الجزائر تدعو الأفارقة إلى قطع الطريق أمام التدخل الأجنبي دعا أمس الوزير الأول عبد المالك سلال، إلى ضرورة الإسراع في إنشاء منظمة إفريقية للشرطة "أفريبول" من أجل تنسيق عمل أجهزة الشرطة في البلدان الإفريقية لمواجهة مختلف التحديات الأمنية وتعزيز الآليات الأمنية الإفريقية الرامية لقطع الطريق أمام التدخل الأجنبي في الشؤون الداخلية لبلدان القارة. وقال سلال في كلمته الافتتاحية للمؤتمر الإفريقي للمدراء والمفتشين العامين للشرطة، في فندق الأوراسي بالعاصمة، "لقد حان الوقت لتتكفل إفريقيا بمشاكلها دون اللجوء إلى الآخر" من خلال إنشاء مؤسسة للتنسيق بين المنظمات الأمنية ( الشرطية ) في إفريقيا واعتبر بأن هذا المسعى أصبح أكثر من ضرورة. وأبرز الوزير الأول بأن القارة الإفريقية تواجه العديد من المشاكل الأمنية كالجريمة العابرة للحدود والإرهاب إلى جانب التهريب بكل أنواعه لا سيما تهريب المخدرات، وكذا كل أشكال العنف الناجم – كما قال - عن التطورات السلبية للمجتمعات الإفريقية، وهو ما يستلزم تضافر الجهود وتنسيق العمل. وأكد سلال بأن الجزائر ستدعم و'' بقوة'' ، مشروع إنشاء منظمة افريقية للشرطة، '' أفريبول '' الذي قال انه سيتم مناقشته خلال اجتماع القادة الأفارقة في شهر جويلية المقبل بمالابو في غينيا الاستوائية، نظرا لأهميته الكبرى في هذا الظرف بالذات الذي تعيش فيه إفريقيا – كما أضاف – تطورات من نوع جديد. وقال '' لقد ترسخت الديمقراطية في إفريقيا، لكنها من غير الممكن أن تتحقق دون توفير الأمن. وحرص الوزير الاول بذات المناسبة إلى الإشارة إلى دعوته السابقة التي وجهها في الندوة 22 لرؤساء الدول والحكومات للاتحاد الإفريقي بإثيوبيا، نهاية شهر جانفي الفارط، والتي حث فيها على تفعيل '' القدرة الإفريقية للرد السريع على الأزمات، وهي الآلية الانتقالية التي بادر بها وقررها رؤساء الدول والحكومات في جانفي 2013، في انتظار وضع وتفعيل القوة الإفريقية الجاهزة المقرر لسنة 2015. ويشارك في أشغال المؤتمر الإفريقي للمدراء والمفتشين العامين للشرطة الذي انطلق صبيحة أمس ويدوم يومين ممثلون لأجهزة الشرطة من حوالي 40 دولة إلى جانب الاتحاد الإفريقي و"الإنتربول". وسيسمح هذا المؤتمر، الذي يأتي بمبادرة من المديرية العامة للأمن الوطني، بتعميق التشاور بين رؤساء الشرطة حول طرق ووسائل تعزيز تقارب في وجهات النظر والاستراتيجيات وبناء القدرات في مجالات التكوين واكتساب الخدمات السلمية، فيما يتعلق بالتحقيقات والخبرات وتبادل المعلومات و التجارب. كما يهدف هذا اللقاء، حسب بيان للمديرية العامة للأمن الوطني تلقت النصر نسخة منه، إلى إيجاد الرد الفعال للتحديات والتهديدات التي تواجهها المؤسسات الشرطية للدول الإفريقية خاصة في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للحدود والاتجار بالمخدرات والجريمة الالكترونية. وتمت الإشارة بالمناسبة في ذات البيان إلى أن هذه المبادرة، تأتي تنفيذا للتوصيات التي تم اعتمادها بالإجماع من طرف ممثلي أجهزة الشرطة الإفريقية خلال المؤتمر الإقليمي لمنظمة الأنتربول المنعقد بوهران في شهر سبتمبر2013 وكذا المحادثات التي جمعت بين رؤساء الشرطة الأفارقة خلال الدورة الثانية والثمانين للجمعية العامة لمنظمة '' أنتربول '' المنعقدة في نفس السنة بقرطاجنة، كولومبيا والتي شهدت مشاركة الشرطة الجزائرية بقيادة السيد اللواء المدير العام للأمن الوطني.