بادر سيف عابر نهر الجنازات، قطفت التفاحة في رحلة سحيقة بأنفاق شبه عارية فراغ وليل مشاع تقمصت ظلا غريبا هكذا بدت ملامحي في نعاس المساء فرعونا يحمل موت قناعه هارب إلى غربة الجنازات لأصل إلى نقطة البداية لحن يتدفق من مسام الباب الخشبي اركض نحوه كقطيع من ريم الجنوب نهضت باكرا على نشيج العجائز و حكاياتهن المملة نهضت حاملا مسبحة و قلم يدل على متاهة الذكرى حاولت صبغ جفل المرأة الوحيدة لكنها مع الغروب تعكزت نوء الرحيل سلكت درب الشهداء شاحبة كحكايا البحارة و أنا آخر من اهترأت ذاكرته أصبحت بفعل التفسخ جيب من الذنوب هده المرة سمعت تمتمات تطير من كأس التعويد لتحط في صيف شتوي دافئ مشيت في فضاء مشرع نسجت من صمت الحقيقة عقربا يوقظني كلما لاحت تباشير الوسن و من الصدق على شاطئ عاصف نصبت صوفيتي المذهبة لأتمرغ وحيدا في بعثرات التقاسيم لكن الأماكن معتمة احتلها نحيب زهرة برية أورثني بسمة تميل إلى الشناعة ودعت المرأة الممدة على رمل الصيف ضاربا معها موعدا عاريا لا توقظه ثقال رحى.... ذكرى لما تتسرب رائحة الشك إلى المرأة التي أحب إلى تلك الزوايا المظلمة من قلبها أرى الماضي يلفظ أنفاسه ليس ثمة ما هو قبيح بفعل النسيان من مستقبل بثقل الريح كم أود العودة إلى أحضان حبيبتي كم أود رؤيتها عارية تغتسل أتلصص على مفاتن الجسد ولان الماضي ذكريات و آهات و خوف نظيف من مقبرة الهجران تجدني أساند الأرواح المتشردة, المعلقة بخيط الأمل الوحيد حتى و أن أرى ضوء كاذبا عند انفلاق الصبح و بسمته الفاتنة لذا سادهب مع الرمل إلى فنادق الخطايا أوزع الجرائد الصفراء و ابكي مع البجع المسافر مع الزمن لو تعرف حبيبة هذا القلب ما كتب عليها وصفا و مدحا و عشقا لذابت... لكنها تفكر في انقشاع الضباب عن النباهة و سطوع الشمس على شفتيها يمكن للعالم أن يتغير يمكن لفلسطين أن تستقل لكن أن أرى ابعد مما يمكنني, فتلك معجزة المعجزات أراهن بدميتي الصغيرة المخبئة في منحدرات الدموع و التحدي أراهن بصور حبيبتي النادرة أراهن بالكتب المقدسة التي أحفظها من التلف في مكتبة الأغاني على عودة الحبيبة الغائبة في المشاهد المزيفة أنا وحيد و أحب الوحدة ربما يأتيني خبر صغير عن العالم الشرقي ربما تنهض آلهة الهند من سباتها ربما افتح ملفا مجنونا من جديد لكن مع كل تأجيل أأجل صبري -------- ليس ثمة ما هو أبشع من مستقبل مغتال بفعل الغدر انه لحم ينهش بأنياب الدود الأحمر أوكسجين ملوث ...اذا فتحت نافذتي المطلة على بحيرات العشق فلن أعود إلى ما تبقى من قهوة الصباح احمل أدوات الصيد و رأسا إلى كاهنات المعبد في هذه الساعة المتأخرة من الليل يمتلكني حنين جارف إلى نهديها لاستسلم إلى رقصة حبيبتي الملهبة يتبخر مني الشوق كسحابة صيف ظامئة بدونها أشبه الكآبة أشبه يتيم مصاب بسواد المجال فمن أين الهدوء و سكينة الأعضاء و أنا اكتب بريشة يفترض إنها بريئة لكن الأيام تتحاشى ضجر الزوايا أتساءل عن سر القطارات عابرة سر الدهاليز و الخنادق جذلانة مسرعة أتساءل عن معنى تمايل حبيبتي كشجر الزان و لما احتقر الخطى المترنحة المتجهة صوب غرفتي ساعتها ستندلع حرب الأهالي اتذكر حرب الشمال و الجنوب يمتلئ الفراغ ببقايا الروث و الخراطيش الفارغة إنها ساعة النوم ساهوي إلى ناي مكافح و استسلم ليأسي الشارد. لاعبة الورق سوف أسافر وحيدا إلى غرة الشرق بدمعتي الساحرة بيدي خنجرا من ورق لأودع أغنياتي القديمة بحجر السر دون أدعو كل الصالحين و العصافير الموسمية إلى باحة الشهداء لتردد لحن المزامير الفتية بحنجرة باكية من لظى الانتماء لهذا التراب وهذا السماء كظل بلا عمد, أتبع مسافات و فراغ الليل العاصف مينائي شديد العصف على دكتي تنام الذكريات عارية و بخشوع المتصوفة الجاهدون أبعثر إثم اللقاء و النوء السريع أعرج على جرح الشمس ما تبقى من عشقي لليوميات المنسوجة من الدم و الأحجية قميصي قد من أعلى و أنا ابحث في مضمار الشرق عن مهرتي الخشبية تائه في وطن الأساطير و الملاحم مكلل بالأسماء و الأضواء و الأمسيات أطوح بها عبر شعاب الخلجان كجلجامش يبحث عن نهاية لمتاعب يومه العبثي حامل عزة الشرايين الفائرة و تسنيم أتفقدها كلما حل بنا الصيف هل تراني أحلم بوطن يحلب نوق القصائد و الكلمات؟ هل تراني عاري الأنفاس في ساح الضحل؟ أم أشبه مستعمرات القرن الواحد والعشرين؟ أجوب شوارع – قالمة – حافي الوجه , عيني تحاصر الرؤى اقصد اقرب حانة لأطفئ زغب النار أطارد الضباب المهاجر إلى النوافذ المهشمة يمر يومي مترنحا ريش حمام ابحث عن قصيدة في سلة التحف الثمينة ...أجد دبابة و سيف اسكنهما خيمة السلام لدا لابد من حبيبة تلعب الورق, تشبه قمر – قالمة – اللامع واختم بسؤال عن ساع الرحيل و قبل أن اقطف الوردة أراجع دفتر الذكريات لأبكي عثراتي السابقة و اللاحقة..