غلام الله ينتقد إضراب قطاع التربية و يدعو للإبقاء على حكم الإعدام أعلن وزير الشؤون الدينية بوعيد الله غلام الله أمس عن دعم قطاعه للإبقاء على حكم الإعدام في التشريع الجزائي الجزائري إلا انه أخد موقفا وسطا بين دعاة العمل به تنفيذا حكام الشريعة الإسلامية و نشطاء حقوق الإنسان المطالبين بإلغاء العقوبة . وقال الوزير في تصريح صحفي بدار الإمام على هامش حفل افتتاح فعاليات أسبوع القرآن الكريم التي يتم تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية، "لا ينبغي إلغاء هذه العقوبة، لمجرد السعي لإرضاء السويسريين أو السويديين، كي يفرحوا بنا ويستقبلوننا بالورود"، مضيفا أنه "ينبغي الإبقاء على عقوبة الإعدام، فقد يأتي يوم نحتاج فيه إلى هذا التشريع (...) إن إلغاء العقوبة أو الإبقاء عليها مرتبط بوضع المجتمع، فالولايات المتحدة على سبيل المثال من المجتمعات الأكثر ديمقراطية، لكن الكثير من ولاياتها لا تزال تطبق الإعدام لما فيه من ردع"، وقال"لا نطبقه و لكن لا نلغيه ولنبقي عليه ربما نحتاجه". كما حرص المتحدث على التوضيح أن الإسلام "لم يفرض عقوبة الإعدام لكنه شرّعها، وإذا قلنا إننا لا نلغيها، فهذا لا يعني نصب المشانق للناس"، متسائلا عن دوافع مناهضي هذه العقوبة "ما دامت الجزائر لم تنفذ أحكام الإعدام منذ العام 1993" على حد قوله. وكان فاروق قسنطيني رئيس اللجنة الوطنية الاستشارية لحقوق الإنسان أعلن الأسبوع الماضي عن موافقة الجزائر بصفة رسمية إن الحكومة الجزائرية قررت الموافقة على الاندماج في اللجنة الدولية من أجل إلغاء ووقف تنفيذ عقوبة الإعدام في العالم ضمن مجموعة العمل المساندة لها ". وأثار موقف قسنطيني ردود فعل غاضبة من قبل جمعية العلماء المسلمين الجزائرية التي يرأسها وزير الشؤون الدينية الأسبق عبد الرحمان شيبان و قال فيها أن إلغاء حكم الإعدام تعطيل لأحكام الشريعة الإسلامية ومنها حكم القصاص،كما يرفض المجلس الإسلامي الأعلى بدوره دعاوى إلغاء الإعدام من التشريع الجزائري لنفس الأسباب. واستغل ممثل الحكومة المناسبة لتوجيه انتقادات نارية للحركة الاحتجاجية لعمال قطاع التربية منذ الأربعاء الماضي داعيا إياهم لمراعاة مصلحة التلاميذ الذي تتهددهم سنة بيضاء و اتهم النقابات المضربة بالسعي لأجل خدمة مصالح ذاتية و باستعمال الأطفال رهائن ،وقال أنا ك"أب" لست راضيا على هذه الحركة الاحتجاجية لأنه لولا ابني وابنك لما فتحت هذه المدارس والفضل في وجود مدرسة يعود للتلاميذ وليس للأستاذ. و أوضح أن الاحتجاجات لا تفرض على الآخرين، مشددا على انه من غير المقبول التفريط في مصلحة 8 ملايين تلميذ من اجل 400 ألف أستاذ ومعلم. وتابع قائلا "في رأيي كمواطن وكولي تلميذ، فأنه في البلاد المتحضرة. وعن النشاطات الثقافية المرافقة لأسبوع القران الكريم و هي بعنوان الوطنية و المواطنة في الإسلام أشار وزير الشؤون الدينية الذي اشرف على افتتاح الأشغال أن مفهوم المواطنة يقتضي من الأفراد خدمة وطنهم بغض النظر عن انتسابهم إلى حزب سياسي و أو فئة أو طائفة أو إلى دين مؤكدا في هذا السياق أن الجزائر مقبلة على تنفيذ المشروع الخماسي للتنمية (2010-2015) الذي يعتمد على إطارات البلاد التي "ينبغي أن تتصف و تتخلق بأخلاق المواطنة"،وأكد أن على الإطار في الدولة أن "ينظر إلى ما يمكن أن يقدمه لوطنه و إنجاح المهام الموكلة إليه" مضيفا في نفس الاتجاه "قد نختلف و ننتمي إلى أحزاب مختلفة و ثقافات مختلفة لكن يجب أن نعتبر هذه المكاسب التي تحصلنا عليها و نوظفها في خدمة الجزائر". وبدوره أوضح عبد العزيز بلخادم وزير الدولة الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية في تصريح على هامش الجلسة الافتتاحية أن مفهوم المواطنة "ليس مرتبطا بالمجتمع الغربي و إنما لديه جذور في الثقافة الإسلامية"، مشيرا إلى أن هذه التظاهرة جاءت لتبين أن مفهوم المواطنة ليس "مقرونا فقط بالمجتمع الغربي و الإيديولوجيات التي تطورت بعد الثورة الصناعية الفرنسية و إنما له جذور في الإسلام" مشيرا إلى الوثائق التي وضعها الرسول محمد (ص) و التي "تثبت أن الدولة مدنية في الإسلام" و أن المواطنة "موجودة في الثقافة الإسلامية". و أوضح وزير الدولة أن الخبراء و الأساتذة سيقومون من خلال المحاضرات التي سيلقونها ضمن برنامج الملتقى ب"نزع بعض المغالطات و نشر ثقافة التسامح في إطار التعايش في الوطن الواحد". وينشط أساتذة جامعيون من مختلف جامعات الوطن محاضرات وندوات إلى غاية يوم الأربعاء موزعة على عدة محاور هي الروح الوطنية و تحديات الراهن الجزائري و المواطنة في التراث الإسلامي و الاجتهاد المعاصر و التربية الوطنية عن مشايخ الزوايا ومناهجها و التربية الوطنية في المدرسة الإصلاحية و الوطنية والمواطنة في تاريخ الجزائر السياسي والثقافي وأخيرا الوطنية في ثقافة و سلوك المجتمع الامازيغي بالجزائر على أن تختم الأشغال بإصدار توصيات وتوزيع الجوائز على الفائزين في مسابقة حفظ القرآن الكريم و ترشح لها 40 طالبا قدموا من مختلف بقاع الوطن. ويحصل الفائزون الثلاثة الأوائل على جوائز مادية تتراوح من 100 الف دج إلى 150 الف دج فيما يختار العشرة الأوائل للمشاركة في المسابقات الدولية للقرآن الكريم.