الحكومة ستتدخل لمعالجة مطالب النقابات أكد أمس المستشار الإعلامي لوزير التربية الوطنية فيصل حفاف، أن الحكومة ستتدخل لمعالجة مطالب نقابات التربية التي دخلت في إضراب مفتوح يتواصل لأسبوعه الثالث. وقال حفاف في تصريح للنصر، أن تدخل الحكومة سيكون في الأيام القادمة وذلك بمشاركة ثلاث أو أربع وزارات لها علاقة بمطالب المضربين دون أن يقدم المتحدث توضيحات أخرى حول الموضوع. ويأتي إعلان تدخل الحكومة بعد استمرار القبضة الحديدية بين وزارة التربية ونقابة التربية المضربة والمتمثلة في الإتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين"أنباف "، المجلس الوطني المستقل لأساتذة التعليم الثانوي والتقني الموسع "كنابيست " إلى جانب النقابة الوطنية المستقلة لأساتذة التعليم الثانوي "سنابيست "، كما يأتي هذا الإعلان بعد أزمة طال أمدها ومناشدات عديدة من طرف النقابات المذكورة للوزير الأول عبد المالك سلال من أجل التدخل بعد اتهامهم لوزير التربية بالفشل في معالجة مطالبهم، وفي نفس الوقت كانت جمعيات أولياء التلاميذ طالبت هي الأخرى بتدخل الوزير الأول لمعالجة أزمة الإضراب الذي أصبح يهدد التلاميذ بشبح السنة البيضاء بعد ثلاثة أسابيع بدون دراسة. وفي سياق متصل، أوضح المستشار الإعلامي لوزير التربية بأن الوزارة لن تتفاوض مع هذه النقابات المضربة إلا بعد توقيف الإضراب غير الشرعي والذي قضت المحكمة الإدارية بعدم شرعيته، مضيفا بأن وزارة التربية لن تتفاوض مع نقابات لا تحترم قرارات العدالة والسلطات. وأكد على أن أبواب الوزارة مفتوحة لهذه النقابات في نفس اليوم الذي تعلن فيه عن توقيف الإضراب. من جانب آخر، ذكرت مصادر أخرى بأن وزارة التربية بعثت مراسلات إلى مديريات التربية عبر كل ولايات الوطن لمباشرة عملية فصل الأساتذة المضربين ابتداء من اليوم تنفيذا لقرار العدالة الصادر الأسبوع الماضي عن الغرفة الإدارية والقاضي بعدم شرعية الإضراب، في حين أن نقابات التربية المضربة لا توجد لديها أية نية لوقف الإضراب بل تتجه نحو تصعيد أكثر. و ذكرت أمس مصادر مسؤولة بالكنابيست بأنه يتم التحضير لتنظيم مسيرات بالولايات تنتهي بعقد مسيرة بالعاصمة تنطلق من ملحقة الوزارة بالريسو إلى مقر وزارة التربية بالمرادية. وكان التنظيم النقابي المذكور عقد أمس جمعيات عامة ببعض الولايات لطرح الفكرة على الأساتذة قبل تحديد تاريخ المسيرات الولائية والمسيرة الوطنية، وفي السياق ذاته جدد منسق سنابيست مزيان مريان في اتصال بالنصر التأكيد على مواصلة الإضراب مستغربا تصريحات مسؤولي وزارة التربية التي أكدوا فيها على معالجة أغلب مطالب الأساتذة المضربين. وقال إذا كانت مطالب المضربين تم حلها فلماذا لا تستدعي الوزارة النقابات إلى طاولة الحوار وتبلغهم بهذه المطالب التي حلت، مشيرا في ذات السياق إلى مطلب إدماج الأساتذة الذي صرحت الوزارة بشأنه بأنه قد تم حله إلا أن نقابته لم تبلغ بذلك، ونفس الشيء بالنسبة لمنحة الجنوب التي قالت بشأنها الوزارة بأنه تم اعتمادها لكن حسب نفس المتحدث كل ما يقال هو مجرد كلام عام، مضيفا بأن الإجراءات التي اتخذتها الوزارة بإرسال الإعذرات للأساتذة المضربين لم تزدهم سوى عزيمة وإصرار على مواصلة الإضراب إلى غاية تلبية كل المطالب. وفي نفس السياق يقول مسعود بوديبة مسؤول الإعلام بنقابة الكنابيست في تصريح للنصر بأن تصريح المستشار الإعلامي الخاص بتدخل الحكومة لمعالجة مشكل الإضراب لا يمكن أن نبني عليه كون أن وزارة التربية تسير نحو تعفين الأوضاع أكثر و لا يوجد لديها تصور واضح لحل الأزمة وتجسيد الالتزامات في الحاضر، كما طالب نفس المتحدث بضرورة الانتقال إلى مرحلة التفاوض وتجسيد الالتزامات بصفة فعلية، وفيما يخص دعوة الوزارة النقابات المضربة إلى التوقف عن الإضراب ثم الدخول في مفاوضات على أساس أن الإضراب غير شرعي بقرار من العدالة، قال مسعود بوديبة بأنه كان يجب على الوزارة فتح الحوار قبل الوصول إلى الإضراب، مضيفا بأن الوزارة ليست هي من تأمرهم بوقف الإضراب وإنما يعود هذا القرار للأساتذة. وفي نفس الإطار استغرب رئيس الإتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين في بيان تحصلت النصر على نسخة منه أمس، سياسة الهروب إلى الأمام من طرف الوزارة و قال رئيس الإتحاد الصادق دزيري في نفس البيان، بأن مطالبهم مهنية اجتماعية وليست سياسية، كما انتقد موقف نقابة التربية التابعة للإتحاد العام للعمال الجزائريين التي كانوا ينتظرون منها حسب نفس البيان، الالتزام بالدفاع عن مطالب الأسرة التربوية من مبدأ أخلاقي غير أنها انحازت لوزارة التربية، كما انتقد رئيس الإتحاد في نفس البيان، موقف جمعيات أولياء التلاميذ من الإضراب الذين قال عنهم بأنهم يستغلون التلاميذ لأغراض سياسية، والظهور في الصالونات وعبر الشاشات، داعيا الأولياء إلى تفهم الوضع، موجها النداء إلى السلطات العليا للتدخل من أجل تجاوز أزمة الثقة بين وزارة التربية والمربيين