تميزت السنة التي توشك على الانقضاء بعد سويعات بانتقال شيخ المدربين الجزائريين رابح سعدان من النقيض إلى النقيض، ففي بدايتها كان بطلا قوميا أعاد الجزائر إلى العرس الكروي القاري"الكان" بعد غياب عن نهائياتها لدورتين متتاليتين (آخر مشاركة للخضر كانت تحت قيادته) كما أعدها إلى المونديال بعد 24 سنة ومن المفارقات العجيبة أن آخر مشاركة للجزائر في أكبر تظاهرة كروية عالمية كانت أيضا تحت قيادته. ورغم أن الشيخ أعاد الاعتبار للكرة الجزائرية من خلال قيادتها إلى المربع الذهبي في انجاز عز على جزائر كرة القدم على مدار عشريتين ( نهائي كان 1990) وتمكن من قهر فيلة كوت ديفوار في مباراة كبيرة ومثيرة، لا يزال الجزائريون يتذكرون أدق تفاصيل، كما مكن رفقاء زياني من أداء مشوار طيب في المونديال وتحدى الأسود الثلاثة بقيادة الداهية كابيلو على خط التماس والثعلب روني فوق المستطيل الأخضر، دفع رابح سعدان ضريبة غياب الفنان مراد مغني وانعدام الفعالية في كتيبته وافتقار الجزائر إلى هداف يحسن إنهاء الهجمات بوضع الكرة في شباك المنافسين، حيث تعرض الشيخ إلى حملات مركزة شنتها ضده بعض الصحف ووسائل الإعلام التي تنكرت للرجل وحملته أوزار لاعبيه، وذهبت إلى حد الجهر بضرورة رحيله، فاختلقت سيناريوهات فشل الرجل في التحكم في المجموعة ونسجت روايات عن تمرد بعض اللاعبين المهمشين، واتهم بعرقلة المنتوج المحلي وغيرها من الضغوطات التي تسببت للرجل في صداع مزمن وأرغمته على الخروج من الباب الخلفي مطلع شهر سبتمبر الماضي، حيث رحل سعدان عن المنتخب يوم السبت الرابع من سبتمبر الماضي، بعد تعادل الخضر بالبليدة أمام منتخب تانزانيا (1/1) في مستهل مشواره في تصفيات كأس أمم إفريقيا المزمع إقامتها في الغابون وغينيا الاستوائية عام 2012.وبعد عشرة أيام عن استقالة الشيخ ، أعلن الاتحاد الجزائري لكرة القدم ( فاف) عن تعيين عبد الحق بن شيخة ناخبا وطنيا ، خلفا لرابح سعدان، وجاء في بيان الفاف على موقعها لالكتروني أن "هذا التعيين يعكس رغبة الاتحاد في منح الثقة إلى المدراء الفنيين الجزائريين من مستوى عال،وضمان استقرار الجهاز الفني للمنتخب".وتم تعيين بن شيخة ناخبا للخضر حتى نهاية مشوار التصفيات بعد أن رفض تولي المهمة مؤقتا ، واشرافه على التشكيلة الوطنية في لقاء إفريقيا الوسطى في الجولة الثانية من التصفيات، فحظي الرجل بثقة مسؤولي الفاف وعدم التعاقد مع مدرب أجنبي كبير يقود المنتخب خلال تلك الفترة الحرجة.وفيما شكل "الجنرال" بن شيخة الرهان الجديد للجزائريين لإخراج الخضر من الموقف الحرج الناجم عن التعادل في عقر الدار أمام تانزانيا، فشل بن شيخة في أول اختبار بخسارة المنتخب في إفريقيا الوسطى بثنائية نظيفة أدخلت الشك في نفوس اللاعبين والمحبين، وجعلت المنتخب الوطني بظهر إلى الحائط قبل استضافته نظيره المغربي في ديربي ناري سيرفع أسهم الفائز و يخرج المنهزم بنسبة عالية من رواق السباق.