لا زالت الطفلة نجوى شملال12سنة تعاني مع مضاعفات مرض «البيتا ثيلاسيميا»، و اختارت مرة أخرى النصر منبرا لإيصال نداءها للمحسنين لأجل مساعدتها على اقتناء جهاز خاص لحقن دواء «دسفرال»الأساسي في علاجها بعد رفض و عدم تجاوب جسمها مع الأدوية الجديدة المأخوذة عن طريق الفم. نجوى التي بيّنت شجاعة لا توصف و هي تتحدى مرض الأنيميا المزمن «بيتا ثيلاسيميا» بمضاعفاته الخطيرة التي أدت إلى إزالة الطحال و تأثر كبدها، و إصابتها بقصور كلوي، بالإضافة إلى معاناتها من مشكل على مستوى الحوض أخضعت بسببه إلى عملية جراحية أرغمت بعدها على انتعال حذاء و حزام خاصين بالمعاقين حركيا، لم تفقد الأمل و قالت بأنها تثق في طيبة و تضامن ذوي القلوب الرحيمة ، و ناشدتهم بمساعدتها في الحصول على جهاز خاص لحقن دواء الدسفرال و الذي يتم إدخاله تحت الجلد و يعمل كمضخة لخفض نسبة الحديد في الدم، حتى تتجنب عناء التنقل من واد زناتي إلى قسنطينة لأجل القيام بذلك. و اشتكت من المشاكل و الصعوبات التي تواجهها و والدتها المرهقة، كل مرة يضطرون فيها للقدوم إلى مستشفى ابن باديس بقسنطينة، بسبب قلة ذات اليد. و قالت نجوى بصوت حزين يخفي نوعا من الخوف، بأنها لم تعد تتحمل الألم و جسدها الصغير و النحيل لم يعد يقوى على التحدي، إشارة إلى الحزام الذي ترتديه لأجل إبقاء جسمها في حالة توازن عند السير. و ذكرت بأن الحزام المعدني بات يتسبب لها في خدوش و جروح مؤلمة رغم لجوئها إلى ارتدائه فوق عدة ملابس داخلية. و أردفت قائلة بأن أكثر ما تتمناه اليوم، إيجاد حل لمشكلة دواء الدسفرال العلاج الوحيد الذي تلاءم و مضاعفات مرضها المزمن. و بنفس الشجاعة التي أبهرتنا بها في أول لقاء لنا معها بالمستشفى الجامعي بقسنطينة، في شهر جانفي الماضي، أين كانت تخضع لعملية تصفية دم بمصلحة الأطفال، قالت نجوى بأنها لا زالت مصرة على النجاح في دراستها لأجل تحقيق أمنيتها في ممارسة الطب و إيجاد علاج لداء «البيتاثيلاسيميا» لتخليص الأطفال من الآلام الناجمة عن مضاعفات هذا الداء الخطير الذي حرم الكثيرين من الاستمتاع بطفولتهم و اللعب و ممارسة الرياضة كباقي أترابهم. و كانت النصر قد نقلت منذ فترة قصة نجوى مع المرض و صبرها على المكوث فترة طويلة بالمستشفيات، و شجاعتها و روحها المرحة التي منحتها مكانة خاصة في قلوب الممرضين. و ذكرت والدة نجوى من جانبها بأن ابنتها التي تحدت الفقر و المرض معا كشخص بالغ، بدأت تفقد العزيمة و هي تخشى عليها كثيرا من اليأس، و رددت «أنا لا أطلب المال و إنما الدواء و التكفل ببناتي المريضات، لأنني عاجزة عن توفير علاج القلب لابنتي الكبرى و مساعدة شقيقتها في توفير علاج الأنيميا و تخليص نجوى من مضاعفات المرض التي أرهقت جسمها النحيل.