الشيخ حمادة برصيد 500 أسطوانة شغل الدنيا في زمانه و طواه النسيان في زمن أبنائه يملك شيخ الأغنية البدوية الشيخ حمادة أزيد من 500 أسطوانة أغلب عناوينها محفوظة في مكتبة الإذاعة الجزائرية و بحاجة إلى إعادة بعثها في أقراص مضغوطة و نشرها على شبكة الانترنيت لتعميم الفائدة ،و حتى يتسنى لعشاق فنه الاستماع إلى منتوجه الذي يمتد إلى أزيد من 90 سنة و الحفاظ على التراث الفني الذي تزخر به الجزائر. استنادا إلى مصادر مطلعة فقد بلغ عدد الأسطوانات المسجلة للشيخ حمادة منذ سنة 1930 إلى غاية وفاته، 500 أسطوانة ذات 78 و45 لفة أغلب عناوينها مدوّن بخزانة الإذاعة الوطنية. وتعتبر أول أغنية مسجلة له "يا عودي اللّه"و أغنية «هذا جودي واجبة « باستديو بوليفيون بألمانيا ومنه ذاع صيت الفنان ابن منطقة أولاد الطواهرية بمستغانم في أوروبا وسط الجالية المغاربية وبعدد من دول العالم. لا تزال تحتفظ الإذاعة الوطنية بعدد معتبر من لفافات تقرأ بآلة «الماق « وفق ذات المصدر،و هي بحاجة إلى إعادة بعثها في أقراص مضغوطة وتوظيفها على شبكة الانترنيت لتعميم الفائدة و لكي يتسنى لعشاق فنه الاستمتاع بإبداعاته التي تمتد إلى أزيد من 90 سنة و الحفاظ على التراث الفني الذي تزخر به الجزائر أمام حركية ونشاط الفن الهابط الذي سمم الأذواق، يقول مصدرنا. من بين أهم الأغاني التي نالت شهرة وأعاد أداءها في عديد المناسبات كبار الفنانين و المطربين بالجزائر من أمثال الشيخ أمحمد العنقى أغنية "هاجو لفكار"، و"العيد الكبير"، و"يا لوشام"، و"بنات البهجة"، و"يابوي كيراني"، و«يوم الخميس واش أداني"وغيرها من الأغاني التي تعود للشاعر أو من التراث الجزائري، حيث غنى لأبرز شعراء تلك الفترة كمصطفى بن ابراهيم والخالدي وابن قانون وابن طبجي المستغانمي صاحب رائعة «عبد القادر يا بوعلام». تأثر الشيخ قوعيش محمد بن عبد اللّه وهو اسمه الحقيقي و الشيخ حمادة اسمه الفني، بشيخه بوطرفة بداية العشرينيات من القرن الماضي قبل أن يؤسس فرقته التي لازمته إلى غاية وفاته في شهر9 أفريل 1968 ومن أشهر أعضائها عدة ولد لكحل ، وسي بوعلام بن التكوك وبوديس، الشارف بن ساسة وابن فريحة قدور الذي رافق الشيخ حمادة من سنة 1952 إلى سنة 1963. القصابان اللذان لازماه إلى آخر رحلة فنية قبل وفاته، هما الحاج بوديسة وبلقاسم الخدوسي وتذكر بعض المصادر التاريخية أن بعض الأغاني التي ألقاها وسجلها الشيخ حمادة تحمل تسجيلات «التبراح «لمشاهير الفنانين من بينهم محي الدين بشطارزي، رشيد القسنطيني والشيخة طيطمة التلمسانية. يوصف الشيخ حمادة بأحد أقطاب الأغنية البدوية بالجزائر من حيث اختياره الجيد للكلمات المعبرة و الإيقاع المناسب و لا تزال لحد الآن بعض أشرطته متداولة بالغرب الجزائري وتبث على أثير بعض المحطات الإذاعية المحلية بنفس الجهة وتدرج في برامج «القوال «آو « الشعر الملحون «بشكل كبير رغم المتاعب و الجهود التي يبذلها منتجو هذه البرامج في البحث و التنقيب عن أغاني الشيخ أو بقية الشيوخ الذين عاصروه باعتبار أن أغلب التسجيلات كانت على الأسطوانات. الشيخ حمادة الذي شغل الدنيا بقصائده، في زمن لم تكن فيه وسائل الإعلام والاتصال بشكلها الحالي، لم يحظ بالعناية اللازمة أو التكريم الذي يستحقه على الأقل في ذكرى وفاته ،عدا بعض الوقفات و المهرجانات التي تعد على الأصابع وبعض الروبوتاجات المتلفزة من بينها الحلقات التي أعدها المخرج أحمد منصوري في الثمانينيات، أين يسلط الضوء على بعض جوانب حياة الشيخ حمادة ومسيرته الفنية التي قال عنها المرحوم قبل وفاته:»هَذَا الفَّنْ حَلَفْ ،لا يَدْخُلْ لِرَاسْ جْلَفْ».