الطريق الوطني 20 يتحول إلى فضاء مفتوح لبيع الزيتون بقالمة على طول الطريق الوطني 20 بقالمة من رأس العقبة إلى بوشقوف تمارس تجارة الخضر و الفواكه على مدار ساعات النهار ، سوق مفتوح ينافس كبرى الأسواق بالمدن و القرى و يجلب إليه مزيدا من الباحثين على خيرات طبيعية لم تدخل غرف التبريد و لم تطلها المبيدات ، تباع كما هي من الحقل أو الشجرة إلى حافة الطريق الوطني، أين توجد نقاط بيع محددة كل واحدة مختصة في بيع منتج طبيعي معين ، و تعد نقاط بيع الزيتون، ثمارا و عصيرا ،الأكثر استقطابا للزبائن من مستعملي الطريق الوطني 20 العابر لأقاليم الزيتون الشهيرة بقالمة. تنقلنا أمس إلى إحدى نقاط بيع الزيتون قرب بلدية عين أحساينية غرب قالمة ، على جانب الوطني 20 سيارات كثيرة متوقفة و حركة بيع نشيطة لثمار زيتون خضراء و أخرى بدأت تميل إلى اللونين البني و الأسود و اقتربت من نضج يحيلها إلى معاصر الزيت المنتشرة في كل مكان. و بالرغم من أن ثمار الزيتون مازالت لم تنضج بعد بقالمة غير أن موسم تجارة الزيتون على الطريق الوطني 20 بدأ مبكرا هذه السنة ، و عرفنا من شاب وجدناه يبيع كميات كبيرة من ثمار الشجرة المباركة أن المعروض ليس إنتاجا محليا ، لقد جلبوه من الغرب الجزائري أين تنضج ثروة الزيتون مبكرا مقارنة بإقليم ولاية قالمة أين تبلغ مرحلة النضج الكاملة نهاية جانفي من كل سنة. يقطعون مسافات طويلة بين الشرق و الغرب لنقل أطنان من حبات الزيتون و عرضها على الطرقات الكبرى بقالمة موطن الزيتون و إحدى كبرى الأقطاب الزراعية الهامة بالجزائر ، إنهم باعة الزيتون المنتشرون في كل مكان ، شباب لم يستسلموا للبطالة و اختاروا لطبيعة كمصدر للعيش يبيعون كل شيء ، من الطماطم و الفلفل و الدلاع و البطيخ في الصيف و الخريف إلى الخرشف و ثمار الضرو و الزيتون في الشتاء ، تجارتهم لا تتوقف أبدا هم في نشاط دائم على مدار السنة. يقول الشاب (خ.ب) و هو يزن كميات من حبات الزيتون لزبائن وصلوا للتو "هذه الكميات جلبناها من الغرب و نبيعها بأسعار مرتفعة قليلا بين 180 و 120 دينارا للكيلوغرام الواحد حسب النوعية و الكمية المطلوبة من الزبون ، نحن أيضا نواجه متاعب لإيصال المنتوج الجيد إلى هنا و عرضه للمستهلكين" . مضيفا "الزيتون المحلي لم ينضج بعد و ما نضج منه مصاب بمرض فطري و لا يمكن عرضه للبيع كثمار، ربما سيأخذونه إلى المعاصر و يحولونه إلى عصير، نحن هنا نبيع الثمار الجيدة فقط ، ثمار تصلح للمعالجة و تصبح جاهزة للأكل". و يرى بعض المقبلين على ثمار الزيتون بأن فوائدها الغذائية و الصحية كبيرة و لا يوجد منتج طبيعي ينافس حبات الزيتون و زيت الزيتون كما قالوا غير أنهم اشتكوا من الأسعار المرتفعة و تمنوا أن تنخفض و تصبح في متناول الجميع مادام هناك إقبالا متزايدا على المنتجات الطبيعية غير المعرضة للمبيدات الكيميائية المضرة. و ظلت ثروة الزيتون بقالمة عرضة للإهمال سنوات طويلة لكنها استرجعت مكانتها و صارت إحدى أم المنتجات الزراعية الإستراتيجية بعد ارتفاع الأسعار و تزايد الاستهلاك ، حيث بدأت مساحة الزيتون تتوسع و تجارته في ازدهار غير مسبوق. و مازالت عائلات قالمية كثيرة تحضر زيتون السلاطة و زيت الزيتون بطريقة تقليدية تعطيه مميزات غذائية مفيدة ، حيث يستعمل الماء و الملح لإعداد زيتون السلاطة بدلا من المحاليل الكيميائية و المياه و الطواحين الحجرية لاستخراج الزيت اللذيذ. و لا يوجد بيت بقالمة بلا زيت زيتون أو حبات خضراء تصلح لان تكون طبقا مميزا يقدم للضيوف في فصل الشتاء البارد، و زادت تجارة الزيتون على الطرقات من أهميته و جعلته منتجا طبيعيا في متناول الجميع.