حمض الفوليك أصبح إجباريا لكل الحوامل ابتداء من هذه السنة تنقلنا إلى مركز حماية الأمومة والطفولة / بوجريو /بوسط مدينة قسنطينة .. مجموعة من الأمهات تنتظرن أمام قاعة القابلة في انتظار دورهن ..اليوم مخصص لأخذ التطعيم الخاص بالحمل ، حيث حرصن على المجيء في الموعد ، خوفا من تداعيات أي تأخير على الجنين . وداخل القاعة كانت القابلة تشرح لام شابة ، هذا حملها الأول، مواعيد إجراء التطعيم التي تستمر إلى ما بعد الولادة. وقبل مغادرتها كتبت لها وصفة بها بعض الأدوية ، منها حمض الفوليك تحت اسم "zanitra "بمعدل حبة واحدة كل يوم .أكدت لنا القابلة مريش فاطمة الزهراء -25 سنة من العمل في هذه المهنة - بان هناك اهتمام من قبل الأمهات في السنوات الأخيرة على مراقبة حملهن ،، وإجراء التحاليل الطبية ،، والحرص على مواعيد التطعيم ، حتى بالنسبة لمن لديها عدة أطفال . لكن هناك حوامل لايمكنهن الالتزام بالوصفة المقدمة إليهن عند إجراء الفحوصات الدورية ، وعددهن كبيرأيضا.. حيث تقمن بالاستعانة بجمعية "سبل الخيرات" المتواجدة بمدرسة الكتانية بحي سوق العصر بمدينة قسنطينة ، والتي هي عضو فيها ، بتوفير هذه الأدوية ، ومنها حبوب حمض الفوليك التي تباع العلبة الواحدة منها ب 800 دينار ، تكفي لمدة شهر واحد ، على الأم تناولها طيلة فترة الحمل .ولآن الكثير من الأمهات لايعرفن أهمية هذا الفيتامين الضروري لصحة الجنين ، فإنها تعمل على توعيتهن بذلك ، وتحذرهن من نسيان تناوله الذي يعني ولادة طفل مشوه ، خاصة إذا كانت تغذية الحامل ناقصة ، وسبق لها ولادة طفل مصاب "بسبينا بيفيدا" .المركز كان يصف "حمض الفوليك "من قبل للحوامل اللواتي يعانين من فقر الدم ومن نقص الوزن ، لكنه أصبح منذ سنة 2010 وتبعا لتعليمات وزارة الصحة إلزاميا على جميع الحوامل تناوله . حيث مباشرة بعد التأكد من الحمل في الشهر الأول منه ، يتم وصف هذا الفيتامين الضروري لنمو الجنين ، بالإضافة إلى فيتامين اوروكال ، وغيرها من الفيتامينات التي على الأم تناولها طيلة فترة الحمل ، والى غاية ما بعد الولادة ، لتفادي المشاكل الصحية التي قد تتعرض لها ومولودها .وكل يوم ثلاثاء يشهد المركز توافد الحوامل عليه لأخذ التطعيم الخاص بحماية الطفل والأم ، الذي يشمل التطعيم ضد الدفتيريا والتيتانوس والزكام ابتداء من الشهر الرابع والسادس .ويفترض كما أوضحت لنا أن تتقدم الأم إلى عيادات حماية الأمومة والطفولة حتى من قبل أن تحمل، لإعدادها للحمل، والتأكد من سلامتها، وعدم إصابتها خاصة بمرض فقر الدم.وقبل أن أغادر المركز حضرت امرأة تجاوز سنها الستين صحبة ابنتها التي قدمت من أجل أخذ حبوب منع الحمل، وبصوت منخفض سألتها إن كان بإمكانها فحصها لأنها تعاني من مشكلة صحية ، وقد ترددت طويلا قبل الحضور إليها . وهي حال الكثير من النساء في مثل عمرها اللواتي لايحضرن إلا بعد أن تتفاقم إصابتهن ، لأنهن يخجلن في هذا العمر أن يتقدمن لإجراء الفحوصات الخاصة بالنساء ، كما أخبرتنا القابلة التي تفهمت كثيرا طلب هذه السيدة ، وألحت عليها بالعودة بعد إجراء تحاليل طلبتها منها .