لا تضييق على المسيحيين في الجزائر والمشكل في التبشير السري أكد وزير الدولة الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بلخادم أمس بالعاصمة عدم وجود تمييز في التعامل مع المسلمين والمسيحيين فيما يخص الممارسة الدينية نافيا وجود أي نوع من التضييق. وقال بلخادم في تصريح للصحافة على هامش حفل تدشين كنيسة السيدة الإفريقية أنه "لايوجد في الجزائر أي تضييق في الممارسة الدينية، ولا أي تمييز في التعال مع المسلمين أو المسيحيين" مبرزا أن كل الأطراف عليها أن تحترم القوانين والتشريع الخاص بالممارسة الدينية. وذكر أنه على سبيل المثال، فإنه حتى بالنسبة للمسلمين الراغبين في تشكيل جمعية دينية أو بناء مسجد يتعين عليهم تقديم طلب وملف يعتمدان ورخصة وهي إجراءات - كما أضاف - يجب أن تخضع لها الديانات الأخرى كذلك. وبعد أن أشار إلى أن التشريع يجب أن يطبق من طرف الجميع، أكد بلخادم أن المشكل الحقيقي يكمن في قضية التبشير، الذي - كما قال- لا يقبله حتى الفاتيكان ويتبرأ منه. وفيما يتعلق بمسألة التسامح بين الديانات قال أن التسامح هو بمثابة شيء تقليدي عند المسلمين، مشددا على ان الدين الإسلامي يفرض التعامل به مع الغير. وذكر بلخادم من جهة أخرى أن كنيسة السيدة الإفريقية ستسمح بتعزيز الحوار بين الديانات والثقافات والحضارات والتعاون بين الشعوب، مشيرا إلىأن الجزائر وفية دائما لدينها القائم على مبدأ التسامح والإحترام ما بين الناس مهما كانت قناعاتهم واعتقاداتهم وحتى أجناسهم. اللافت أن التدشين الرسمي لكاتدرالية السيدة الإفريقية علتها الجديدة بعد الإنتهاء من أشغال الترميم والتجديد التي شرع فيها سنة 2007، بحضور وتمثيل جزائري رفيع المستوى، حيث كان في رفقة بلخادم وزير الشؤون الدينية والأوقاف بوعبد الله غلام الله ووالي الجزائر محمد كبير والرئيس المدير العام لسونلغاز نور الدين بوطرفة. كما حضر التدشين أسقف الجزائر غالب بدر، ورئيسة مندوبية الإتحاد الأوروبي بالجزائر السيدة لورا بايزا. وقال أسقف الجزائر أن السيدة الإفريقية التي ينيت سنة 1850 تبقى رمزا للوئام والإلتقاء بين الأشخاص، وهي قبل كل شيء مكان مفتوح لكل من يؤمن بمبادىء الإحترام المتبادل والتضامن المشترك. وأضاف أن "العالم غالبا مايواجه النزعة الفردية، لذا فإن الإنسان، بحاجة إلى إيجاد ملاجيء للسلم وفضاءات للحوار، لذلك، فإن على السيدة الإفريقية أن تكون من بين تلك الأماكن السامية التي يمكن للإنسان فيها أن يتصالح مع ذاته أولا ثم مع الإنسان ومع الله". أما رئيسة مندوبية الإتحاد الأوروبي بالجزائر فابرزت أن ترميم كاتورالية السيدة الإفريقية يكتسي طابعا فريدا على العديد من المستويات باعتبار أن الأمر يتعلق - كما قال - بمكان له رمزية يدل على الاتحاد الموجود بين ضفتي المتوسط. وأضافت أن "المتوسط يعد همزة وصل بين الشمال والجنوب، حيث ساهم الإتحاد الاوروبي في أشغال ترميم السيدة الافريقية بمليون أورو". يذكر أن ولاية الجزائر أسندت أشغال الترميم التي شرع فيها في جويلية 2007 إلى شركة - جيرار- الفرنسية.