العثور على العلبة السوداء الثانية وصعوبات لتحديد جثث الضحايا بدأ محققون من المنظمة الدولية للشرطة الجنائية (انتربول) من 15 دولة عملهم في موقع تحطم الطائرة شمالي مالي، فيما عثرت فرقة تابعة لبعثة الأممالمتحدة للأمن في مالي على العلبة السوداء الثانية ، وسط حطام الطائرة، وهو ما سيسمح بمعرفة أسباب هذه الكارثة، وذكر مسؤولون جزائريون وفرنسيون أن عملية انتشال الجثث ستكون صعبة وطويلة. وتقرر استعمال تقنيات الفحص بالأشعة لتحديد هوية الضحايا. عثرت أمس فرق التحقيق على العلبة السوداء الثانية، وسط حطام الطائرة المنكوبة، وقالت مصادر إعلامية، أن وحدة تابعة لبعثة السلام الأممية في مالي «مينوسما» والمنتشرة حول مكان تحطم الطائرة عثرت على العلبة السوداء الثانية، وقالت الناطقة باسم بعثة الأممالمتحدة المتكاملة لتحقيق الاستقرار في مالي، راضية عاشوري، في تصريح صحفي «أن العلبة السوداء الثانية للطائرة تم العثور عليها صبيحة السبت في منطقة غوسي». لتنقل إلى مدينة غاو قصد فحصها. وكانت فرق البحث قد عثرت الجمعة على العلبة السوداء الأولى، وتتضمن العلبة الأولي تسجيل لأخر 30 دقيقة من الرحلة، وتسجيلات للمحادثات التي دارت بين أفراد الطاقم. أما العلبة الثانية فتتضمن المعايير التقنية حول حالة الطائرة ، ويسمح العثور على العلبتين، بمعرفة أسباب هذه الكارثة الجوية انطلاقا من فحص مضمونها. وتنقل وزير النقل عمار غول، أمس، إلى مكان الحادث، حيث عاين الموقع وتلقى الشروحات من الخبراء حول الحادثة، والتدابير التي تم اتخاذها لتامين الموقع وتحديد هوية الضحايا، وكذا أخر المعلومات التي تمكن الخبراء من تجميعها في مكان الحادث، وقد أكد عمر غول، في باماكو المحطة الأولى من جولته التي قادته أمس إلى بوركينافاسو، لنقل تعازي الرئيس الجزائري للسلطات المالية والبوركينابية، أن مسؤولية التحقيق وفق القانون الدولي تعود للبلد الذي وقع فيه الحادث، وأضاف غول في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية خلال زيارة الوفد الجزائري إلى باماكو عاصمة مالي أن لجنة التحقيق في حادث تحطم الطائرة المنكوبة «هي الوحيدة المؤهلة لتحديد أسباب الحادث وتقديم النتائج الرسمية» مشيرا إلى أن القانون الدولي ينص في مثل هذه الحالات على أن «مسؤولية التحقيق تعود للبلد الذي وقع فيه الحادث». وأكد غول، أن «مسألة التحقيق وإجراءات نقل الجثامين ليست بالأمر السهل» بالنظر إلى صعوبة مسلك الرابط بين الحدود بين مالي وبوركينا فاسو مشيرا إلى أن مطار غاو «مغلق في وجه الملاحة الجوية». وأوضح أن مالي «ستعمل بالتعاون مع الهيئات والبلدان المعنية ومن بينها الجزائر التي لن تدخر أي جهد لإنجاح التحقيق ودراسة مسألة نقل الجثث إلى أرض الوطن». وحول وضعية الطائرة أكد الوزير أن الطائرة وهي من طراز (ام دي دي 83) (ماك دونلد دوغلاس) «حائزة على كل التأشيرات والرخص الأوروبية والدولية» مضيفا أن الطائرة قامت بخمس رحلات على نفس الخط. وقد وصلت أمس، عدة فرق تحقيق إلى مكان تحطم الطائرة التي استأجرتها الجوية الجزائرية، للشروع في تحديد هوية الضحايا، وهي المهمة التي اعترف الكثيرون بصعوبتها، خاصة وان اغلب جثث الضحايا تحولت إلى أشلاء منتشرة في مكان تحطم الطائرة، ما دفع بالمحققين إلى استعمال تقنيات لفحص الحمض، وكذا الفحص بالأشعة السينية لتحديد هوية الضحايا. قبل تسليم الجثث إلى عائلاتهم. وتنقل نحو عشرين دركيا وشرطيا فرنسيا وفريق من المكتب الفرنسي للتحقيقات والتحليلات إلى مكان تحطم الطائرة اليوم، حيث سيعملون على التعرف على جثث الضحايا، وقالت الإنتربول إنها أرسلت وفدا لمكان التحطم للمساعدة في التعرف على الضحايا، الذين يبلغ عددهم 118. كما توجه فريقا من الخبراء الاسبان في الطيران المدني والشرطة العلمية، إلى مالي للمشاركة في التحقيقات في حادث تحطم الطائرة والتي أدت إلى مقتل ستة مواطنين اسبان هم أفراد الطاقم. ورغم تواجد العديد من المحققين في عين المكان للتعرف على الجثث، إلا أن عديد المختصين تحدثوا عن صعوبات كبيرة لانتشال الجثث، وقال الجنرال غيلبير ديانديري المسؤول في الرئاسة ببوركينافاسو إنه من الصعب انتشال جثث الضحايا لأن المصالح المختصة لم تجد سوى أشلاء على الأرض، وذالك أثناء تفقده مكان تحطم الطائرة. وتابع المسؤول نفسه إن "الحطام مبعثر على امتداد 500 متر لكن لاحظنا أن هذا الأمر حدث لأن الطائرة ارتطمت مرة أولى بالأرض قبل أن ترتفع مجددا لتسقط في نقطة أبعد". من جانب أخر، تعهد الرئيس المالي «بوبكر كيتا» بالكشف عن جميع تفاصيل حادث سقوط الطائرة الجزائرية لعائلات الضحايا بعد أن زار موقع الحادث وذلك بحسب ما أعلن التلفزيون المالي الرسمي. وتوجه كيتا أمسية الجمعة، إلى المنطقة التي وقع فيها حادث الطائرة ، مشيرا إلى أن هذا أقل شيء يمكن لرئيس دولة أن يقوم به، مؤكدا أنه «جاء إلى المكان كي يؤدي التحية لأرواح الضحايا وكي يظهر التضامن لبلدانهم في هذه الأوقات العصيبة». ودعا الرئيس المالي، رؤساء فرنسا، الجزائروبوركينافاسو إلى إظهار التعاطف مع الشعب المالي الذي تأثر مما حصل، مضيفا أن السلطات المالية ستقوم بما في وسعها بالتنسيق مع الدول الشقيقة لتعلم ما حصل تحديدا.