الجزائر تتوفر على خبرة وهندسة خاصة في مجال نزع الألغام الاستعمارية أكد رئيس المجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي محمد الصغير باباس أن تجربة الجزائر في مجال نزع الألغام تجربة ذاتية ومثالية متقدمة جدا . وأفاد باباس في تصريح للصحافة على هامش أشغال المؤتمر الثالث للبرنامج العربي للأعمال المتعلقة بالألغام تحت شعار «ادارة التلوث المتبقي» أن الجزائر لها «خبرة وهندسة خاصة في مجال نزع الألغام وهي تجربة مثالية وذاتية متقدمة جدا باعتراف مركز جنيف الدولي لأنشطة إزالة الألغام للأغراض الانسانية». وأوضح نفس المسؤول، أن عملية القضاء على الألغام تتطلب التخصص الدقيق وعرض التجارب الرائدة وهو مايدرسه ملتقى الجزائر. كما شدد محمد الصغير باباس على ضرورة تبادل التجارب والمعلومات والخبرات بين البلدان العربية في مجال نزع الألغام الأمر الذي يمكن - كما قال- من تحقيق الأهداف المسطرة، مؤكدا في نفس السياق ان دراسة ملف نزع الألغام «يجب ان يمس كل جوانب التنمية البشرية والتقدم الاقتصادي والاجتماعي». من جانبه، أكد المكلف بملف مكافحة الألغام المضادة للأفراد على المستوى الوطني العقيد غرابي حسن، أن الجزائر شرعت في نزع ألغام الحقبة الاستعمارية والتكفل بالضحايا مباشرة بعد الاستقلال 1962، وذلك تطبيقا للدستور سنة 1963 الذي «حث على مسح كل بقايا الاستعمار». وقال العقيد غرابي أنه «مباشرة بعد الاستقلال وفي سنة 1963 أنشئت الدولة الجزائرية بالتعاون مع الاتحاد السوفياتي فيلقين للقيام بعملية نزع الألغام المزروعة على طول الحدود مع تونس والمغرب»، مضيفا أن «لجيش الوطني الشعبي شرع في هذه المهمة بموجب دستور1963 الذي حث في مادته العاشرة على مسح كل بقايا الاستعمار. وأبرز العقيد غرابي أن الجزائر التزمت بعد الاستقلال بالتطهير والتدمير والتوعية من مخاطر الألغام المضادة للأشخاص مع رعاية ومرافقة الضحايا، وهو ماتنص عليه اتفاقية اوتاوا (1997) لحظر الألغام المضادة للأشخاص التي انضمت إليها الجزائر سنة 2000. وفي نفس السياق عدد خبراء الجيش الوطني الشعبي بعض الصعوبات «التي تعترض عملية نزع الألغام الاستعمارية منها كما أوضح المقدم تلي محمد عدم توفر مخططات تسجيل الألغام الاستعمارية قبل سنة 2007 وكذا تنقل الألغام من موقعها الأصلي جراء انجراف التربة بالإضافة الى صعوبة التضاريس لاسيما بالمناطق الغابية. وفي محاضرة بعنوان «ادارة المخاطر والثلوث البيئي» أكد ديفيد غيرتيرز من مركز جنيف الدولي لأنشطة ازالة الألغام لأغراض إنسانية أن تطهير المساحات المزروعة بالألغام لا يعني نهاية أثارها السلبية على البيئة لاسيما المياه ومجاري الوديان، مذكرا أن هذه الآثار لا تزال في العديد من الدول رغم مرور أكثر من 70 سنة من الحروب والنزاعات التي استعملت فيها الألغام. يذكر أن أشغال المؤتمر الثالث للبرنامج العربي للأعمال المتعلقة بالألغام انطلقت أول أمس بمشاركة خبراء ومختصين من 13 دولة عربية وستتواصل إلى غاية يوم غد الجمعة لاثراء ومناقشة العديد من المحاور من بينها دليل التخطيط الاستراتيجي بخصوص الاجراءات المتعلقة بالألغام ودراسة تقييمية لاحتياجات فريق البرنامج العربي حول إزالة الألغام.