الجزائر و الرياض تؤكدان أن محاولات حسم الصراع عسكريا في سوريا لن تزيد الوضع إلا تعقيدا افتتحت بالرياض أمس الثلاثاء، أشغال الدورة الثانية للجنة التشاور السياسي الجزائرية السعودية برئاسة كل من وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة ونظيره السعودي الأمير سعود الفيصل. وفي البداية عقد لقاء على انفراد بين الوزيرين ثم توسع ليشمل أعضاء وفدي البلدين. و حضر الاجتماع عن الجانب السعودي الأمير عبد العزيز بن عبد الله نائب وزير الخارجية و نزار عبيد مدني وزير الدولة للشؤون الخارجية والأمير تركي بن محمد بن سعود الكبير وكيل الوزارة. وتناولت المحادثات العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تدعيمها خاصة في المجالات الاقتصادية وفتح مزيد من آفاق التعاون المشترك تمهيدا لاجتماعي لجنة المتابعة المقرر عقدها في شهر جوان المقبل والدورة المقبلة للجنة المشتركة للتعاون المزمع عقدها في ديسمبر القادم. كما بحث الجانبان خلال اللقاء القضايا العربية والإقليمية خاصة مستجدات القضية الفلسطينية وتطورات الأزمة السورية حيث جدد الطرفان فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية دعمهما للقرار الأخير لمجلس جامعة الدول العربية فيما يخص مسار مفاوضات السلام مع التركيز على ضرورة الالتزام بمرجعيات السلام والشرعية الدولية. وبشأن الوضع في سوريا أكد الطرفان على ضرورة تنسيق العمل لإيجاد حل سلمي سريع للازمة مشيرين إلى أن محاولات حسم الصراع عسكريا لن يزيد الوضع الا تعقيدا. وفي هذا السياق، ألح الطرفان على ضرورة تكثيف التنسيق بين البلدين لمواصلة الجهود بغية وضع حد لمعاناة الشعب السوري وتحقيق تطلعاته. كما تطرقا إلى ملف اصلاح منظومة الجامعة العربية واتفقا على مواصلة التنسيق الثنائي بين البلدين لتطوير العمل العربي المشترك لمواكبة التغيرات الدولية وتحقيق طموحات الشعوب العربية. كما تم استعراض العلاقات العربية الافريقية وسبل تعزيزها. وفي مجال مكافحة الارهاب تم التأكيد مجددا على أهمية تكثيف الجهود لمحاربة هذه الآفة التي لا تمت بصلة للدين الاسلامي الحنيف وقيمنا الحضارية والروحية. و أعربا في ذات الوقت عن التزامهما بالتصدي إلى كل أشكال التحريض والتطرف والعمل على تجفيف منابع تمويل الارهاب كالتجارة بالمخدرات والأسلحة. وفي ختام الاجتماع عقد لعمامرة ونظيره السعودي مؤتمرا صحفيا مشتركا استعرضا فيه حصيلة المشاورات بين البلدين. للإشارة، استقبل وزير الخارجية رمطان لعمامرة أمس بالرياض من قبل الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع بالمملكة العربية السعودية. و سلم لعمامرة لولي العهد السعودي خلال هذا اللقاء الذي حضره الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية رسالة خطية من رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز. وحمل ولي العهد السعودي من جهته لعمامرة رسالة أخوة وتقدير إلى رئيس الجمهورية وإلى الشعب الجزائري، مشيدا بالعلاقات الأخوية المتميزة القائمة بين قيادتي البلدين والشعبين الشقيقين. وأعرب عن تمنياته للشعب الجزائري بالتقدم والازدهار في كنف الأمن والاستقرار. كما أعرب في ذات الوقت عن ارتياحه العميق لمستوى التشاور والتنسيق بين البلدين منوها بمكانة الجزائر ودورها المحوري في العالم العربي. وتم خلال اللقاء بحث تطورات الأوضاع الراهنة وآخر المستجدات على الصعيدين العربي والدولي. كما التقى لعمامرة من جهة أخرى، أمير منطقة الرياض الأمير خالد بن بندر بن عبد العزيز. وتناول اللقاء العلاقات الثنائية بين الجزائر والمملكة العربية السعودية وسبل دعمها وتعزيزها لاسيما في مجال التهيئة العمرانية وتنمية المدن وترقية التعاون في هذا المجال ليشمل تبادل التجارب والخبرات وإرساء المشاريع التنموية. وعلى صعيد آخر، وقف لعمامرة أمس على ظروف سير الاقتراع الرئاسي على مستوى سفارة الجزائربالرياض في إطار تصويت للجالية الوطنية المقيمة بالخارج والتي انطلقت السبت الماضي لتتواصل إلى غاية يوم غد الخميس.