عزابة : سكان غاضبون،، ينتظرون زيارة الوالي الجديد يعبر سكان مدينة عزابة ( ولاية سكيكدة ) بمرارة شديدة عن واقع بلدتهم المزري فيذهب بعضهم إلى تصنيفها أقذر بلدية في الجزائر بسبب غرقها في الأوساخ والمياه الراكدة في الطرقات،، و يؤكد بعضهم بكل غضب أن أموال التهيئة و تحسين المحيط لم يظهر لها أي أثر في الميدان، لأن أغلب الشوارع لا تصلح لسير الراجلين فما بالك السيارات.. ويذكرون أنه لا توجد ساحة أو مكان واحد جميل في عزابة يمكن أن تفتخر به البلدية. يتعجب المتجول في مدينة عزابة إن كان هذا " التجمع السكاني " الكبير يعبر فعلا عن حاضرة أم عن حظيرة فوضوية ؟. و يتساءل إن كانت مشاريع تهيئة الطرقات و تحسين المحيط الجارية بكل بلديات وحتى مشاتي الجزائر الواسعة قد برمجت أشياء منها في عزابة ؟. و لعل ما يبدو هنا تهيئة إنما هو بعض الممرات الإسمنتية على حافة الطرقات والتي ربما يمكن أن نقول عنها تجاوزا أرصفة. و بالمقابل بلغ الحال عند أغلب بلديات الوطن أن تتنافس على استعمال أفخر البلاط لتغطية أرصفتها. فهل عزابة خارج خريطة الجزائر حتى تحرم من خيرات الجزائر؟..هكذا يتساءلون .. الواقع أن نوعية إنجاز ما تم إنجازه من أشغال تهيئة تبين مدى حرص الهيئات المختصة بالرقابة و المتابعة على تطبيق بنود دفاتر الشروط التي تلزم المقاولين بمواصفات الأشغال المطلوبة. لكن واقع الحال هنا يغني عن كل سؤال.لخص لنا أحد سكان عزابة جهود التنمية هنا عندهم فقال " كل شيء خرطي في خرطي " و لو كنا مع أحد ليس جزائريا لا يعرف معنى ما قاله هذا المواطن لشرحنا له هذه العبارة مع شيء من التهذيب لها بأن معناها هو " كل شيء فراغ في فراغ " أو مثلما يقول بعض الجزائريين " الريح في الريح" ... طبعا هذا الكلام لا ينطبق على كل القطاعات إنما هو متعلق فقط بالجانب الذي يراه الناس في الطبيعة و هو تحسين المحيط لكن عزابة بها إنجازات أخرى في مجالات السكن و المياه و التعليم و الصحة و الكهرباء و الغاز في كل البيوت .. الخ . نعم هذه حقائق أنفقت عليها الدولة الكثير.. الصورة تكون أجمل لو وضعت في إطار حسن وهو محيط جميل و نظيف... فهل تعي بلدية عزابة هذا الكلام ؟ استجابة لحلم ورغبة سكانها الغيورين على مدينتهم . سوق الجملة للخضر و الفواكه.. سوق لبيع كل شيء ؟ ! أكد أصحاب محلات و تجار ينشطون بسوق الجملة للخضر و الفواكه بعزابة أن هذه السوق غارقة في الفوضى و الأوساخ. وعند سقوط الأمطار تصبح غارقة في الأوحال و المياه. و أكثر من ذلك فهي سوق لبيع كل شيء.