سكان التريعات يعانون العزلة وقلة مرافق الحياة لا يزال سكان بلدية التريعات الواقعة على مسافة 53 كلم غرب عاصمة ولاية عنابة، يعانون من غياب مشاريع تنموية حقيقية تخرجهم من العزلة والمعاناة التي لازمتهم لعشرات السنين، بقيت فيها المنطقة ذات الطابع الفلاحي، تنتظر تجسيد وعود السلطات المحلية لدفع عجلة التنمية، مع تفشي البطالة،الفقر،العزلة ، حيث أشار السكان إلى أن مراسلاتهم ونداءاتهم التي يطالبون فيها بتوفير أدنى شروط الحياة الكريمة لنحو 10 ألف نسمة لم تلق الإستجابة المرجوة. وأوضح عدد من السكان الذين التقت بهم النصر، بأن أهم الانشغالات التي ظلوا يرفعونها تتعلق أساسا بتدني الخدمات الصحية كون المنطقة لا تحتوي سوى على قاعة علاج وحيدة تفتقر للأجهزة والإمكانات، وكثيرا ما يضطر المرضى للتنقل لبلدية برحال والبوني لتلقي العلاج ولإجراء التحاليل والفحوصات اللازمة. وذكر لنا البعض أن الكثير من النسوة يلدن في طريق نقلهن للمستشفى المختص بالبوني أو مستشفى ابن رشد، معاناة السكان لا تتوقف عند هذا الحد، حيث يعد نقص التزود بالماء الشروب احد المشاكل الكبيرة التي يعاني منها منذ سنوات، حيث تبلغ الأزمة ذروتها في فصل الصيف والحر، لتبقى الآبار والوديان المنتشرة عبر إقليم البلدية الملاذ الوحيد بالنسبة لهم، حيث يصطفون أحيانا في طوابير طويلة للحصول على ما أمكن من مياه تكون في الغالب غير مراقبة من طرف المصالح المختصة. وبالموازاة مع ذلك أكد أحد أعضاء المجلس البلدي أن المعاناة مع الماء الشروب سببها اهتراء القناة، وأشغال الترميم التي تسجل من حين لآخر لم تكن كافية للقضاء نهائيا على معاناة سكان المنطقة، وأن الحل يكمن في تجديد كلي وشامل للقناة، ليضيف أن الطابع الريفي للبلدية انعكس بصورة مباشرة على مسيرتها التنموية، على اعتبار أن ضعف الميزانية حال دون برمجة العديد من المشاريع، مادام السكان يطالبون بتهيئة الحي. ورغم مجهودات بعض المنتخبين المحليين لرفع الغبن عن المنطقة التي عانت من ويلات سنوات الإرهاب الهمجي، وعودة أهالي المنطقة إلى البيوت التي كانوا قد هجروها مرغمين هروبا من الجماعات المسلحة، فإن لائحة المطالب اتسعت أكثر في المدة الأخيرة يضيف المتحدث، بحكم أن خدمة الأرض وتربية المواشي تبقى النشاطات الأبرز لجل السكان، لكنها لا تلبي رغبات الشباب المتخرج من المعاهد والجامعات . وقد أضاف ذات المصدر أنه يجري حاليا إنجاز عدة مشاريع تخص التهيئة، على مستوى أربعة تجمعات سكنية منها توسيع شبكة التطهير وإتمام انجاز الطرقات الداخلية بالبلدية على مساحة 500 م طول، إلى جانب تهيئة الأرصفة، كما تعكف البلدية على دراسة فك العزلة على بعض المناطق كمشاتي عميرات مسعود وبن سالم ميلود وبوشاشية على مسافة 2500 م مربع. أما عن مشكل السكن أشار ذات المتحدث إلى وجود حصة 340 سكن اجتماعي في طور الانجاز إلا أن هذا العدد لا يكفي حسبه أمام طالبي السكن والذي يفوق عددهم 1200 طلب على مستوى البلدية، في حين يعرف برنامج القضاء على السكن الهش بعض العراقيل خصوصا بمنطقة بن سالم ميلود.