المكتبات الالكترونية تطوي صفحات الكتاب الورقي تحولت مؤخرا العديد من صفحات موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك ، و كذا بعض المدونات المتخصصة إلى مكتبات إلكترونية، توفر خدمة تحميل مختلف المطبوعات العلمية و الأدبية، بالإضافة إلى المقالات و الدراسات المتخصصة مجانا، ما جعلها قبلة أولى لمحبي المطالعة و الباحثين عن المراجع و الكتب النادرة، كما أصبحت بديلا عن المكتبات الجامعية ،بالنسبة لطلبة الماجستير و الدكتوراه، خصوصا وأنها تختزل الزمان و المكان ،و توفر عناء البحث المطول عما هو مطلوب. تشهد المكتبات الافتراضية اهتماما كبيرا من قبل شريحة واسعة من الطلبة الجامعيين و الباحثين، عشاق الكتب و حتى تلاميذ المدارس، حيث أنها مجانية التحميل،و هذا من بين أهم العوامل التي جعلتها تحظى بهذا الرواج، و يعكس بوضوح أسباب الهجرة الجماعية التي تعرفها المكتبات الورقية ،رغم أن هذه الأخيرة تظل أكثر مصداقية. الحصول على رواية أو كتاب أو مجلة متخصصة عن طريق مواقع الانترنت لا يكلفك أكثر من ساعة واحدة أمام الحاسوب، دقائق للبحث عن المطلوب، و لحظات لتحميل النسخة كاملة، أو نسخ ما تحتاجه منها . بالمقابل يحتم عليك الحصول على الطبعة الورقية التنقل إلى المكتبات، و إجراء عملية بحث مطولة، فضلا عن قراءة نصوص طويلة، للوصول إلى المعلومة المطلوبة إذا كان الأمر يتعلق بمذكرة تخرج أو بحث علمي. زيادة على ذلك، قد لا تتوفر الطبعة المطلوبة بالمكتبات الجامعية أو العمومية ، ما يحتم على الباحث اللجوء إلى شراء بعض هذه الكتب، الأمر الذي يعد مكلفا خصوصا بالنسبة لفئة الطلبة الجامعيين، إذا ما علمنا أن أسعار الكتب تنطلق من 600دج إلى 30000 و حتى10 آلاف دج. خلافا لذلك توفر المكتبات الالكترونية مجانية التحميل ، الآنية، و السرعة، وهو ما جعلها تفرض نفسها كنمط جديد، يرى المهتمون به بأنه ساعد على تسهيل عملية البحث ،كما شجع على الإقبال على المطالعة أكثر، و سمح كذلك بتوسيع دائرة المهتمين بالكتب ، علما بأن مبدأ هذا النوع من المكتبات قائم على خلق فضاء مفتوح للتبادل، و اقتراح العناوين الجديدة أو المميزة. برزت مؤخرا بعض صفحات الفايسبوك على غرار صفحة « المكتبة» و «مما قرأت» ، «هيا نقرأ «،و « قرأت لك» و مجموعات أخرى ، كمكتبات افتراضية منها ما يتوفر على أكثر من 1000 كتاب، و يحصي بعضها أزيد من 60 ألف مشترك ، خصوصا تلك التي لا تقتصر فقط على عرض الكتب ،و الروايات بل تنفرد كذلك بنشر الروابط الخاصة بكل ما هو جديد في مجال البحث العلمي، الأدب ، الشعر، التراث و التاريخ، زيادة على الدراسات المتخصصة، التي تعد أول مقصد لطلبة الجامعات. تعد الروايات الشهيرة باللغتين العربية، و الفرنسية، الأكثر طلبا عبر هذه الصفحات و المدونات، إذ تحتل كل من الروائيتين غادة السمان و أحلام مستغانمي مقدمة قائمة الاهتمامات، كما تعد روايات توفيق الحكيم، و خليل جبران ، بالإضافة إلى كتب ابن القيم الجوزية، و الإمام الشافعي، كتب التفسير، دواوين الشعر لنزار قباني ، أحمد مطر و أحمد شوقي، من بين المطبوعات الأكثر مقروئية،بالإضافة إلى المعاجم و كتب تعليم اللغات الأجنبية ،و كذا كتب التنمية البشرية. إضافة إلى المكتبات المتنوعة، يفضل بعض رواد الانترنت،و المدونين إنشاء مجموعات مكتبية متخصصة و مغلقة، تعنى بنوع محدد من الكتب ،و الإصدارات مثل المكتبة الإسلامية و المكتبة الطبية، أو مكتبات مقسمة، حسب الانتماء الجغرافي كمكتبة المغرب العربي و المشرق و الخليج العربي. حيث دخلت هذه المكتبات مجال المنافسة بقوة، مع مواقع كبريات المكتبات العالمية، خصوصا و أن هذه المواقع تفرض رسوما مالية لتحميل بعض الإصدارات النادرة و الجديدة. يرى العديد من المهتمين بالقراءة بأن مكتبة الفايسبوك ،قد تشكل مستقبل المطالعة و تعلن بداية نهاية المكتبة الورقية، رغم ما تقدمه من متعة، لأنها مكتبات سريعة، و مجانية و متوفرة، عكس تلك القديمة أو المعروفة التي يتطلب توفرها مالا و وقتا أصبح من الصعب تخصيصه في ظل كثرة مشاغل الحياة. ن.ط