أما من حيث النظافة فإن أي ملاحظ يستطيع أن يرى الحالة المزرية وليس في حاجة لمن يحدثه عن هذا الجانب. فرغم أن السوق تعقد يوما واحدا في الأسبوع وهو يوم الإثنين إلا أن جزء من القمامة يبقى على أرضية السوق بشكل دائم. وخاصة الطين و الأوحال المتراكمة التي تبقى مكدسة في ساحة السوق بعد سقوط الأمطار. و مما يذكره بعض النشطاء بهذه السوق أن عملية إنجاز شبكة لتصريف مياه الأمطار قد تمت بالسوق لكنها أنجزت بطريقة خاطئة. لأن وضع القنوات تم في وضع يوجه المياه نحو الأعلى! كما أن واحدة من البالوعات المقابلة لباب السوق و التي تتجه نحوها أغلب مياه الأمطار لم تربط بشبكة التصريف. و النتيجة معروفة وهي ارتفاع منسوب المياه إذا تواصل التساقط و دخولها إلى المحلات.و الغريب الذي يقوله نفس المتحدثين أن تسمية السوق هي تجارة الجملة للخضر و الفواكه لكن الواقع أن كل "التجارات" تمارس بهذه السوق ما يرى و ما لا يرى.. و من ذلك بيع اللحوم في هذا الوسط القذر أين يتم الذبح و السلخ والبيع في نفس المكان . سوق السيارات غارقة في الأوحال أكد مستغل سوق السيارات بعزابة أن السوق لا تنشط عند سقوط الأمطار لأن المتسوقين يمتنعون عن الدخول و السبب الرئيسي لهذا الإمتناع هو الوضعية المزرية لأرضيتها .و بالفعل فإن ما لاحظناه هو وجود برك واسعة من المياه الراكدة فوق أرضية السوق كل خميس بعد تساقط الأمطار يوم الأربعاء 27 أكتوبر 2010 وهو ما جعل البائعين يضعون سلعهم من قطع الغيار و غيرها فوق الطين .و يتساءل مستغل السوق هل في هذه الظروف يمكن استرجاع 2.5 مليار ثمن كراء السوق ؟ ثم يتساءل لماذا لا ينجز سوق للسيارات في عزابة بنفس المواصفات التي نراها في الولايات الأخرى؟ فأين هو السياج و أين هي الخدمات البسيطة على الأقل،، مرحاض عمومي ، ثم أين هي تهيئة الأرضية حتى لا نبقى نتخبط في الأوحال ؟. و الملاحظ أن البلدية استغلت الساحة الخارجية لملعب " بو ستة علي " لكرة القدم و جعلتها سوقا للسيارات. لكن مع الإقبال الكبير لم تعد هذه الساحة المعبدة تكفي لاستيعاب كل العارضين مما جعلها تتوسع نحو المساحات غير المعبدة . و على ما يبدو فهي سوق مهمة حسب العدد الكبير من السيارات و الشاحنات و قطع الغيار المعروضة. و بالتالي فهي قابلة للتوسع أكثر خاصة و أنها تقع في مكان استراتيجي بين عدة ولايات على الطريق الوطني رقم 3 . و من مصلحة بلدية عزابة زيادة و تثمين هذه السوق مما يؤدي حتما إلى زيادة سعر كرائها. " مير" عزابة يتراجع عن موعده كنا نود طرح انشغالات مواطني عزابة على رئيس بلديتهم الذي رحب بنا في البداية مثلما أخبرنا النائب الأول بالمجلس البلدي على أن يكون اللقاء يوم الخميس 28 أكتوبر2010 ،، و لما حضرنا في الموعد تراجع رئيس البلدية و قال أنه لا يستطيع أن يعطي تصريحات في الوقت الراهن. و لم أفهم في الحين سبب تراجع هذا المسؤول خاصة وهو يعلم أنني تنقلت من قسنطينة إلى عزابة خصيصا لإجراء " روبورتاج " عن بلديته. و لكني بعدما تجولت في مدينة عزابة و اختلطت بالناس ووقفت على الوضعية المزرية التي توجد عليها البلدية عرفت السبب..العزابيون الذين تحدثوا الينا ونقلوا انشغالاتهم يعلقون آمالا كبيرة على زيارة الوالي الجديد ،فقد يعيد الوجه الحقيقي لعزابة.