بلعيد: خضت حملة نظيفة والحكم لا يقوم على الشتم والعنف أعرب أمس مرشح جبهة المستقبل للرئاسيات ، عبد العزيز بلعيد عن يقينه بأن أسباب الأزمة التي تعيشها ولاية غرداية مردها إلى المشاكل الاجتماعية والاقتصادية التي يعانيها شباب المنطقة نافيا أن يكون وراء هذه الأزمة " أياد خفية أو أطراف أجنبية "، محذرا من أن استمرار تخبط الشباب في المشاكل التي يعانيها من شأنه تأجيج نار الفتنة وتغذية النزعة الطائفية، فيما حذر من جهة أخرى من احتمال حدوث " أعمال عنف " في حالة ما إذا تم التلاعب بنتائج الاقتراع. وقال بلعيد خلال تنشيطه ندوة صحفية في فندق الهلتون بالعاصمة، في آخر يوم من عمر الحملة الانتخابية للرئاسيات المقرر إجراؤها الخميس المقبل " لقد أضحت غرداية مسرحا لأحداث مأساوية وأصبحت أرضا خصبة لكل المناورات السياسية بالرغم من أن المشكل بهذه المنطقة يكتسي طابعا اجتماعيا من بطالة و أزمة سكن ونقص في الأراضي الصالحة للبناء، وأنا لا أؤمن بضلوع أياد خارجية في تأجيج نار الفتنة وتغذية ذات الأحداث المؤسفة "، مضيفا " لقد سبق وان عاشت عدة ولايات أحداث مشابهة بسبب المشاكل المشتركة التي يعاني منها الشباب››. وقال بلعيد الذي كان بصدد الإجابة عن سؤال للنصر حول قراءته الشخصية كمترشح لمنصب القاضي الأول في البلاد حول خلفية أزمة غرداية، " إن شباب غرداية مثقل بالمشاكل الناجمة عن النقص الكبير في مناصب الشغل وأزمة السكن إلى جانب مشكل نقص العقار الخاص بالبناء "، معتبرا بأن " معالجة الأزمة في غرداية كان منطلقها خاطئا إذ كان من المفروض – يضيف - التوجه من البداية لفتح حوار مع الشبان المحتجين وليس لعقد لقاءات مع الأعيان وشيوخ المنطقة باعتبار أن الشباب لا يرغب في ممارسة أي وصاية عليه " وأضاف " إن المشاكل المشار إليها لا يمكن أن تحل بتقديم مجرد وعود بل تتم – حسبه – من خلال دراسة متأنية ودقيقة ". وفي ذات السياق وفي رده عن سؤال حول سبب تفادي حزبه برمجة تنشيط تجمع شعبي في مدينة غرداية خلال الحملة الانتخابية قال مرشح جبهة المستقبل " «أنا لست من أولئك الذين يستغلون آلام الجزائريين لممارسة السياسة»، داعيا بالمناسبة إلى الابتعاد عن استغلال الأحداث المأساوية التي تشهدها هذه الولاية من أجل تحقيق مكاسب سياسية على حساب معاناة مواطنيها، كما دعا إلى إطفاء نار الفتنة في المنطقة وبسط المحبة والوئام بين مكونات المجتمع الميزابي، مؤكدا استعداده إلى التوجه فورا إلى غرداية للمساهمة في تلطيف الوضع. وفي رده عن سؤال آخر متعلق بالموقف الذي سيتخذه ‘' في حل ما إذا اشتبه في تعرض نتائج الانتخابات الرئاسية إلى التزوير قال بلعيد بأنه من الخطأ الحكم مسبقا على أن نتائج انتخابات يوم 17 أفريل محسومة سلفا لكنه حذر في المقابل من مغبة التلاعب بأصوات الناخبين، معربا عن خشيته من " الدخول في أجواء عنف وفي مشاكل لا تحمد عقباها في حالة ثبوت حدوث تزوير". وبعد أن أعرب عن أمله في أن يجري استحقاق الخميس القادم في جو من الهدوء والطمأنينة والاستقرار دعا مرشح جبهة المستقبل إلى ضرورة إقناع الناخبين سيما أفراد الشريحة الشبانية للتوجه بقوة إلى صناديق الاقتراع لمنع التلاعب بأصواتهم وفرض سلطتهم للدفاع عن حدوث التغيير السلمي السلس الذي ينشده الجميع، وعدم الذهاب في الاتجاه الذي يفرض التغيير بالقوة، وبالتالي تفويت الفرصة – كما قال - على من يريد تحويل مناسبة الانتخابات إلى فرصة للتأزيم. وقال من جهة أخرى أن المؤسسة العسكرية " متماسكة تمام التماسك عكس ما يروج هنا وهناك " و دعا عبد العزيز بلعيد إلى إبعاد هذه المؤسسة عن الجدل السياسي باعتبار أنها تمثل الجدار المنيع الحامي للسيادة الوطنية والضامن لتماسك الوطن. واثناء تقييمه لحملته الانتحابية قال مرشح جبهة المستقبل أنه خاض حملته ‘' بنزاهة وبقوة ‘' وأنه قوبل بترحاب كبير في كل الولايات التي زارها مضيفا بأن أفراد الشعب قد تفاعلوا مع برنامجه الشامل والمتكامل ‘'. كما وصف خطابه بالموضوعي مبرزا بأنه حرص على تحليل الوضع في البلاد بموضوعية، مع تقديم تشخيص دقيق لكل الأشياء السلبية والإيجابية دون تجريح وبدون مساس بالأشخاص ولا بالمؤسسات لأن أي حكم لا يمكن أن يقوم على الشتم والتجريح والعنف، بل على أساس المحبة"، وقال أن المشروع الذي يدعو إليه في برنامجه الانتخابي" متكامل وشامل لكل القطاعات بدون استثناء"، وأنه أتى بالعديد من الأشياء الإيجابية على رأسها كيفية تكوين إنسان جزائري قوي وواعي، باعتبار أنه راس مال الأمة والثروة الحقيقية التي تقوم عليها الدولة. كما أكد بأن برنامجه يهدف إلى استعادة الثقة بين المواطن الجزائري والسياسيين باعتبار أنه لا يمكن بناء دولة قوية بدون كسب ثقة المواطن في من يحكمه وفي من يسعى لحكمه.