سلال يلتقي اليوم وفدا عن أعيان غرداية تضاعف فعاليات سياسية ومدنية من جهودها من أجل نبذ الفتنة والتطرف في ولاية غرداية، والعمل من أجل إعادة الهدوء والسكينة إلى هذه المنطقة، وإنهاء مسلسل الاضطرابات التي انفجرت قبل أيام بها، وهذا مباشرة بعد الدعوة التي وجهها رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة في آخر اجتماع لمجلس الوزراء قبل ثلاثة أيام والتي طالب فيها بترجيح قيم التسامح والحوار بين سكان المنطقة. قال مصدر مطلع، أن الوزير الأول عبد المالك سلال سيلتقي اليوم بالعاصمة وفدا عن أعيان ولاية غرداية لبحث أفضل السبل لإنهاء العنف والاضطرابات التي تعرفها هذه الولاية منذ أيام. ونقل ذات المصدر أن هذا اللقاء يأتي وفقا لتوجيهات رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة الذي يتابع هذا الملف عن كثب، حيث سيستمع الوزير الأول لكل انشغالات أعيان المنطقة ولأرائهم حول أفضل الطرق لإعادة الهدوء للمدينة، وقد لعب الأعيان في هذا الشأن دورا محوريا في إعادة السكينة للمدينة في الأيام الأخيرة. ومعلوم أن الحكومة تحضر للإعلان عن مبادرة لوقف العنف والاضطرابات في ولاية غرداية في الأيام القليلة المقبلة، كما سبق وأن أعلن عن ذلك وزير الاتصال عبد القادر مساهل نهاية الأسبوع الماضي خلال الندوة الصحفية الشهرية المشتركة مع وزير الشؤون الخارجية، حيث قال أن الحكومة ستعلن قريبا عن مبادرة للعودة بالوضع في هذه الولاية إلى حالته الطبيعية وإنهاء كل أشكال الاضطراب هناك. كما أعلنت جبهة القوى الاشتراكية في بيان مقتضب لها أمس، أن وفد اللجنة البرلمانية للحزب الذي تنقل قبل أيام إلى ولاية غرداية استقبل أول أمس من طرف الوزير الأول عبد المالك سلال لذات الغرض، ويقود هذا الوفد رئيس الكتلة البرلمانية للحزب بالمجلس الشعبي الوطني شافع بوعيش، ولم يذكر بيان الأفافاس فحوى ما جرى بينه وبين الوزير الأول في هذا الشأن. وتدخل هذه اللقاءات في إطار التشاور الذي يجريه الوزير الأول عبد المالك سلال مع مختلف الفعاليات السياسية والمدنية سواء في ولاية غرداية نفسها أو خارجها لتكوين نظرة شاملة عن الأحداث هناك، والأخذ بعين الاعتبار مختلف الآراء والحلول المقترحة لإنهاء الفوضى التي تعرفها المدينة،قبل الإعلان عن مبادرته في هذا الشأن، ومن المحتمل أن يتنقل سلال في الأيام المقبلة إلى غرداية للإعلان عن المبادرة سالفة الذكر. وفي هذا الصدد يجدر التذكير أن مجلس أعيان عشائر وادي ميزاب، كان قد دعا قبل يومين إلى فتح تحقيق في الأحداث التي عاشتها الولاية في الأيام الأخيرة. وقال المجلس في بيان له نقلته وكالة الأنباء الجزائرية " أن ما شهدته هذه الأحداث الخطيرة من تجاوزات، لا يجب أن يستغل لضرب استقرار الوطن والنيل من مصداقية مؤسسات الدولة، كما لا يجب التهاون في التحري النزيه وتعميق التحقيق بشأنها، وكشف مرتكبيها، ومحاسبتهم بشدة، انتصارا لمبادئ الجمهورية وترسيخا لقيم المواطنة وفضائل المساواة أمام القانون". وحيا المجلس في بيانه كل الجهود المبذولة من أعلى السلطات السياسية في البلاد من اجل بسط الاستقرار والوئام، وطي صفحة المأساة الوطنية، مؤكدا قناعة أعيان منطقة وادي ميزاب بأن الجزائر ليست بحاجة للمزيد من الدم والدموع. كما أعلن أمس أيضا بولاية غرداية عن ميلاد هيئة شعبية جديدة أطلقت على نفسها " لجنة التنسيق والمتابعة" وقالت الهيئة الجديدة في بيان لها تحصلت "النصر" على نسخة منه أنه "أمام الوضع المتدهور الذي عاشته مدينة غرداية، تم إنشاء خلية التنسيق والمتابعة المنبثقة من القاعدة الشعبية ومن الهيئات الفاعلة في المجتمع لتكون ممثلة لهم لدى الهيئات العرفية والرسمية".