" كان " كرة اليد ينطلق اليوم بالقاهرة وسط مخاوف كبيرة على الوفد الجزائري تعطى عشية اليوم بالعاصمة المصرية القاهرة إشارة انطلاق فعاليات النسخة التاسعة عشر من نهائيات كأس أمم إفريقيا لكرة اليد، في ظروف استثنائية تطبعها المخاوف الكبيرة من تسجيل تجاوزات في التنظيم من الطرف المصري إزاء الوفد الجزائري بمنتخبي الذكور و السيدات، على خلفية الحرب الإعلامية الشرسة التي شنها المصريون على الجزائر بعد مباراة كرة القدم التي جمعت بين منتخبي البلدين بالعاصمة السودانية الخرطوم في منتصف نوفمبر من السنة الماضية، الأمر الذي جعل اللجنة المكلفة بتنظيم هذه التظاهرة تسارع إلى اتخاذ احتياطاتها لضمان أمن و سلامة الجزائريين طيلة فترة إقامتهم بالقاهرة، حيث أكد رئيس الجامعة المصرية لكرة اليد هادي فهمي بأنه سيكون في صدارة مستقبلي المنتخبين الجزائريين للإناث و الذكور و المقرر وصولهما ظهيرة اليوم إلى مطار القاهرة الدولي ، تحسبا لأي طارئ لا تحمد عواقبه، على غرار ما حدث للمنتخب الوطني لكرة القدم في الثاني عشر نوفمبر المنصرم، سيما و أن الإتحاد الإفريقي للعبة أعرب عن تخوفه من تعرض الوفد الجزائري لأية استفزازات من المناصرين المصريين، ولو أن فهمي ذهب إلى أبعد من ذلك و اعتبر مخاوف الجزائريين مجرد مخططات كما تحدث بنفس لهجة مواطنه سمير زاهر رئيس اتحاد مصر لكرة القدم، و كأن الجزائريين متخصصون في افتعال السيناريوهات في كل مرة يزورون فيها القاهرة، و هي تصريحات استفزازية أدلى بها فهمي و كشف من خلالها عن إعداده مخطط عمل يقضي بضمان حماية للوفد الجزائري و تفادي الحديث عن اعتداءات من شأنها على حد قوله أن تفشل الجانب التنظيمي، رغم أن رئيس الإتحاد الإفريقي منصور اريمو البينيني الجنسية لم يقتنع بالضمانات التي تحدث عنها مسؤولو الإتحاد المصري و أجبرهم على التوقيع على بروتوكول اتفاق مع الطرف الجزائري لضمان أمن و سلامة الوفد، و التعهد بعدم تعرضهم لأية تجاوزات أو مضايقات ، و هو الإجراء الذي أعقب إشهار الاتحادية الإفريقية سلاح التحذير بتسليط عقوبات رادعة على الطرف المصري في حال الإخلال ببنود هذا الإتفاق. و في سياق متصل قررت اللجنة المنظمة اتخاذ قرار استثنائي يقضي بإقامة الوفد الجزائري بمنتخبي الذكور و الإناث في فندق واحد مع تعزيز الحراسة الأمنية على مستوى مكان الإقامة، على أن يقطع اللاعبون مسافة كيلومتر واحد للوصول إلى القاعة المخصصة لاحتضان المقابلات و كذا الحصص التدريبية،و هذا لتجنيب العناصر الوطنية الإحتكاك بالمحيط الخارجي و الجماهير المصرية... هذه المخاوف تعد حلقة أخرى من مسلسل هذه النسخة من عرس اليد الإفريقية، لأن مصر كانت في أواخر شهر نوفمبر الماضي قد أعربت عن عدم قدرتها على تنظيم هذه التظاهرة و أعلنت عن انسحاب منتخبيها من المنافسة من أجل تجنب استضافة رياضيين جزائريين، خاصة و أن الاتحادية الجزائرية قد حينها قد رسمت مشاركتها بمنتخبي الذكور و الإناث حتى في القاهرة، الأمر الذي فسح المجال أمام بلدان الجزائر، المغرب و تونس للتسابق على استضافة هذه المنافسة، لكن الإتحاد الإفريقي وافق في نهاية المطاف على الإبقاء على التنظيم المصري بعد عدول المصريين عن قرارهم و الذي كان قد اتخذ على خلفية الأزمة الهامشية التي كانت لهم مع الجزائر بعد " نكسة" منتخب كرة القدم و عجزه عن التأهل إلى المونديال. للإشارة فإن المنتخب الجزائري للذكور سيلعب في المجموعة الثالثة التي تضم أيضا منتخبات المغرب، الكونغو و كوت ديفوار، و هي نفس المنتخبات التي سيواجهها منتخب السيدات في الدور الأول، على أن يتأهل أصحاب المراتب الثلاثة الأولى إلى نهائيات كأس العالم المقرة في شهر جانفي من سنة 2011 بالسويد.