حدد في رأسه بنسبة كبيرة التشكيل الأساسي الذي سيواجه الخيول البوركينابية رافضا الكشف عنه، مضيفا أنه أعد للمواجهة ثلاث خطط سيتم الاعتماد على أفضلها حسب معطيات المباراة على حد تعبيره، وأضاف : "الضغط سيكون علينا، يجب أن نكون هادئين لأنه من المرجح أن نلعب على الجزئيات الصغيرة، جميع اللاعبين يقولون لي بأنهم جاهزين ولكنني أنا من سيختار بعد حديثي معهم"، وقال حول المنهجية التكتيكية التي سينتهجها: "لدي خطتين وأخرى ثالثة إذا كان هناك أي خطر".
الانضباط الدفاعي مفتاح الانتصار وأنتظر دعم الأنصار
بعدها عرج الناخب الوطني على الأمور الجدية، حيث بدا مقتنعا بأن منتخبنا وبفضل خط هجومه الذي كثيرا ما سجل على الأقل هدفين في كل لقاء ،سيعرف كيف يتدارك نتيجة لقاء الذهاب، غير أنه بالمقابل أبدى تخوفه من الخط الخلفي، حيث كشف بأن مفتاح الفوز هذا الثلاثاء يتمثل في الانضباط على مستوى خط الدفاع، حيث طالب اللاعبين بالتركيز والانضباط دفاعيا، خاصة كما قال وأن منتخبنا تلقى هدفين ساذجين وعلى هذا المستوى لا يمكن ارتكاب مثل هذه الهفوات". وهنا حث الناخب الوطني رفقاء بوقرة على تحمل مسؤولياتهم والشعور بالمسؤولية التي تنتظرهم يوم المباراة، قائلا إنه يحاول عقب كل حصة تدريبية الحديث مع اللاعبين لتحسيسهم بالمسؤولية وضرورة تحملها بدلا من ترك المدرب يتحملها لوحده. كما طالب من الجماهير التي ستكون حاضرة بمدرجات ملعب تشاكر المساندة ودعم المنتخب طيلة فترات اللقاء، مع التحلي بالروح الرياضية وعدم التشويش خلال عزف النشيد الرسمي لبوركينافاسو. واستطرد حليلوزيتش: "أملك مشوارا مقبولا، لكن في حال التأهل إلى المونديال، سيكون أجمل أمر بالنسبة لي"، وأضاف: "أنا محفز مثلما لم يسبق لي، لأنني أحس بأننا سنحقق أمرا نستحقه". وهنا شدد الكوتش على ضرورة عدم الوقوع في فخ استفزازات المنافس، لأن ذلك قد يخرج لاعبينا من المباراة، كما رفض استصغار المنافس وأكد أنه منتخب منظم ويجيد اللعب خارج الديار، وقال أن المنتخب البوركينابي منظم، ومحارب وليس منتخبا صغيرا، مؤكدا أن مثل هذه المقابلات تلعب على تفاصيل صغيرة.
قد تكون هذه آخر مرة أراكم فيها
وفي ختام الندوة لمح حليلوزيتش إلى إمكانية رحيله عن العارضة الفنية للمنتخب الوطني مباشرة بعد نهاية لقاء بوركينافاسو، من خلال بعض الكلمات التي وجهها للصحفيين الحاضرين، حيث قال: ''أنا لطيف معكم اليوم لأنها قد تكون آخر مرة أراكم فيها"، وهي إشارة إلى إمكانية الفشل في كسب الرهان، وهو الذي يملك عقدا ينص أبرز بند فيه على ضرورة تأهيل الخضر إلى المونديال، كما قال :" صراحة لا أفكر حاليا في مستقبلي مع الخضر، لأنني ببساطة منشغل بتحضير لقاء الثلاثاء، والأكيد أنني لن أدخر جهدا لتحقيق حلم التأهل إلى المونديال، كوني أحظى بثقة الجميع بداية برئيس الجمهورية الذي بعث لنا برسالة عبر الوزير الأول".
نورالدين - ت
قال أنه فضل جبور على عودية لخيارات فنية
حليلوزيتش: لم يسبق لأحد أن فرض علي خياراته
قطع الناخب الوطني صبيحة أمس الطريق أمام جميع النقاد والملاحظين الذين أسهبوا في الأيام الأخيرة في الحديث عن التشكيلة المثالية، التي باستطاعتها تجسيد حلم التأهل إلى مونديال البرازيل، وكذا اللاعبين الذين يراهم البعض نجوما فوق العادة، فأكد بأن رجل يفضل الموت بمبادئه على العيش بمبادئ الآخرين.
حليلوزيتش قال بالحرف الواحد: " لا أحد بإمكانه طلب اللعب أساسيا في المنتخب، فلم يسبق لأحد أن فرض علي خيارا معينا سواء كان مسيرا أو لاعبا أو مناصرا، وحتى ابني لا يمكنه أن يؤثر في خياراتي التي أقوم بها عن قناعة تامة".
وأول من خصه الكوتش بالحديث نجم إنتر ميلان إسحاق بلفوضيل الذي قال بشأنه :" بلفوضيل ليس بالضرورة مكملا لبقية اللاعبين"، وتابع الناخب الوطني حول خياراته المثيرة للجدل ومنها اعتماده الدائم على جمال الدين مصباح في الرواق الأيسر: "معاييري هي الخبرة، مثلا غلام لم يسبق له اللعب في إفريقيا، حقيقة هو بدأ يلعب بانتظام في المدة الأخيرة، ومصباح لا يشارك، وتسألوني لماذا يشارك هذا الأخير، وإجابتي هي أن لي أسبابي التي لا يمكنني الإفصاح عنها، فهناك بعض التفاصيل التي أفضل الحفاظ بها لنفسي"، وأضاف: " مصباح لاعب محارب ويتمتع بخبرة إفريقية من خلال لعبه 18 مباراة" وفي ذات السياق أكد:" لا يوجد أي لاعب جاهز بنسبة 100 بالمائة، كما أن هناك لاعبين ليسوا فنيين لكنهم يفيدون المنتخب".
وفي شكل تقييم لواقع اللاعب الجزائري قال:" في الجزائر كلما كانت للاعب الموهبة، كلما عزف عن العمل، ورغم أن هذا التشخيص مؤلم إلا أنها الحقيقة، فالموهبة بدون عمل عبارة عن عصفور دون جناحين".وبخصوص الموهبة الكروية عبد المؤمن جابو قال حليلوزيتش:" جابو سوف ينتهي به المطاف في فريق صغير في وقت هو قادر على الذهاب بعيدا في مشواره"، وشرح أسباب استدعائه رفيق جبور: ''اخترت جبور لأنه يملك نفس مواصفات غيلاس، أما بخصوص عودية فأنا أعشق هذا اللاعب لكن إبعاده كان خيارا فنيا بحتا".
وختم حديثه بالتأكيد على أنه يحب لاعبيه كثيرا، وأنه يتابع بلعمري وشافعي وفرحات:" لكن جلبهم في هذا اللقاء سيكون بمثابة الهدية المسمومة".