لا تساهل مع الذين يعملون على تشطير الحزب وإضعاف البلاد ما يعيشه الآفلان اليوم ليس هزة مقارنة بما عرفه في تاريخه هاجم عبد العزيز بلخادم الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني بقوة معارضيه في الحركة التقويمية لمسار الحزب، وقال أنه لا تساهل مع الذين يعملون على تشطير الحزب لأن ذلك إضعاف له وللجزائر، واعتبر ما يحدث الآن لاشيء مقارنة بالهزات الكبيرة التي عرفها الآفلان من قبل خرج عبد العزيز بلخادم الأمين العام للآفلان أمس عن صمته وصب جام غضبه على معارضيه في الحركة التقويمية لمسار الحزب، وقال في هذا الخصوص أن القيل والقال بدأ مباشرة بعد الإعلان عن تشكيلة المكتب السياسي للحزب وهو شيء طبيعي لكن عندما يتحول ذلك إلى "عمل تجزيئي وتشطيري لا ينبغي أن يقبل على الإطلاق لأنه إضعاف للحزب وللجزائر من حيث ندري أو من حيث لا ندري.. فعندما استهدف حزب جبهة التحرير الوطني سنة 1988 تعلمون ماذا حدث في البلاد بعد ذلك". وواصل بلخادم يقول متوعدا خلال اللقاء الخاص بتقييم عملية تجديد مكاتب القسمات الذي جمعه أمس بفندق الرياض بسيدي فرج بأمناء المحافظات والمشرفين على عملية التجديد "لذلك ينبغي أن لا يكون أي تساهل في هذه القضية.. وعلى الإخوان الذين يرون أنه حدث انزلاق أو خطأ أو اختلاس أو رشوة أو محاباة أو أي شيئا آخر أن يتفضلوا ويتكلموا في اللجنة المركزية". وبدا الأمين العام للحزب العتيد غير آبه أو متخوف مما يجري اليوم داخل الحزب عندما أضاف قائلا" أما الشائعات - وما أعفن البعض منها فهي لا تليق بمقام أصحابها ولا تخدمهم ولا تخدم الحزب والجزائر وهذه ليست هزة على الإطلاق لأن الآفلان عرف هزات عديدة في تاريخه". ثم أسهب المتحدث في سرد ما يراها أسبابا للمعارضة الحالية عائدا إلى ظروف عقد المؤتمر التاسع في مارس الفارط، قائلا أن كل أعضاء الهيئة التنفيذية السابقة كانوا أعضاء في اللجنة التحضيرية للمؤتمر التاسع وشاهدوا جميع مراحل التحضير له، ثم أن المشاورات مع الإخوان دامت شهرا كاملا وثلاثة أيام قبل الإعلان عن تشكيلة المكتب السياسي الذي يتكون من 15 عضوا وطبيعي أن يكون عدم رضا من طرف البعض لأنه لو تم اختيار 15 عضوا آخرين لحدث نفس الشيء، وفي كل الأحوال كان لابد من اختيار 15 عضوا في المكتب السياسي من بين 350 عضو في اللجنة المركزية. بلخادم الذي حاول إعطاء الانطباع بأنه غير مهتم بما يسمى الحركة التقويمية أفرد وقتا معتبرا من كلمته للحديث عنها وذهب إلى حد توجيه إشارات واضحة إلى بعض نشطائها الحاليين عندما قال مثلا أن "من يريد الوصول والتموقع فذلك شيء مشروع لكن أن لا تبصق على اليد التي أكلت منها" وقد صفق الحضور كثيرا لهذه العبارة ونهضوا محيين الأمين العام، ما فهم داخل القاعة على أن هذا الكلام موجه بالتحديد لشخص معين في الحركة التقويمية. كما قال بلخادم أن الآفلان ليس ملكا لفلان أو فلان، وعيب أن يقال عن الرجال أنهم تابعين لفلان أو لغيره، مجددا التأكيد على أن الحزب ليس ضرعا يحلب أو ظهر يركب وانه لا يقبل الذين يلعبون على الحبلين. وتعد هذه هي المرة الأولى التي ينتقد فيها عبد العزيز بلخادم معارضيه في الحركة التقويمية وهي المرة الأولى أيضا التي يتحدث فيها في لقاء رسمي عن الأزمة التي يعيشها الحزب مند أسابيع رغم تأكيده يوم الخميس الأربعاء الفارط فقط عندما سئل عن موقفه من الأزمة الداخلية أن لديه اهتمامات انفع منها. كما فسر البعض الصرامة والحدة التي ظهر بها بلخادم أمس على أنها تحضير لقرارات مهمة قد يتخذها خلال دورة اللجنة المركزية ضد معارضيه. في الجانب التنظيمي الذي كان محور اجتماع أمس كشف الأمين العام للآفلان عن تنصيب 1514 مكتب قسمة جديد من أصل 1594، موضحا أن التأخر المسجل في هذه العملية المقدر بثلاثة أسابيع مقارنة بما سطر في الرزنامة التي وضعتها القيادة التي كانت تقضي بتجديد مكاتب القسمات في القترة الممتدة بين الفاتح جوان وال 31 أكتوبر راجع إلى عدم جاهزية المشرفين وليس إلى ما يروج له البعض. وحث المشرفين والمحافظين في هذا المجال على التدقيق جيدا في قوائم المناضلين قبل عقد الجمعيات العامة، معترفا في نفس الوقت بأن الجمعيات العامة الانتخابية لها مزايا عديدة وصعوبات أيضا لكنه بفضل ذلك لأنها ممارسة ديمقراطية داخل الحزب. وبعد الانتهاء من عملية تجديد مكاتب القسمات سيعقد الحزب دورة اللجنة المركزية قبل نهاية شهر ديسمبر الداخل (يومي 23 و24 حسب بعض المصادر) وبعدها يشرع في تجديد مكاتب المحافظات خلال شهري جانفي وفيفري من السنة القادمة.