التنافس على تنظيم المونديال يبلغ درجة نشر الفضائح على الفضائيات إذا كانت أنظار متتبعي رياضة كرة القدم ستتجه مساء اليوم الخميس صوب مقر الفيفا الكائن بمدينة زيوريخ السويسرية للتعرف على البلدان التي ستحظى بشرف تنظيم المونديال في طبعتيه المقررتين سنتي 2018 و 2022 على التوالي، فإن كبريات القنوات الفضائية التلفزيونية العالمية تتسابق فيما بينها لضمان تغطية شاملة و مواكبة لهذا الحدث الإستثنائي، في محاولة لكسب الرهان بعد الفضائح التي تم كشفها مؤخرا، و التي تبقى تهز الوسط الكروي العالمي، بضلوع بعض الأطراف الفاعلة في عملية التصويت في قضايا فساد و رشوة. و هي تهم تبقى تصنع المادة الدسمة لكل القنوات التلفزيونية المتخصصة بين محاولة لتأكيد التهم، و البحث عن الدليل المادي، مع السعي للتأثير على عملية التصويت لدى القنوات الإنجليزية، و الحديث حتى عن مطلب تأجيل الإقتراع المصغر، و تفنيد قاطع لمثل هذا التهم الخطيرة من قنوات أخرى تعتمد في طرحها على بيانات الهيئات الرسمية و على رأسها الإتحاد الدولي. و لعل المشاهدين العرب سيتابعون هذا الحدث على أحر من الجمر، لأن قائمة البلدان المتنافسة على شرف إستضافة نهائيات كأس العالم للدورة المقررة سنة 2022 تضم دولة قطر، في ثاني ملف عربي يتقدم لطلب تنظيم المونديال بعد التجربة التي قامت بها المملكة المغربية في مناسبتين سابقتين، و عليه فإن قلوب كل العرب ستكون إلى جانب الملف القطري، خاصة و أن قناة " الجزيرة الرياضية " المتخصصة كانت قد عمدت إلى مواكبة الحدث منذ منتصف شهر نوفمبر الماضي، و المقابلة الودية التي أقيمت بالدوحة بين العملاقين البرازيل و الأرجنتين بحضور كبار نجوم الكرة العالمية من طراز زيدان، بيكنباور و الجزائري رابح ماجر كانت محطة البداية لدعم ملف قطر، و محاولة إطلاع ملايين المشاهدين على الإمكانيات المعتبرة التي تزخر بها قطر، و مدى قدرتها على تنظيم أكبر تظاهرة كروية عالمية. و في نفس السياق فقد قررت ذات القناة الفضائية ضمان نقل حي و مباشر للحدث على الهواء مباشرة من مدينة زيوريخ السويسرية، و ذلك بتسليط الأضواء على جميع الملفات المتنافسة، و محاولة الدخول في كواليس المكتب التنفيذي للفيفا، و وضع المتبعين في الصورة، فيما يتعلق بمستجدات عملية التصويت، فضلا عن ضمان نقل متواصل للحدث ببرامج منقولة من أستوديوهات مباشرة من الدوحة وزيوريخ ولندن ومدريد وواشنطن تُعرض خلالها تقارير أعدت خصيصاً للحدث، إضافةً إلى استقبال بعض الضيوف من رياضيين وإداريين كبار في عالم الرياضة، وسيرافق كل ذلك انتشار مكثف لمراسلي القناة في مختلف الدول المنافسة. هذا و ستنقل القناة بداية من الساعة الواحدة من ظهر اليوم ردود فعل الشارع العربي في معظم عواصم العالم للتعبير عن الدعم المتواصل للملف القطري، مع ترقب ساعة الحسم، بالكشف عن البلدان التي ستنال شرف تنظيم المونديال، و هو القرار الذي سيكشف عنه رئيس الفيفا السويسري جوزيف بلاتير في مؤتمر صحفي يعقد بداية من الساعة الخامسة من مساء اليوم. بالموازاة مع ذلك، و إذا كانت الفيفا قد منحت بطاقات الإعتماد لنحو 100 صحفي و أزيد من 70 قناة تلفزيونية، فإن الإعلام الإنجليزي يبقى يصنع الحدث على طريقه الخاصة عشية هذا الحدث العالمي، و ذلك بالإقدام على تفجير فضائح الفساد، و توجيه تهم لأعضاء المكتب التنفيذي المعنيين بعملية التصويت، بعد التحقيق الميداني الناجح و الجريء لصحيفة " صانداي تايمز " ، و الذي كانت نتيجته توقيف ستة أعضاء من مكتب بلاتير عن النشاط لمدة تتراوح ما بين سنة و 4 سنوات، لثبوت ضلوعهم في قضايا رشوة تسبق عملية التصويت. ها هي قناة " البي بي سي " تحاول السير على نفس النهج، و ذلك بالحديث عن تورط رئيس " الكاف " عيسى حياتو في فضيحة رشوة، و هي القضية التي كانت محور حصة " بانوراما " التي بثتها القناة سهرة الإثنين الماضي، و فندها الإتحاد الإفريقي في بيان رسمي، بينما رفضت الفيفا التعليق بتاتا على هذه التهم، و إكتفت بالتأكيد على أن عملية التصويت ستشهد مشاركة جميع الأعضاء، لأن الإعلام الإنجليزي يحاول فرض ضغط كبير على مسؤولي الإتحاد الدولي لإرغامه على تأجيل عملية التصويت، و القيام بغربلة وسط المكتب التنفيذي، في محاولة للتخلص من بعض الأطراف المحسوبة على الداعمين للملف المشترك بين إسبانيا و البرتغال، لأن هذا الملف يبقى المرشح الأبرز لنيل شرف تنظيم مونديال 2018، و يتنافس مع ملفات روسيا، و كذا الطلب المشترك بين بلجيكا و هولندا. أما بخصوص ملف العرب و منطقة الشرق الأوسط، فإن بعض الأطراف الفاعلة أعابت على دولة قطر صغر المساحة الجغرافية و كذا مشكل درجة الحرارة العالية، لكن القائمين على الملف أعدوا أدلة و براهين تؤكد القدرة على التحكم في جميع الأمور التنظيمية، منها تشييد و بناء ملاعب جديدة تراعى فيها درجة حرارة الجو، رغم أن رئيس الفيفا جوزيف بلاتير كان قد أعرب عن موقفه الداعم للملف المشترك بين كوريا الجنوبية و اليابان، في وجود منافس آخر قوي و هو أستراليا، إضافة إلى الملف الثقيل الذي تقدمت به الولاياتالمتحدةالأمريكية. و إنطلاقا من هذه المعطيات يمكن القول بأن التنافس بين البلدان على شرف تنظيم المونديال تجاوز كواليس أروقة مبنى الفيفا بمدينة زيوريخ السويسرية، ليبلغ نشر الفضائح عبر الفضائيات العالمية في محاولة للضغط على المكتب التنفيذي للإتحاد الدولي ، و يبقى العرب يعلقون آمالا عريضة على الملف القطري للظفر بشرف تنظيم العرس الكروي العالمي، بعدما كانت قارة إفريقيا قد كسرت القاعدة التي كان معمولا بها في السابق، فنظمت جنوب إفريقيا دورة ناجحة من جميع الجوانب.