قصر النّعجة .. قرية محرومة من أدنى المرافق يشتكي سكان قرية قصر النعجة التابعة لبلدية زيغود يوسف بقسنطينة، من نقص فادح في التهيئة و من أزمة عطش لا تزال تلازمهم منذ عقود، كما يعيش شبابها بطالة خانقة وسط انعدام كلي لمرافق التسلية و أبسط الخدمات. و يلفت انتباهه من يدخل قرية قصر النعجة تردي حالة مسالكها و انعدام الأرصفة، ما يوحي بأن المنطقة لم تستفد من أية عملية تهيئة منذ عدة سنوات، كما أن الطريق الوحيد الذي تم تعبيده امتلأ بالأوحال بمجرد تساقط الأمطار و ظهرت به الكثير من الحفر. و خلال حديثنا مع بعض الشباب ،الذين اتخذوا من حائط صغير مكانا للجلوس وسط حجارة و ردوم مترامية في جميع الاتجاهات، أكدوا أن قريتهم تعزل تماما كلما تهاطلت الثلوج أو تساقطت الأمطار بغزارة، متحدثين عن غياب كلي للإنارة العمومية و لشبكات الهاتف الثابت و الاتصالات اللاسلكية، إلى درجة أن الكثير منهم لا يعرف الأنترنت، كما أن الجرائد لا تصلهم و يضطرون للذهاب إلى مقر البلدية ،التي تبعد عنهم بحوالي 7 كيلومترات من أجل الحصول عليها. شباب قصر النعجة ،الذين يتخبط أغلبهم في بطالة خانقة، يقضون يومهم في الجلوس قرب الجدران و اللعب بأحجار "الخربقة" بسبب غياب مرافق الترفيه و التسلية، و ذكروا أن قريتهم لا تتوفر حتى على ملعب كرة قدم صغير، و علق أحدهم بالقول "نحن خارج مجال التغطية". كما أكدوا بأن الفرع البلدي المنجز منذ عدة سنوات، لا يزال مهملا و لم يُستغل منذ عدة سنوات لأسباب غير معروفة، زيادة على ما يعانونه من انعدام سوق بقريتهم و ندرة المواد الاستهلاكية الأساسية كالحليب و الخبز، في وقت يشتكي التلاميذ من غياب النقل المدرسي و اضطرارهم للتنقل سيرا على الأقدام رغم المخاطر التي تتهددهم. و ما زاد من معاناة سكان هذه القرية هو أزمة العطش التي تحولت إلى كابوس أرق حياتهم، بحيث لا يزال هؤلاء يلجأون إلى شراء المياه بسعر يفوق غالبا ألف دينار مقابل 200 لتر، كما يضطرون للمخاطرة باستعمال مياه الينابيع رغم أن بعضها غير صالح للشرب و معرض للاختلاط بمياه الصرف الصحي، يأتي ذلك في وقت تشهد القرية انقطاعات مستمرة في التيار الكهربائي كلما تساقطت بضع قطرات من الأمطار، بينما تواجه الكثير من العائلات خطرا محدقا بسبب الربط غير الشرعي للكابلات. و لقد نقلنا انشغالات سكان قصر النعجة إلى رئيس دائرة زيغود يوسف، الذي أكد بأنه قد تم تسجيل عملية تهيئة عرفت عراقيل بسبب تخص الملكية لدى بعض السكان الذين يرفضون، كما قال، إجراء أشغال على أراضيهم، مرجعا عدم استغلال الفرع البلدي إلى رفض مؤسسة البريد النشاط به لأسباب تتعلق بنقص المردودية و عذر أكد أن مصالحه لم تقبله، مضيفا بأنه قد تقرر إنجاز قاعة علاج جديدة بمبلغ يفوق مليار و 800 سنتيم، بينما حاولنا معرفة رأي رئيس البلية حول باقي الانشغالات لكن تعذر علينا ذلك.