يشكو سكان وزوار المدينة الجديدة علي منجلي ببلدية الخروب من انعدام إشارات المرور والتوجيه ومن حالة اختناق كبير في المدخل الوحيد و فوضى مرورية عبر التقاطعات. الزائر للمدينة الجديدة يضطر لأن يستدل ببعض البنايات الإدارية والأسواق حتى يتعرف على وجهته لانعدام ما يدل على الوحدات الجوارية العشرين أو يسمح بالوصول السهل إلى المستشفى أو مقر البريد أو الملحق البلدي، فرغم التوسع العمراني الذي تشهده المدينة تبقى حالة استثنائية من حيث عدم الاهتمام بالإشارات واللوحات الإرشادية، حتى الأحياء تبقى مجرد أرقام ووحدات جوارية يصعب الوصول إليها، ما جعل السكان يهتدون إلى طريقة تسمية الأحياء التي يقطنونها بأحيائهم الأصلية لتتحول علي منجلي إلى نسخة ثانية عن قسنطينة، بوجود "باردو" و"نيويورك" و"القصبة" و"واد الحد" و"فج الريح" و "الفوبور" و"شارع رومانيا" وغيرها من الأسماء التي تعتبر محاكاة لنظام عمراني لا يزال مترسخا في أذهان المرحلين من باب الحنين وكذلك لأنهم لا يعرفون اسما لأحيائهم الجديدة. وبالنسبة لغير القاطنين بالمدينة أو الراغبين في التجول بداخلها فما عليهم سوى استخدام بعض المباني كمؤشر للوصول إلى الوجهة المطلوبة وحتى عندما يسألون يوجهون بجمل من قبيل " خلف المسجد" أو ب"محاذاة المستشفى العسكري" أو "عمارات ناصري" أو "دمبري" ، وإن كان المكان أبعد بقليل تكون المرافق الجامعية دليلا يجنب التيه وسط ذلك النسيج العمراني المتداخل والمتشابه في معالمه، فباستثناء الشارع الرئيسي وحي 400 مسكن الذي أصبح معروفا لدى فئات واسعة فإن الكثيرين لا يفرقون بين الوحدة الجوارية رقم 9 والوحدة الجوارية رقم 8 وربما نجد من يتعرفون على الوحدة الجوارية رقم 14 لأنها بؤرة توتر أو يذكرون ملامح الوحدة الجوارية رقم 17 بسبب تلك الجريمة التي هزت المدينة والمتمثلة في اختطاف وقتل الطفلين هارون وإبراهيم. ومثلما تعد الأسواق مناطق استقطاب بعلي منجلي فهي أيضا من العوامل المساعدة على التنقل بداخلها، ومروريا نجد أن المدينة لا توجد بها إشارات تضفي مرونة وتساعد على تحديد الأولوية ومعرفة الطريق المسموح من الممنوع، فحتى الشارع الرئيسي لا نجد ما يدل على الاتجاهات بداخله ولا حتى بالتقاطعات، الأمر الذي خلق حالة اختناق تشتد عند أوقات الذروة لتشوب تلك النقاط فوضى كبيرة تمتد إلى الشوارع الرئيسية وحتى مدخل المدينة الوحيدة، حيث تتداخل السيارات في ظل غياب إشارات ضوئية تنظم الحركة. وما زاد الأمر تعقيدا وجود طوابير من سيارات الفرود تتوقف على حواف الطرق الرئيسية مخلفة فوضى كبيرة تمنع الحافلات من الوقوف بل وتسد أحيانا كثيرة المنافذ المؤدية إلى بعض الأحياء، و هو مشهد يتكرر يوميا وجعل الكثيرين يستخدمون طرقا مختصرا لتحاشي نقاط الاختناق كالمرور خلف فيلات "عدل" أو استخدام مسلك المنطقة الصناعية. ويستغرب السكان، حسب بعض لجان الأحياء، تجاهل هذا الجانب من طرف الجهات المسؤولة رغم أن المدينة في توسع مستمر وأصبحت وجهة للتسوق وحتى لمستأجري السكن لتوفرها على حضيرة معتبرة من مختلف أنماط السكن ويرون إن الأمر لا يليق بمدينة بهذا الحجم. رئيس بلدية الخروب ومع اعترافه بأن المدينة تفتقر للكثير إلا أنه أكد أن كل ما يتعلق بعلي منجلي يتخذ بقرار ولائي وأن المدينة معنية ببرنامج إعادة تأهيل معتبر أقرته الحكومة يشمل عمليات هامة منها الجانب المتعلق بالمرور كما أفاد مسؤول بقطاع النقل أن خط ترامواي يدخل تحسينات على مخطط النقل حيث من المقرر بناء أنفاق وجسر بمدخل